ثقافة
معرض وندوة عن «الرئيس محمد نجيب» بمتحف الحضارة بالفسطاط
ينظم متحف الحضارة بالفسطاط،(قسم العصر الحديث والمعاصر) يوم الاثنين الموافق 23 ديسمبر القادم، معرض وندوة عن أول رئيس لجمهورية مصر العربية، الرئيس اللواء محمد نجيب، وذلك بالتعاون مع بيت السناري ( بيت العلوم والثقافة والفنون ) التابع لمكتبة الإسكندرية بالقاهرة ، وذلك في تمام الساعة الحادية عشر صباحًا وحتى الثانية ظهرا ً.
ويلقي الكلمات الافتتاحية الاستاذ ولاء الدين بدوى رئيس قسم العصر الحديث والمعاصر بمتحف الحضارة، والأستاذ أيمن منصور؛ المشرف على بيت السناري، ثم يلي ذلك عرض للموقع الإلكتروني للرئيس محمد نجيب الذي أطلقته مكتبة الإسكندرية منذ فترة ، ويليه ندوة للسيد محمد يوسف محمد نجيب حفيد الرئيس الراحل محمد نجيب، وأخيرا ندوة للأستاذ أحمد كمالي المشرف العام على مجلة أيام مصرية .
كما ينظم المتحف مع بيت السنارى(مكتبة الاسكندرية) على هامش هذه الندوة ، معرض صور ووثائق نادرة عن الرئيس محمد نجيب، ويؤرخ المعرض للرئيس الراحل محمد نجيب خلال فترات حياته المختلفة منذ طفولته ومرورًا بمراحل حياته ودرجاته العسكرية المختلفة ووصولًا للثورة وأيضًا صور له في أواخر حياته.
ويعد “محمد نجيب يوسف”، قائد ثورة 23 يوليو 1952 وأول رئيس لمصر، سليل أسرة عسكرية اشتهرت بالشجاعة والإقدام، والده كان ضابطاً في الجيش المصري في السودان واشترك في حملة دنقلة الكبرى ضد الثورة المهدية. ولا أحد يعرف تحديداً تاريخ ميلاد نجيب، بل إنه ذكر في مذكراته أنه حائر بين ثلاثة تواريخ لميلاده: 28 “حزيران” يونيو 1899، أو 19 “شباط” فبراير 1901، أو 7 “تموز” يوليو 1902.
والتاريخ الموجود في ملف خدمته في الجيش هو 19 فبراير 1901، إذ ولد في ساقية معلا في الخرطوم – طبقاً لملف خدمته – ونشأ فيها. وعاش نجيب في السودان إلى أن أتم دراسته الثانوية ثم عاد إلى مصر والتحق بالمدرسة الحربية العام 1917. وارتبط نجيب بالسودان ارتباطاً عميقاً، فهناك بدأ حياته العملية ضابطاً في الجيش المصري عقب تخرجه في الكلية الحربية، وأطلق السودانيون لاحقاً اسمه على أحد أكبر شوارع الخرطوم باعتباره رمزاً لوحدة وادي النيل.
عمل نجيب في السودان حتى مقتل السردار الانجليزي في العام 1924 ثم عاد إلى مصر. وعلى رغم مسئولياته العسكرية، إلا إنه كان شغوفاً بالعلم فحصل على إجازة الحقوق في مايو 1927، ثم حاز دكتوراه في الاقتصاد السياسي عام 1929، كما نال دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ثم شهادة أركان حرب العام 1939، وبدأ في إعداد أطروحة الدكتوراه، ولكن طبيعة عمله العسكري وكثرة تنقلاته حال دون إتمامها.
تشبع نجيب بروح التمرد والثورة على الأوضاع القائمة منذ أن كان ضابطاً صغيراً برتبة ملازم ثان في الكتيبة 16 مشاة في الجيش المصري في السودان، فعندما اندلعت ثورة 1919 في القاهرة، أصرّ على تحدي رؤسائه من الإنجليز. وسافر إلى مصر سراً.
