كتاب 11

07:44 صباحًا EET

سندريلا

مرحباً بك عزيزي القارئ في هذا المقال الترفيهي الترويحي بعيدا عن كآبة المزاج العام, ولكن ما هذا الذي ترتديه؟, بدلة!, ألا تعلم يا عزيزي القارئ إننا ذاهبون بالمقال إلى القناطر الخيرية للترويح عن النفس, ألم يكن من الأفضل أن تأتي مرتدياً كاجوال…,

ماذا تقول, الرحلات والترفيه تعني لك الأناقة والشياكة, حسناً, حقك, لكل منا قناعاته التي تُعَبِرعن شخصيته و تكوينه النفسي (أنا أيضاً مش فاهم الحتة اللي فاتت دي, بس مكَسِل أمسحها), ولكن لتوضيح قصدي بطريقة أكثر بساطة سأروي لك نكتة تعبر عن ما أرمي إليه, ماذا تقول يا عزيزي القارئ, السائق يتجه ناحية الفيوم, لا تقلق, من المؤكد أنه يعي مايفعل, فقد إتفقنا معه على الذهاب للقناطر الخيرية ولا أظن أنه بهذا الغباء أو النصب والخداع, دعني أسرد عليك النكتة, كان هناك برنامج إذاعي ترفيهي يسأل الناس في الشارع عن إنطباعاتهم عند ذِكر شئ معين, وفي إحدى الحلقات كان المذيع يسأل عدة أشخاص عن إنطباعهم عندما يروا “المشط” أو حتى عندما يأتي ذِكره, فكان رد أحد الأشخاص أنه يتذكر (أو يعطيه المشط إنطباع) بالعدالة نظراً لتساوي أسنان المشط, وقال آخر أنه يُذَكِره بالجمال نظراً لطبيعة إستخدامه في تصفيف الشعر, وقال شخص أنه يُذَكِره بالجنس, فتعجب المذيع وسأله عن علاقة المشط بالجنس, فرد الشخص قائلاً : “أبداَ, أنا أي حاجة بتفكرني بالجنس”, الشاهد أن هناك أشخاص يستطيعون التفكير بتجرد وحيادية لربط الوقائع والأحداث لإستنباط الحقائق وهناك من تؤثر شخصيتهم وتكوينهم النفسي ورغباتهم ومصالحهم في الحُكم على الأمور, ماذا تقول ياعزيزي القارئ, السائق يواصل طريقه للجنوب و داخل على بني سويف,

وماذا في ذلك, إنت بقيت خنيق كده ليه, ما يهمنا هو أن نصل للقناطر الخيرية, وليس كونها في الشمال والسائق يتجه صوب الجنوب أن هناك مايدعونا للقلق, دعونا نتسلى قليلاً, فلنرى ماذا تتذكرون (أو يتأتى لديكم إنطباع) عندما أذكر كلمة سندريلا, حسناً, البعض يقول “سعاد حسني”, أعتقد أن ذلك به شئ من السطحية, ماذا, البعض يقول “قلة الأدب”, لماذا, من أجل ما بها من حب ورقص بالحفلة وما إلى ذلك, أعتقد أني أشتم رائحة حاجة “شمال”, وأنتم تتذكرون زوجة أبيها وبناتها الأشرار, لابد وأنكم عانيتم من الذل والظلم ولم تبرأوا من مشاعركم السلبية بعد, ولكن لماذا لا يتذكر أحد الجندي المجهول بالقصة وهي الساحرة التي أعطت لسندريلا الفرصة لتنطلق للحفل, الجميع تذكر الآن بالطبع ولكن من باب “برو العَتَب”, فيه إيه تاني يا عزيزي القارئ, عامل دوشة ليه ببدلتك دي, ماذا تقول, الجزمة؟, عندك حق, هل تقصد أنك تتذكر حذاء سندريلا, ماذا تقول, السائق عايز ضرب الجزمة, لماذا, داخل على سوهاج, تصدق عنك حق فعلا يا عزيزي القارئ, كما إن الجزمة كانت الحل الوحيد لدى الأمير للوصول لسندريلا وكما إن الجزمة كانت السبب في النهاية السعيدة لهذه القصة, يبدو أنها أيضا ضرورة الآن لتصحيح المسار من أجل الوصول للقناطر الخيرية.

أيمن مِحْرِم

https://www.facebook.com/al.lazena

التعليقات