كتاب 11

10:29 صباحًا EET

ليـه كـدة يا .. راااااااااجل؟

يقولون أنه يوجد ( فرق شعرَة ) بين العبقرية والجنون ، والطموح والطمع ، والثقة والغرور ، والمجاملة والنفاق ؛ ولكن البون شاسع بين الإقدام والإحجام !! ودعونا بصريح اللغة أن نفكك عبارة ( الإقدام والإحجام ) وهى فى الحقيقة ترجمة مهذبة لعبارة ( الجبن والشجاعة ) !! ؛ والذى دعانى الى تذكر تلك المقولات ، التى تطلق للمقارنة بين المواقف ، هو موقف الحكومة من اختيار من يتولى إذاعة بيان إعلان أن تلك الجماعة الارهابية الناشز عن إجماع وتوجهات ووطنية الشعب المصرى جماعة ارهابية ، تخضع لكل مواصفات الارهاب وصوره .

والمفترض .. بل والواجب فى إذاعة تلك القرارات المصيرية والخطيرة فى حياة الأمم ، أن تقوم ( الراس الكبيرة ) داخل الحكومة بالقيام بالتصدى للاعلان بصوتها و ( لحمها وشحمها ) ، لتشعر الجماهير بالمصداقية فى التعامل ، وذلك حين يخرج عليهم ( كبيرهم هذا !! ) ليعلن بصوته أن تلك الشرذمة جماعة ارهابية ومحظورة وغير مرغوب فيها وباجماع رأى الشعب ، قبل الرأى الرسمى لتلك ـ لامؤاخذة ـ الحكومة المتخاذلة !! واليكم الأخبار بالتفصيل ، لشرح هذا المدخل للحديث اليك عزيزى القارىء : أخيراً .. استجابت حكومتنا السَّنية ( بتشديد السين مع الفتح ) وليس الضم .. لارادة الشعب المصرى العظيم ، الذى لفظ تلك الجماعة الارهابية ، وبُح صوت البشر على أرض المحروسة فى المناداة منذ أمد طويل الى استصدار هذا القرار ، وأوعز السيد الببلاوى ـ رضى الله والشعب عنه ـ الى وزير من وزرائه بقراءة هذا القرار ، ربما خوفاً من أن ينال مصير ( النقراشى ) ، وضاع عليه شرف دخول التاريخ من أوسع أبوابه ، لو أخذ حبتين من حبيبات ( الشجاعة ) التى من المفترض أن تكون لديه ، خاصة وان بينه وبين الخروج خطوات قليلة .

وأقصد الخروج من الوزارة ، ولا يذهب بالكم الى ــ لاقدر الله ــ كدة واللا كدة ، فالأعمار بيد الله ، ولكن الله يسبب الأسباب ، والحمد لله انه لم ينل هذا الشرف لأن التاريخ سيكتب أيضاً أنه ارتعش وخاف وكشْ وهرب من اتخاذ اذاعة القرار بنفسه ، وتقول النكتة فى الشارع المصرى أن الكرسى الذى كان سيقف عليه لأذاعة البيان تمت سرقته فى آخر لحظة ، فتصدى للاذاعة السيد ( الطويل ) حسام عيسى وزير التعليم العالى واللى مش عالى ابداً .. الأمر الذى جعلنى أوجه لسيادته هذا العنوان الذى تصدر لقائى بك عزيزى القارى . لأقول له بالفم المليان : ليه كدة يا…..راااااااااجل ؟ خسرت التاريخ والجغرافيا واحترام الناس ومصداقيتك معهم !! مبروك لشعب مصر .. الذى عرف الطريق الى التمرد على كل من يحاول طمس الحقائق ، وإجبار الحاكم والحكام على السير فى طريق إرادته ليغير خريطة العالم فى لحظة فارقة ، ولتسير الدول العربية التى قد تتعرض او تعرضت من قبل لارهاب تلك الجماعة .. لتستصدر القرارات الشجاعة بوضعهم على قائمة الارهاب الدولى ، ليتم تحجيمهم وارجاعهم الى وضعهم الطبيعى القزم ، ولكن السلاح الذى فى أيديهم والذى تمول استجلابه الدول التى تريد تحقيق تقسيم الأوطان العربية منذ جلوس ( سايكس ـ بيكو ) مع بعضهم ، وتقسيم العالم بينهم وكأنه ( كعكة ) يتناولون التهامها بأموالهم وسلاحهم ؛ جعل الحكومات ترجىء الأمر لبعض الوقت ، لاخوفاً على الجماعة ، ولكن خوفاً على أبناء شعوبهم من غدر وخسة وندالة هذا الارهاب الذى يعمل بلا عقل ؛ ولأنه لايحترم من الأساس كلمة ( وطن )!! مصر المحروسة .. فى طريقها الى الخروج من النفق المظلم الى الشمس المشرقة ، لتذهب الخفافيش عاشقة السراديب المظلمة وعتامة الجهل والتطرف والدم .. وبكرة أحلى مادام الله والحق معنا .

التعليقات