كانت الروح الوطنية عند نجيب مقدمة على القواعد العسكرية، ولذلك لم يخف إعلان تأييده لسعد زغلول باشا عندما ذهب مع مجموعة من الضباط الصغار وهم يرتدون ملابسهم العسكرية إلى مقر إقامة زغلول بيت الأمة ليعبروا عن احتجاجهم ورفضهم لنفيه إلى جزيرة سيلان.
وعقب حادث 4 فبراير 1942، وهو الحادث الذي حاصرت خلاله الدبابات البريطانية قصر الملك لإجباره على إعادة مصطفى النحاس باشا إلى رئاسة الوزراء أو أن يتنازل عن العرش، قدم استقالته من الجيش، نظراً للتدخل الإنجليزي السافر في شؤون مصر الداخلية، ولكن الملك رفض الاستقالة، فاضطر إلى العودة إلى صفوف العسكر. واشترك في حرب فلسطين وجرح ثلاث مرات كان آخرها في معركة التبة في دير البلح في 23 ديسمبر 1948، وهي أهم المعارك التي خاضها في فلسطين وعددها 21 معركة.
كانت بداية صلته بتنظيم”الضباط الأحرار”من خلال لقائه مع عبد الحكيم عامر عندما عين أركان حرب في اللواء الذي يرأسه نجيب أثناء حرب فلسطين، ثم عرفه بجمال عبد الناصر، قبل أن يلتقي ببقية”الضباط الأحرار”، وكان عبد الناصر هو مؤسس التنظيم ورئيسه.
وحين وقع حريق القاهرة عام 1951، وحدث الصدام بين نجيب والملك فاروق الذي قام بترقية حسين سري مديراً لسلاح الحدود بدلاً منه، بدأ التشاور جدياً بين نجيب و”الضباط الأحرار”لتغيير الأوضاع جذرياً.
وبدأت المواجهة الفعلية أثناء انتخابات”نادي الضباط”، إذ استقر رأي”الضباط الأحرار”على ترشيح نجيب رئيساً لمجلس إدارة النادي ضد مرشح الملك حسين سري عامر باشا، مدير سلاح الحدود، وهي المواجهة التي أدت إلى التعجيل بقرار الثورة.
وفي عام 1952، أذاع البكباشي، محمد أنور السادات، أول بيان للثورة بلسان القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد نجيب، وفي 26 يوليو 1952، أجبر الثوار الملك فاروق على التخلي عن العرش، وعلى إقامة حكومة جديدة برئاسة سياسي مستقل مخضرم هو علي ماهر الذي يتمتع بسمعة حسنة، على رغم أنه نتاج العهد الملكي.
وقد شكل نجيب أول وزارة في 10 سبتمبر 1952، بعد يوم واحد من تعيينه حاكماً عسكرياً، إلا أنه اشترط على الوزراء قبول وثيقة إصلاح الأراضي قبل أداء اليمين الدستورية في قصر عابدين، واتسمت مجالس الوزراء بدءاً بهذا المجلس بسيطرة الأعضاء البارزين في تنظيم”الضباط الأحرار”وخصوصاً أعضاء مجلس قيادة الثورة على المناصب الرئيسية مع تطعيم الوزارة ببعض العناصر التكنوقراطية التي يستدعي وجودها التخصص والخبرة.
ولما تأكد لمجلس قيادة الثورة أن الوقت أصبح مواتياً للتخلص النهائي من تركة العهد الملكي، ألغى الملكية وأعلن الجمهورية في 18 يونيو 1953، وبالتالي سقطت أسرة محمد علي التي تولت عرش مصر نحو 150 سنة. وأصبح نجيب رئيساً للوزراء وللجمهورية في الوقت ذاته.
ثم توالت الأحداث بعد ذلك بسرعة كبيرة، فبعد وقوع أزمة مارس 1954 وتقديم اللواء نجيب استقالته ثم عودته مرة أخرى إلى الحكم بضغط التظاهرات الشعبية المؤيدة له، حاولت جماعة”الإخوان المسلمين”اغتيال عبد الناصر في 26 أكتوبر من العام ذاته 1954، فانتهز ناصر الفرصة لقمع الإخوان والإطاحة بالرئيس نجيب متهماً إياه بمساندتهم.
