ثقافة

10:41 صباحًا EET

بالصور .. «حنان شاهين» تروى سيرة من التمرد والقهر ومناقشة روايتها «نصف حياة» بنادي القصة

فى قاعة نادى القصة .. وفى ليلة من ليالى القاهرة عاصمة الابداع والثقافة .. استضافت قاعة الأديب/يوسف السباعى جلسة حميمية رائعة ؛ وأنارت المنصة بكوكبة من أدباء مصر ومثقفيها ومبدعيها ؛ وبترتيب المنصة يجىء الناقد الأدبى والمترجم الأستاذ/ربيع مفتاح ؛ الدكتور/شوقى عبدالحميد ؛ الأستاذ/حسن الجوخ .. الذى قام بتقديم فعاليات تلك الليلة الرائعة ؛ وصاحبة عرس الليلة الأديبة الشاعرة /حنان شاهين ؛ وبحضور كوكبة من الأدباءوالشعراء ؛ وتشريف رائدة نادى القصة الأديبة الناقدة دكتوره/زينب العسال ،والأديب الروائى الأستاذ/ احمد ماضى رائد الحركة الثقافية بكفر الشيخ .

وتبدأ فعاليات الليلة بقراءة الأديبة الشاعرة /حنان شاهين ؛ لصفحة من صفحات روايتها ( نصف حياة ) .. ليجىء اختيارها للسطور التى قرأتها موفقاً كل التوفيق وكأنها تعطى المتلقى ملخصاً مكثفاً وسريعاً لما تحتويه تلك الرواية بين دفتيها : ( أيُّنا أكثر شقاءًا وبؤساً .. أنا أم انت ؟ أيُّنا أحق بالشفقة ؟ أحياناً تنتابنى رغبة فى تحطيم كل مايحيط بى ، الوانى ، الأثاث وحتى الجدران ، أود لو اطلق صرختى فى وجهك .. كفى ، اريد رجلاً يدير ساقيتى المعطلة ويروى أرضى العطشى ، لقد ذبلت ازهارى ، وتساقطت أوراقى على ارضك الجافة لتدوسها قدماك فى انانية قائلة : هل من مزيد ؟ هذا غراس الأمس وقطاف اليوم .. فماذا سأنتظر من الغد غير هشيم العمر تذروه الرياح؟ ) .

ليلتقط الناقد الأدبى الأستاذ/ربيع مفتاح ، خيط الحديث حول رؤيته النقدية وطريقة التناول للأديبة فى تلك الرواية ، ليقول أن على الناقد أن يقرأ بكل الرويَّة والتأنى ليكتشف أن تلك القصة هى رواية قصيرة ، بها الكثير من الجوانب التى لايمكن أن يكتشفها القارىء فى القراءة الأولى ، والحيرة تبدأ من لحظة النظر الى العنوان : نصف حياة !! لتذكِّرنا بما قاله الأديب /جبران خليل جبران فى مصادفة غريبة لمقالته بنفس العنوان جاء فيها : ( لاتجالس أنصاف العشاق !!) ؛ (لاتقرأ لأنصاف الموهوبين !!) ،(لاتعش نصف حياة !! ) .. لتدخل الى عالم تلك الرواية وأنت تحمل الدهشة منذ لحظة الولوج الى السطر الأول .. إذن هذا العنوان له دلالتان : أولهما الشخصية المحورية ( حياة ) التى تجزم بأن اسمها الحركى على ظهر المعمورة هو ( حياة ) ،والثانية حقيقة شعورها فى قرارة النفس والسلوك أنها : نصف حياة ؛ بل وتؤكد وتجزم أن هناك كثيرون يعيشون نصف حياة ويموتون نصف موت !! وبعيداً عن التصنيف للأدب وهل هناك مايسمى ( بالأدب النسوى ) ؟ ففى هذا يقول النقاد فى أوروبا أن الرواية النسائية هى ماتتعلق بالمشاكل النسوية .. حتى لو كتبها رجل ؛ أو مايسمى بأدب الأقليات ؛ وهنا مازال بعض الأدباء يرفضون هذا التقسيم !! واضاف الأديب الناقد الأستاذ/ربيع مفتاح : أن الرواية يسيطر عليها الهَمْ النسائى من أولها الى آخرها ، لأنها تكرِّس للكشف عن القهر الذكورى أو الرجولى ، قهراً نفسياً وجسدياً .. ولأن كاتبة الرواية تقول : ان الأم ترضع طفلها ( جينات ) القهر ، بل وتملى عليه قهر النساء إذا كان المولود ذكراً ، وكأنها جينات وراثية مستمرة!! والخلاصة ــ والكلام للأستاذ/ربيع ــ أن هذه الرواية تحسب للأديبة/حنان شاهين فى طريقة تناولها القصة بشجاعة ..لأن معظم الأديبات يحاولن مداراة الكثير من القهر ، ولكنها أضافت لنا أهدافاً كثيرة : معرفية وجمالية .. وأعتبرها( رواية قصيرة ) ، وبرعت فى تحريك الشخصيات على قلة عددها فى الأحداث فجاء الابداع أقرب مايكون الى السيناريو لأحداث فيلم سينمائى .. يتحرك فيه الأبطال المحوريين (حامد ـ حياة ) (سعاد ـ صابر ) ؛والشخصية التى دخلت وهربت فجأة وهى ( وردة ) ولكنها شخصية ألقت الكثير من الضوء على الواقع المرير الذى نعيشه فى عالم القهر .. المسمَّى بالعالم الثالث !! وفى النهاية لابد من القول بأن الكاتبة استطاعت أن تقبض على ( لحظة الاشتعال ) لبداية الخوض فى هذه القصة باقتدار .. وبدأت بتلك الدراما التى أعطتها مفتاح الدخول الى عالم هذه الرواية القصيرة .

