ثقافة

09:04 صباحًا EET

نادي بقطر يكتب : الجزيرة (قصة قصيرة)

   كتب بها كنوز وروايات تتداول بين الأيادى من جيل إلى جيل كالأساطير لنتعظ منها رغم وجود الكتب المقدسة بين أيادينا .

إحدى هذه الأساطير أنه فى عام 1661 ميلادية كانت هناك جزيرة كبيرة بجوار بلاد الصين العظيمة .. ذات التاريخ العريق والعادات الموروثة كأنها دين يراقبه الزعيم أو الرئيس بكل حزم ودقة .

كانت الجزيرة التى تسكن فى قلوبنا كما علمنا أبائنا عن أجدادنا أن كبير القوم أو زاعيم الجزيرة يحكم هو وعائلته منذ عقود من الزمن وأن كان لنا نحن أهلها نصيب من التجارة على شاطئ الجزيرة … وأتذكر عندما كنت صبى الهو على الشاطئ مع أقرانى صيفا دون أن أهتم بشئ كنت أرى سيدى الزعيم على فترات متباعدة يستقل قاربه وحاشيته إلى عرض البحر ومعه نساء ورجال وسلات كبيرة يحملها رجال أشداء من رجال القصر ونحن نراقب بأعيوننا الموكب والمركب حتى يبحروا ويتلاشوا عن النظر فى الأفق البعيد وكل منا يبحر بخياله عما يدور هناك … وهنا شارد ذهنى ان أكون أحدهم أو مشارك معهم … وذات مرة إنتظرت الموكب عدة أيام وكلى أمل فى أن أحقق ما يدور بخيالى… وعندما أقترب الموكب من الشاطئ أسرعت لأشارك الخدم فى حمل بعض الأشياء .

وعندما وطأت قدما الزعيم رمال الشاطئ أسرعت نحوه لأهنئه بسلامة العودة وأقبل يداه وأظهر له حبى وولائى له .

فأبتسم الزعيم وقال لى ما أسمك وهنا أنعقد لسانى داخل فمى فأشار على كبير الخدم أن أرافقه … وعند حدود القصر علمت من كبير الخدم أننى سأكون ضمنهم فدخلت معهم وبدأ خيالى يخرج من الظلام الى الأحلام الوردية . كان اليوم يمر بالقصر وأرى ما لايراه أقرانى وأهلى من أن حاكمنا وزعيمنا ما هو الا انسان يحيا لملاذاته وحاشيته تتابع الحكم ومنافعهم الخاصة لثقته بهم . وكنت كل مرة يقع بصرى عليه اسعى وأجتهد ليرانى ضمن أهل الثقة فالعمل بالقرب من الزعيم أكد لى أن الحكم ليس له علاقة بالحكمة أو القيادة أو الخبرة ولا أصول الأدارة … وتمر السنون وذات نهار أبلغنى كبير الخدم أننى سأكون الخادم الخاص للزعيم وعلى أن أترك سريرى لأنتقل بغرفة صغيرة بجواره وكنت أثبت له ولائى وأبلغه بالدهاليز وأوشى عن أقرانى حتى لو ظلم لأتقرب أكثر وأكثر وذهبت معه فى أحدى رحلاته فى عرض البحر ووجدته حيوان فى صورة انسان غرائز بلا أحاسيس … وتنازلت عن بقايا الأنسان الذى بداخلى ربما منذ أن أنحنيت لأقبل يد سيدى أصبح ظهرى لا يستقيم ولا يقاوم الانحناء
 وخسرت الأصدقاء والأهل طمعا فى المذاق المقرب من السلطة .

حقا لا شئ مجانا لعلنى مخطىء فالأيام لا تتوقف بل تمر مسرعة . والأن بعد قرابة أربعة قرون تقريبا مضت هل نتناسا المعنى أو لا نتعلم بل ونكرر ما حدث ولا ننظر للوراء لنهتدى به أم ننظر للأمام … ربما  فالانسان هو هو رغم مرور التجارب بل يكرر ما  حدث  وقليلون هم المستفيدون …….

التعليقات