وهكذا تقرر تحديد إقامة اللواء نجيب مع عائلته في قصر المرج، وهو قصر كانت السيدة زينب الوكيل حرم الزعيم مصطفى النحاس أعدته لنفسها قبل أن تصادره محكمة الثورة، وكانت الحراسة مشددة على المكان، وكانت الزيارة ممنوعة حتى على إخوته،ومنذ ذلك اليوم الذي حددت إقامته فيه، ظل في هذا المنزل حتى أفرج عنه الرئيس السادات عام 1971.
وفي عهد الرئيس حسني مبارك، تقرر تخصيص فيلا في القاهرة لإقامة نجيب، بعدما صار مهدداً بالطرد من قصر زينب الوكيل نتيجة لحكم المحكمة لمصلحة ورثتها، وهو القصر الذي عاش فيه لمدة 29 سنة منها 17 سنة وهو معتقل.
وتوفي اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية، عن عمر يناهز ٨٤ عاما، بعد صراع مع المرض دام لأكثر من ٤ سنوات، وذلك إثر إصابته بغيبوبة في مستشفي كوبري القبة العسكري، وأمر الرئيس مبارك بتشيع جنازة الفقيد عسكريا من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر.
ومن أهم أعمال محمد نجيب خلال فترة حكمه لمصر -سنتان وأربعة أشهر-:
تأسيس جمعية مشوهي الحرب بعد حرب فلسطين، وتحديدا في ٢٩ / ٨/ ١٩٥٢ وعمل على تحقيق فكرتها، وانتخب رئيساً لها، وهي احدي الجمعيات الوطنية في مصر أنشئت عام ١٩٥١، وشعارها “جراح الأجساد هي وسام الأبطال”.
كان أول عمل لوزارة محمد نجيب إصدار قانون الإصلاح الزراعي، ( وهو القانون رقم ١٧٨ لسنة ١٩٥٢)، وقانون تنظيم الأحزاب السياسية( رقم ١٧٩ لعام ١٩٥٢)، وقد صدرا في يوم واحد – ٩ سبتمبر ١٩٥٢.
في ١٧ سبتمبر ١٩٥٢ : قانون تخفيض إيجارات المساكن بنسبة ١٥%.
إلغاء الأوقاف ما عدا الأوقاف الخيرية (القانون ١٨٠ لسنة ١٩٥٢).
في أكتوبر ١٩٥٢: صدر قرار العفو الشامل عن المحكوم عليهم أو المتهمين في الجرائم السياسية التي وقعت في المدة من توقيع معاهدة ٢٦ أغسطس ١٩٣٦ إلي ٢٣ يوليو ١٩٥٢ أو المتهمين بقضايا سياسية خلال هذه المدة ولا تزل قضاياهم أمام المحاكم.
في ٢ أكتوبر ١٩٥٢: صدر مرسوم قانون إنشاء مجلس دائم لتنمية الإنتاج القومي، ومهمته بحث المشروعات الاقتصادية.
في ١٠ نوفمبر ١٩٥٢: صدر مرسوم بقانون إنشاء وزارة الإرشاد القومي.
في ٢٧ نوفمبر ١٩٥٢: صدر مرسوم بقانون قضي بإلغاء مجلس البلاط الملكي.
في ١١ فبراير ١٩٥٣ نقل رفات الزعيم مصطفي كامل من مدفنه الأول بحي الإمام الشافعي إلي ضريحه الجديد المقام في ميدان صلاح الدين بالقرب من القلعة.
في مارس ١٩٥٣: أقامت الثورة مقبرة فخمة بحي الغفير شارع السلطان أحمد لتضم أجداث ضحايا حرب فلسطين من مصريين وعرب، أقباط ومسلمين، علي غرار مقابر الشهداء في الدول التي تكرم ضحاياها.
في ٨ نوفمبر: قرر مجلس قيادة الثورة مصادرة أموال أفراد أسرة محمد علي وممتلكاتهم.
في ١٥ نوفمبر ١٩٥٣: قررت حكومة الثورة الاحتفال بنقل رفات الزعيم محمد فريد إلي جوار زميله في الجهاد مصطفى كامل.