الحراك السياسي
برهامي: لا نتحمل مسؤولية دماء الإخوان في رابعة والنهضة ولم أبرئ السيسي منها
قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، في رده على من يدعون أن الدستور الجديد جاء على دماء الشهداء، إننا نحاول مع حرصنا الشديد أن نمنع مزيدًا من الدماء أن تسيل، مشيرًا إلى تغير وتحول الخطاب الفكري لدى بعض الجماعات بالحركة الإسلامية إلى التكفير والعنف صراحة ودون مواربة، بعدما كان متخفيًا،
ما يعد خطرًا عظيمًا، وهذا تحدٍّ يواجهنا؛ لأنه بدأ يوجه ضد المجتمع من استباحة القتل ضد أبناء الشعب، سواء جيش أو شرطة أو أفراد، حتى وصل الأمر للمخالفين في الآراء السياسية، وبدأ التهديد بالاغتيالات وغيرها.
وأضاف برهامى، في المؤتمر الجماهيري الذي عُقد اليوم بقاعة “بلازا مون” بمدينة الحامول بكفر الشيخ، وحضره الآلاف من أبناء الدعوة السلفية وحزب النور والجماهير، نبهنا الإخوان قبل 30 يونيو بتواجد رفض شعبي يتزايد لهم، ولكنهم ردوا بـ”أنهم 25 مظاهرة من فلول الحزب الوطني والبلطجية وأطفال الشوارع”، حتى بدا قطاع كبير من الشعب رافضًا لوجودهم، ولكنهم تمادوا واتهموهم بأنهم أعداء الإسلام، وشيطنوا كل من هو ضدهم.
وأشار برهامي، ما سكتنا على “رابعة والنهصة”، بدليل أننا أصدرنا 40 بيانًا وفتوى من أجل عدم سفك الدماء، وضربوا بالبيانات عرض الحائط، ولم أبرئ السيسي من الدماء، وﻻبد من التحقيق وتقديم المسؤول عنها للقضاء، مع تحديد من باشر القتل وحرض عليه ودفع بهم للقتل، وهل كان هناك سلاح من عدمه.
وأكد برهامي أننا لا نتحمل مسؤولية قتل الإخوان في “رابعة أو النهضة” أو غيرهما، ولا نتحمل فاتورة أخطائهم ويتحملها قادتهم؛ فقد كان أمامهم فرصة أن ينجوا، وتم فتح ممرات للخروج الآمن من الاعتصامات، لكن قادتهم ضللوهم وخدعوهم باسم الجنة والاستشهاد في سبيل الله، وأقول: إذا كان هذا في سبيل الله فأين كان القادة؟ ولماذا هربوا وتركوهم، ولم يحرصوا على الشهادة، ووجدتهم الجهات الأمنية مختبئين في شقق؟
وتابع: لم نبايع مرسي خليفة للمسلمين، واخترناه بصلاحيات رئيس الجمهورية، ولم يكن وليًا شرعيًا، واخترناه وفق برنامج انتخابي، والموافقة على الدستور ليست خيانة أو تأصيل لباطل، ولكننا نريد أن نحقن دماء المسلمين، فنحن مع مصلحة مصر المسلمة وشعبها وشبابها، الذي يعلو فيها الدين الإسلامي لأنه قوام الدولة واستقرارها، والشرع ليس محصورًا فينا نحن الدعوة السلفية، لكنه في الكتاب والسنة.
وأكد برهامي أن الدستور لم تكتبه الراقصات، وليس علمانيًا كما تدّعي بعض الفئات وعلى رأسها الإخوان ، فهذا باطل، أما الفنانين فكانوا في لجنة المائة لدستور 2012 ، ولم تكن إلهام شاهين وليلى علوي في لجنة الخمسين، ولو فرض أن الدستور كتبه كفرة فالعبرة بالمنتج النهائي، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم رضي بوثيقة يهودية، أما أن يقول الإخوان “لو وضعوا القرآن والصحيحين في الدستور فلن نوافق عليه” فهذه هي العلمانية.
وأشار برهامي أن الجيش المصري جيش وطني، وهناك من يريد سقوط مصر اقتصاديًا وانهيار جيشها والتدخل الأجنبي، وهو ما أعلنه الفريق الآخر الذين كبّروا عندما أشيع أن الأسطول السادس الأمريكي قد تحرك أثناء اعتصام رابعة، بل أن أحد شباب جماعة الإخوان قال في مداخلة مع إحدى الفضائيات أنه يتمنى أن تحتل إسرائيل مصر، فهل هذا معقول؟ ولو انهار الجيش المصري أو انهارت الشرطة فالبلطجية سيحكمون مصر، ولن يأمن أحد على نفسه أو ماله أو دينه، والبلطجية جاهزون بأسلحتهم وعتادهم، والقتلى سيكونون بالملايين، ونموذج سوريا ليس ببعيد، ومشروع التقسيم لخمسة دويلات جاهز، ولا نريد إقصاء لجماعة الإخوان، لكننا نريدها جماعة بقيادة واعية ﻻ تكفر المجتمع، وعلى شبابها أن يعملوا لذلك.
واختتم برهامي كلامه بقوله: نقول نعم للدستور لنحفظ دماء المصريين، ونبقي على استقرار بلادنا، حتى لو حقق الحد الأدنى من الشريعة، رغم أننا لم نرضَ عن كل مواده، لكننا مع بناء مؤسسات الدولة، وأن يضع الشعب يده في أيدينا ونغير المواد المراد تغييرها.
حضر المؤتمر الدكتور محمد إبراهيم منصور، القيادي بحزب النور وعضو لجنة الخمسين، والدكتور مجدي سليم مساعد رئيس الحزب وأمين المحافظة، وإبراهيم نجم رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالحامول.
قام بتأمين المؤتمر قوة من مركز شرطة الحامول بقيادة العقيد شعبان مبروك مساعد الفرقة، والمقدم محمد أبو الخير، رئيس مباحث المركز، وتميز المؤتمر بالحضور الملفت للعنصر النسائي.