آراء حرة

07:42 صباحًا EET

عمرو الباز يكتب : فلاش باك (الحلقة الثانية)

صباح الثلاثاء يوم 25 يناير 2011 بدأت التظاهرات التى حشد لها شباب 6 إبريل عن طريق منشوراتهم التى أشرت إليها فى الحلقة الأولى مع دعوات شبكة رصد ودعوات صفحة خالد سعيد للنزول فى هذا اليوم رافعين شعار (عيش – حرية – عدالة اجتماعية) الذى اختفى بعد ذلك بعدة شعارات سنتناولها لاحقاً معاً بإذن الله.

الملفت للنظر فى هذا اليوم أن التظاهرات كانت فى عدة محافظات وانتشرت بعد ذلك إلى باقى محافظات الجمهورية وكانت مظاهرات منظمة جداً وليست عشوائية كما ادعى البعض أنها مظاهرات عفوية واحتجاج على الأوضاع المعيشية والأمنية التى يعيشها الشعب المصرى فخرجت المسيرات وانطلقت من عدة أماكن داخل المحافظة الواحدة وكان الهدف منها هو إرباك للأمن حتى لا يستطيع التصدى لهذه التظاهرات وفشلها فى بدايتها وكان الهدف هو الدخول إلى الميادين للإعتصام بها فكيف إذاً أطلق على هذه الاحتجاجات أنها مجرد احتجاجات عشوائية خرج فيها المتظاهرون بشكل عشوائى ولم يكن هناك هدفاً من وراء ذلك.

بعد انتهاء هذا اليوم بدأ اليوم الثانى وهو يوم الأربعاء 26 يناير وبدأت تصوير المشاهد والاشتباك مع الأمن فى معركة صورت عبر قناة الجزيرة التى كان لها الدور البارع فى إقناع العديد والعديد من المشاهدين داخل مصر أو خارجها أن هناك ثورة تقوم فى مصر وبدأت فى اختيار المشاهد وتصوريها بعناية شديدة جداً لإبرازاها على قناتها بشكل متكرر حتى تجتذب المزيد من التعاطف مع القناة ومع من خطط بعناية شديدة وبطريقة مدروسة لخروج هذه المسيرات من أماكن متفرقة وصولاً إلى الميادين فظهرت خراطيم المياة التى كانت تحاول تفريق المتظاهرين إلى صورة مرعبة جداً وهى توجيه خراطيم المياه وقنابل الغاز بإتجاه المصليين وبالفعل شربنا وشرب معنا الكثيرون هذا الطعم ولم ندقق جيداً فى الصورة وهى بالأساس لمسيرة تسير أعلى كوبرى وفجأة عند ظهور الشرطة لتفريقهم يبدأون فى الصلاة فوراً لتسلط عليهم الكاميرات وهم يصلون وخراطيم المياه توجه إليهم.

هذه الصورة التى خرجت للعالم أجمع جعلت هناك الكثير من ردود الفعل الدولية والمحلية على السلطة فى مصر فى توجيه اللوم لطرق فض هذه التظاهرات والتى طالبت الإدارة المصرية بضرورة ضبط النفس أمام تلك التظاهرات التى تعم البلاد.

وكان المشهد الثانى المباشر المتعلق لهذه الاحتجاجات وهى هبوط البورصة المصرية وتكبدها خسائر كبيرة جداً بفعل التخطيط السليم لهذه التظاهرات وخروج أصحاب رؤوس الأموال بأموالهم هروباً من الواقع الذى سيحدث بعد ذلك من انتشار للفوضى وهو الأمر الذى رتب له بعناية شديدة جداً . وكانت حصيلة اليومين من التي اندلعت خلال يومي 25 و26 يناير بين قوات الأمن والمتظاهرين بالقاهرة وعدد من المحافظات، عن وفاة4 بينهم جندي وإصابة162 شرطيا, و118 مواطنا، بينما تم إلقاء القبض علي أكثر من مائة شخص حاولوا تنظيم مظاهرات احتجاجية من جديد بالقاهرة والمحافظات، في تحد للقرار الذي أصدرته الداخلية بحظر أي مظاهرات أو تحركات إثارية أو تجمعات احتجاجية أو مسيرات حسبما أوضح مصدر أمني فلو دققنا النظر فى هذه الأرقام لوجدنا أنها كانت معركة متكافئة جداً بين الأمن والمتظاهرين فقتل جندى وقتل 3 مواطنين وكانت الاصابات بين الجنود أكثر من الاصابات بين المتظاهرين . فكيف إذاً أقتنعنا واقتنع كثيرون معنا أنها لم تكن معركة متكافئة بين الأمن ومتظاهرين عزل من السلاح ؟؟؟؟

التعليقات