كتاب 11
ليته خبر صحيحا
انتشر مؤخرا عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك وتويتر” خبرا يشير الى اتجاه القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق اول عبد الفتاح السيسى بحملة لحصر أعداد أطفال الشوارع فى كافة أنحاء جمهورية مصر العربية استعداداً لدفعهم للمدارس الفنية العسكرية في خطوة لاحتواء هذه الأزمة في مصر وإخراج جيل قادر على التكيف مع متطلبات المجتمع وألا يكون عالة عليه بل بأن يكون فرداً منتجاً ومساهما في تقدم مصر وقد لقى هذا الخبر استحسانا كبيرا
وتأكيدا على أنه حل سحري لمشكلة استعصت على الحكومات السابقة وضع حلول لها ولم تفكر فيه من قبل كما أنه حل لايخرج إلا من زعيم قوى مثل الفريق عبد الفتاح السيسى وطبعا لم يسلم هذا الخبر من التشويه حيث بادر التيار الاسلامى المتمثل فى جماعة الاخوان المسلمين فى مهاجمة هذه الحملة مشيرة الى أن مطالبة السيسي بضرورة احتواء اطفال الشوارع يؤكد ان الجيش به ارتباك بسبب سياسته في قمع الحريات واستخدام العنف ضد المتظاهرين، وهذا دليل قاطع ان الجيش به انقسام بين مؤيد للسيسي ومؤيد لمرسي وان شعبية مرسي داخل الجيش تتزايد.
وان تلك الدعوة هدفها تشغيلهم بلطجية للجيش على غرار بلطجية الداخلية لقمع المتظاهرين . وبغض النظر عما اذا كان هذا الخبر صحيحا او خاطئا لانه لم يصدر بيان رسمي من القوات المسلحة يؤكده أو ينفيه حتى الان الا اننا لانستطيع أن ننكر أنه حلا ربما يقضى على مشكلة استفحلت وانتشرت فى كل أرجاء مصر وأصبحت مشكلة اجتماعية تهدد الأمن القومى المصرى ولم تستطع الحكومات السابقة على إيجاد حل مناسب لها.
فظاهرة أطفال الشوارع هى نتاج تراكمات سنوات طويلة من الإهمال والفشل الاسرى والفقر والامية والبطالة ونتاج ً معتقدات خاطئة تقول إن الأطفال رزق وإن كثرة الإنجاب ليس خطأ، فيعجز الاباء عن الإنفاق عليهم فيتسولون في الشوارع ويتحولون عند الكبر إلى بلطجية كما أن الدولة كان لها دور كبير فى تنميتها حيث لم تقم بدورها في رعايتهم وإنشاء جمعيات أهلية كافية لاستيعابهم مما جعل الكثيرين منهم يلجأون الى الهروب من هذه الجمعيات ويعودون الى الشارع. ولانستطيع القاء اللوم على هؤلاء الاطفال حينما يلجأون الى العنف والبلطجة لانهم ضحايا لمجتمع اهملهم وتركهم للفقر والامية والبطالة مجتمع تركهم للشارع فريسه سهلة لضعاف النفوس يستخدمونهم لاغراض غير سوية فأصبحوا كالقنابل الموقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت وتدمر المجتمع لأنها أساس العديد من المشكلات الخطيرة كالإرهاب والإدمان والسرقة والاغتصاب والقتل والعنف ضد الأفراد والممتلكات العامة فهناك ملايين من أطفال الشوارع يعيشون منعزلين، يعانون من سوء التغذية منذ ولادتهم، يفتقدون العطف والتعليم والمساعدة , أطفال يعيشون على السرقة والعنف, أطفال لا يبتسم لهم أحد، ولا يخفف آلامهم أحد فماذا ننتظر من هؤلاء سوى التفكير فى التدمير والانتقام من مجتمع لفظهم ولم يعترف بوجودهم.
وبالتالى فأى حل سيخرج علينا به أى مسئول سيكون مقبولا جدا شعبيا واحسن كثيرا من وجود هؤلاء الصبية فى الشوارع مشردين بلا تعليم ولا هوية ولامهنة تكفيهم شر السؤال فدعونا ايها الساسة نجنب المنازعات والاحقاد والخلافات السياسية جانبا ونبحث عن حلول لمشاكلنا التى لاحصر لها فوطننا مصر يحتاجنا جميعا فكونوا يدا واحدة واتحدوا حتى نخرج بهذا الوطن من عنق الزجاجة ونبدأ أولى خطواتنا نحو التقدم .