صحة

12:12 صباحًا EET

القولون العصبي.. مرض سببه الرئيسي الحالة النفسية

القولون العصبي بأعراض عديدة مثل آلام البطن والتشنّج المعوي أي المغص، وانتفاخ البطن والإمساك والإسهال.مرض يتسبب في آلام حادة تعيق نشاط الإنسان

القولون العصبي أو متلازمة تهيّج القولون هو اضطراب مزمن يؤثِّر في الوظائف الطبيعية للقولون، غالبا ما يصاب الإنسان بهذه الحالة بين عمري 20 و30 سنة، ولكن يمكن أن يمس من هم أصغر سنا أي الأطفال، ويؤثّر هذا المرض تأثيرا خطيرا على الحياة الطبيعية للمريض فيعيق قدراته النفسية والجسدية.

يتميز القولون العصبي بأعراض عديدة مثل آلام البطن والتشنّج المعوي أي المغص،

وانتفاخ البطن والإمساك والإسهال، وتظهر الدراسات أن نسبة حدوثه بين النساء تكون ضعف ما هي عليه بالنسبة إلى الرجال، وقد يعاني المصاب بالقولون العصبي من آلام مزمنة أخرى؛ مثل الشعور بالتعب المزمن والتهاب بطانة الرحم (عند النساء) والألم العضلي الليفي والتهاب المثانة (متلازمة المثانة المؤلمة) والاختلال الوظيفي في المفصل الصدغي الفكّي وألم الفرج المزمن (عند النساء).

ولم يكتشف الباحثون حتى الآن الأسباب الرئيسية للإصابة بالقولون العصبي، حيث يعدّ المرض اضطرابا وظيفيا لكن الثابت أنه يندرج ضمن أمراض العصر في ظل الضغوط النفسية الكبيرة التي يعيشها الإنسان، فالعوامل النفسية تأتي في مقدمة مسبباته.

ويقول الدكتور أحمد الشافعي أستاذ الطب النفسي: إن القولون هو أحد أعضاء الجهاز الهضمي القابل للتهيج والتقلص، والقولون العصبي هو مرض عضوي يبدأ مع إصابة المريض بطفيليات في جدار القولون يتحول بعدها إلى مرض مزمن، حيث تحدث نوبات هيجانه نتيجة الاضطرابات النفسية التي يتعرض لها الشخص المصاب به.

وهذا الأمر يحدث للمرضى الذين يوجد لديهم استعداد بدني خاص لذلك، فقد يكون هناك أشخاص لديهم استعداد في جهازهم الدوري فيعانون من أعراض كاذبة للقولون العصبي، تتمثل في آلام عضلات البطن التي ترافق أي توتر أو قلق نفسي، أي أن ظهور الأعراض في جهاز من أجهزة الجسم يعتمد علي استعداد الشخص للإصابة بهذا المرض. ويشار إلى أن تأثير الطعام يأتي في مرتبة ثانوية عند حدوث هيجان القولون، وهذا يعني أنه إذا أكل المريض وجبة دسمة فهي ستلعب دور المحرك فقط للأعراض المستقرة للقولون العصبي، وعند حدوث تلك الأعراض يقوم الطبيب بسؤال المريض عن مدى استقرار حالته النفسية والعصبية.

لم يكتشف الباحثون حتى الآن الأسباب الرئيسية للإصابة بالقولون العصبي، حيث يعد اضطرابا وظيفيا لكن الثابت أنه يندرج ضمن أمراض العصر
ويضيف الدكتور ياسين حسني استشاري الجهاز الهضمي بمركز الكبد بمصر قائلا: تتركز شكوى مرضى القولون العصبي على تعرضهم لعسر في الإخراج وكثرة الغازات في الأمعاء، كما أن بعض الحالات تبتعد أو تمتنع عن أكل الألياف مثل الخسّ والطماطم والخيار والخضر والفاكهة بصفة عامة خوفا من زيادة التهاب القولون.. دون وعي منهم بأن هذا الحرص على عدم تناول الألياف يتسبب بشكل مباشر في الإصابة بالإمساك مما يزيد حالة القولون العصبي سوءا،كما نلاحظ أن بعض مرضى القولون اعتادوا تناول الأدوية الملينة أو الحقن الشرجية، وهي من أهم الأسباب التي تؤدي لظهور الإمساك أو استمرار وجوده.

وقد أجري مؤخرا بحث على مرضى القولون العصبي المصابين بالإمساك من الذين يتناولون الخضر والفاكهة والخبز الأسمر المصنوع من نخالة القمح، وثبت أن عددا كبيرا منهم قد تحسنت حالته، لذلك ينصح خبراء التغذية بضرورة تناول أطعمة غنية بالألياف من خلال التركيز على الخضر والفاكهة والخبز الأسمر.. أما علاج الغازات فيعتمد علي الإنقاص من تناول الأطعمة التي ثبت أنها تساعد على تكون تلك الغازات، مثل البقول.

كما ثبت أيضا أن البصل والكرنب والقرنبيط والباذنجان بأنواعه والتفاح والموز تتسبب كلها في ظهور الغازات، كما أن كثرة تناول الطعام مع شرب الماء وامتلاء المعدة يعد من أسباب تكون الغازات المؤلمة، لذلك يعتمد علاج القولون العصبي من هذا الجانب على المريض نفسه، إذ يجب عليه مراعاة الاعتدال والتوازن في الوجبات وتجنب الاضطراب والتوتر حتى تزول أعراض المرض.

التعليقات