ساعدها على هذا الاقتدار امتلاكها ادوات الشعر .. فكانت لهذه الدراية تأثيرها على لغة السرد وجاء الحوار مناسباً للشخصيات المحورية تماماً .. ولكن الشخصيات الذكورية جاءت مشوهة ، وذلك فى شخصية (صابر ) العاجز جنسياً ، و ( صابر ) العاجز نفسياً ، و ( هشام ) العشيق سارق المتعة ، ولا أعرف هل جاء هذا عن قصد أو دون قصد !! ويتناول الأستاذ الدكتور/شوقى عبد الحميد فى استعراضه للرواية مسألة معضلة مناقشة العمل الأول لآى كاتب ، فى أنه يضع الناقد فى مأزق ، وهل يتبع أسلوب الحنان أم القسوة فى تناول تشريح العمل الأول .. فتلك الرواية مكتوبة بالعقل وليس بالوجدان .. فالكاتبة جاءت بمشاكل النساء جميعاً بدءٍا من الزفاف الى الختان الى الزوجة الثانية ، وهو أسلوب إخبارى والحوار قام بالغاء حيادية السرد ، ولا يعطى فرصة للابداع فى اللغة .. والحوار لم يكن على مستوى الحدث .. فالعمل الأول له أسلوبين فى التعامل معه .. إما أن يكون الناقد هيناً أو يكون شديداً .. والأمانة العلمية تقتضى التعرض للعمل بما له وما عليه !! واستمر الدكتور/شوقى عبد الحميد استعراضه لأحداث الرواية .. رغم وجود بعض الاعتراض من شريك المنصة الأستاذ/ربيع مفتاح على هذا التناول بتلك المقدمة التى رآها ـ من وجهة نظره ـ تحاملاً على المبدع .. واعتبره تلميحاً الى شبهة مجاملة للكاتبة فى تناوله النقدى الذى بدأ به حلقة النقاش .. ولكن يقوم مقدم فعاليات الندوة الأستاذ/حسن الجوخ بشرح وتقريب وجهات النظر .. ليستكمل الدكتور/شوقى عبد الحميد رؤيته فى الرواية ليقول : أن الرواية بها مرحلتين لم يُستثمرا الاستثمار الواجب ،وهى تكسير ( حياة ) للمرايا وحديثها مع المرايا ، للتفاعل بين الداخل والخارج ؛ وأورى بأن حديث المرايا باهتاً ولم يُحدث أى تأثير فى المتلقى , وأصبح كالحوار العادى الوارد فى السرد ؛ وكانت الكاتبة لديها فرصة للاضاءة عل الشخصية من الداخل ، لكنها للأسف لم تستغلها !! وبنفس جو الحميمية الموجودة رغم اختلاف وجهات النظر النقدية .. يقوم مقدم الفعاليات الأستاذ/حسن الجوخ .. بتوجيه الشكر الى الناقدين مع احترام كل وجهة نظر فى العمل الابداعى وان اختلاف الرؤى النقدية هى اثراء للعمل الأدبى ، وإلا كنا ( نماذجاً متكررة كالمعلبات ) فى كل شىء .. والاختلاف بين المدارس النقدية شيئاً طبيعياً .. وحالة رائعة فى دنيا الثقافة والفنون .

وتختتم الأديبة الشاعرة/حنان شاهين .. بكلمة شكر الى الأساتذة النقاد ؛ وتصر على اثبات موهبتها الشعرية أيضاً .. فتنشد قصيدة قصيرة من قصائدها ؛ لخصت فى سطورها كل مايعتمل فى فكرها تعضيداً لأحداث الرواية ونظرتها الى الحياة والابداع والوجود فى أحلى تجيلياته .. فازداد الاعجاب بالرواية والروائية . وتستعرض تعليقات السادة الحضور وتعليقاتهم مكامن الابداع والجمال فى الرواية ليسعد الجميع بمداخلات الأدباء : الأساتذة/محمد قطب ، سيد فراج ، جهاد الرملى أميمة اسماعيل ، احمد ماضى ، حسنين السيد ، وغيرهم .. ليخرج الجميع الى الطريق فى ليلة شتائية ديسمبرية ؛دافئة بقلوب الأدباء بعد تلك الجلسة الحميمية الرائعة ، والتى استمتع فيها الجميع بوجبة ولا أروع من نتاج مبدعة .. ننتظر منها الكثير من ابداعاتها القادمة .. لاثراء المكتبة العربية بكل جماليات الابداع . وستظل القاهرة هى عاصمة الثقافة والتنوير .. رغم أعداء الظلام !!

قام بالتغطية : حسنين السيد حسنين

1513258 10202068800495769 448109666 n 67038

1527079 10202068802015807 7026695 n 6f9b8

1530587 10202068794895629 1439927282 n 8bbcf

التعليقات