مصر الكبرى

10:45 مساءً EET

إنجي سليمان تكتب … خــداع بصــري !

كانت تستلقي على السرير عندما رأت ما لفت نظرها فوق خزانة الملابس، دققت النظر وتأملت كثيرا في هذا الشيء الموجود هناك وبدأت تدرك انها قطعة من القماش او ما شابه ذلك، تذكرت ان والدتها كانت قد قامت بترتيب بعض الاغراض القديمة التي كانت مخزنة منذ فترة طويلة.

كانت قطعة من القماش سوداء اللون وعليها ما يبدو انه نقش او ورود ملونه او زخرفة بلون اخر، اخذت تتخيل هذا الشيء، فقد يكون احد فساتين والدتها القديمة التي كانت تراها في الصور والتي كانت تتمنى ان لا تكون والدتها قد تخلصت منهم.كانت تأتي كل يوم الى الغرفة وتجلس على حافة السرير وتنظر الى اعلى الخزانة وتتخيل شكل الفستان والورود التي تزينه، وشكل الحذاء الذي سترتديه مع هذا الفستان، والاماكن التي ستذهب اليها وهي ترتديه، حتى انها تخيلت صديقاتها عندما يرونها وهي ترتديه وكيف ان كل واحدة منهم ستتمنى لو ان لديها واحد مثله.وفي النهاية قررت ان ترى هذا الشيء الموجود فوق الخزانة فاستعانت بكرسي كان موجود هناك وصعدت الى اعلى الخزانة ورأت هذا الشيء الذي تخيلته لمده اسبوع كامل، والذي لم يكن اكثر من مجرد كومة من الاقمشة القديمة البالية، شعرت بالاحباط الشديد فلم يكن هناك اي فستان، لم تكن اكثر من قطعة قماش سوداء اللون وهذه التي كانت تعتقد انها ورود وزخارف لم تكن اكثر من كيس بلاستيكي كان موجودا هناك بالقرب من قطعة القماش.نزلت عن ظهر الكرسي وعادت للجلوس على حافة السرير مرة اخرى ونظرت الى اعلى الخزانة الى الفستان الخيالي، ولكنها لم تعد ترى سوى قطعة بالية من القماش وكيس ملون من البلاستيك، حاولت ان تستعيد الصورة التي رسمتها له في خيالها لكنها للأسف فشلت، شعرت بالندم على انها اقتربت وحاولت اكتشاف الحقيقة عن قرب فقد كان الفستان موجود على الاقل في خيالها تراه كلما نظرت الى اعلى الخزانة اما الان فلم يعد هناك سوى هذا الكوم من الاقمشة المخزنة هناك.هذا هو حال بعض الاشخاص في حياتنا يكون انطباعنا عنهم افضل كثيرا طالما ان هناك مسافة تفصلنا بينهم، مسافة تجعلنا نتمنى الاقتراب منهم والتعرف اليهم عن قرب، وعندما نتقترب بالفعل ونصدم في الفرق الشاسع بين انطباعنا عنهم وحقيقتهم فإننا للأسف نفشل حتى في استعادة الانطباع الاول الذي كوناه عنهم، ونتمنى لو اننا فقط حافظنا على المسافة التي كانت تفصلنا عنهم فقط لنستمر في تخيل روعة حقيقتهم بدلا من اكتشافها بالفعل.

التعليقات