آراء حرة

08:07 مساءً EET

كمال ابو زيد يكتب : السيجال الكاذب بين المتسلفة والاخوان

يلحظ المتابع لسير العلاقة بين جماعة ” التخريب…”، والتيار السلفي في مصر أنها لا تسير على نمط واحد، بل تتفاوت حسب مجريات الأحداث ومتغيرات الأوضاع، فيما يشبه المنحى الذي يصعد أحيانا، ويهبط أحيانا أخرى.. فهما معًا بين تعاون وشراكة في إطارمن الاتفاق السري والتآمري ..فمن دواعي السخرية ان تري فريقا من جماعة التخريب يشنوا هجوما علي شقائقهم من المتسلفة … وكأن الجمهور المتفرج مغيب وتارك لعقله وغائب ببصرة وناسياً لذاكرته ..لم يكن الدعاة السلفيون ـ في بدايات نشأتهم الأولى ـ بعيدين عن حركة الإخوان المسلمين فكريًا ولا تنظيميًا، إذ نشأ بعضهم في بيوت إخوانية، كالشيخ ياسر برهامي ـ نائب رئيس الدعوة السلفية ـ الذي اعتقل والده وعمه من بين من اعتقلوا من الإخوان خلال الحقبة الناصرية، بينما عمل البعض الآخر من السلفيين بين صفوف حركة الإخوان في أول حياتهم،


فعقب ثورة 25 يناير تبنى عدد من الرموز والقيادات الدعوية فكرة توحيد الجهود، وكان على رأس هؤلاء الشيخ محمد حسان، والشيخ محمد عبد المقصود، والشيخ أحمد النقيب، و صفوت حجازي، والدكتور محمد يسري إبراهيم، والقياديين الارهابيين عبود وطارق الزمر، والدكتور عبد الرحمن البر، وغيرهم الكثير من كافة ألوان الطيف الإسلامي. وقد تجلت نتيجة لذلك حالة توافقية بين كل الفرق المتأسلمة تجاه الكثير من القضايا والأحداث، كما رأينا إزاء الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والحفاظ على المادة الثانية من الدستور، ومعركة هوية مصر الإسلامية، ومليونية الـ 29 من يوليو 2011، والموقف من قضية المبادئ فوق الدستورية، والانتخابات الرئاسية، ووضع الدستور، وغيرها من المواقف الكثيرة في اعقاب ثورة 25 يناير ..وبعد الثورة في يناير وافتح باب الترشيح لانتخابات مجلس الشعب وضح جلياً انهم يقسمون الادوار علي بعضهم البعض .حتي ان الشيخ عبد المقصود ..وصف حزبي النور والاخوان بقبيلتي الاوس والخزرج ايام الهجرة النبوية .. قبل أن يبدأ السباق الرئاسي رسميًا بذل شيوخ الدعوة السلفية جهودا كبيرة لإقناع جماعة الإخوان المسلمين بترشيح المهندس خيرت الشاطر، متعهدين بدعمه بكل ما أتيح لهم، وهو ما وافق عليه الإخوان بالفعل، وأعلنوا ترشيح نائب مرشدهم العام رئيسا للجمهورية، لكن لم يحالفه الحظ ، ورفضت لجنة الانتخابات الرئاسية استمراره في السباق.
ولو سردت لكم سرداً من تاريخ السنتين السابقتين قبل تولي مرسي رئاسة الجمهورية ما كان يحاك ويدور بين الاخوان والمتسلفة من اتفاقات وتقسيم الادوار وتوزيع المكافآت .. ماوسعني الحديث هنا لايضاح وتبيان كل المواقف والاتفاقيات بين الطرفين ..مع انهم طرفاً واحداً موزعُ لادواره مصطنعاً لسيجال كاذب بينهما حينما خفت نجم الارهاب ..والدور آت علي الطرف المتسلف الذي هو احد فروع الاخوان والتخريب ..
انني علي علم تام بان كل المظاهرات والحشد الذي كان موجوداً في ميدان النهضة عقب ثورة 30يونيو….هم من ابناء حزب النور .. بل كل المسيرات التي كانت تخرج ضد السيسي وحتي امد قريب وقبل اعلان جماعة الاخوان جماعة ارهابية انما هم من حزب النور ..
فلا تأمنوا جانبهم ولا تأمنوا البراهمي الذي احتال في دستور الاخوان ليخطط لاقالة شيخ الازهر ..
وتيقظوا وايقظوا النائمين المصدقين للمتسلفة .. انما يريدون ان ينقضوا ليسرقوا الشرعية الانتخابية مرة اخري..فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ..

التعليقات