كتاب 11

10:31 صباحًا EET

سانتاكوتًا

تصدق يا عزيزي القارئ إنك سانتاكوتًا, أمِن المعقول يا قارئ أن أغيب عنك طوال هذه الفترة ولا أجِد منك أي إهتمام ولو كان متمثلاً في رسالة رقيقة (أو حتى سميكة) تعطيني الإحساس بأنك من المتابعين والمتشوقين لمقالاتي وأنك مفتقدني, (إيه مفتقدني دي, ما هذا الجو الحريمي), عموما أنا أعلم تماماً أنك مشغول ومهموم بالأوضاع والأحوال السانتاكوتًا التي تمر بها البلاد منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن

كما إني ……. ماذا تقول؟ …. لا تعرف معنى سانتاكوتَا, حسناَ, بالرغم من صعوبة الأمر ولكني سأحاول توضيحه بإختصار قدر الإمكان, تقول الأساطير اليونانية الإغريقية أن كبير الآلهة زيوس كان يحدد تخصص كل إله من الآلهة أخواته وأقاربه (وربما أصدقائه), فمثلاً كان يحدد الإله فلان إله الشر, والإله علان إله النار وكذلك إله للماء وإله للرياح وهكذا, إلى أن لم يتبقى سوى إله واحد يدعى “سانتاكوتًا”

وتوجد بعض الأقاويل التي تؤكد أن سانتاكوتًا هذا هو إبن خالة زيوس بينما يؤكد البعض الآخر أنه كان “السواق بتاعه”, ولكن الذي يهمنا هنا أن زيوس لم يجد شيئاً باقياً في الحياة ليُنَصِب سانتاكوتًا إلهً له, فلم يكن أمامه – إنقاذاً للموقف و مراضاةً لسانتاكوتًا – سوى تنصيبه إلهً للعبث واللامعقول واللامفهوم, وبالرغم من سخرية وإستخفاف الآلهة – أصدقاء وأقارب – الإله سانتاكوتًا بطبيعة و أهمية المهام الموكلة إليه إلا أن إجتهاد و ذكاء سانتاكوتًا (وكذلك كورسات الإنجليزي والكومبيوتر التي أنهاها بتفوق) ساعدته بشدة على أن يحفر لنفسه مكانة عالية ورفيعة في تاريخ البشرية

إلى أن أصبحت آلهة كثيرة مثل آلهة الحرب و آلهة الشر و آلهة الجهل وغيرها تعتمد عليه إعتماداً كبيراً في التجهيز لأعمالها أو لإنهائها بنجاح, ونتيجة لذلك بالطبع ذاعت شهرة الإله سانتاكوتًا وأصبح الإغريقيون يستخدموا إسمه في معاملاتهم اليومية, فمثلاً عندما يجد الشاب الإغريقي صديقه أو زميله يتكلم أو يتصرف بعبثية ودون منطق مفهوم أو حتى معقول يُخرِسه قائلاً “بس ياض يا سانتاكوتًا”, وعندما تضطرب الأحوال السياسية أو الإقتصادية أو غيرها يتنهد الشخص الإغريقي قائلاً “ياالله, العملية بقت سانتاكوتًا على الآخر”

أو عندما يُلَسِن على الحكومة الإغريقية التي لا تعجبه يقول “دي حكومة سانتاكوتًا”, ومن الممكن على سبيل الإجمال عندما “يتخنق” من مجموعة من إخوانه الإغريقيين يقول “دول إخوان سانتاكوتًا”, يبقى أن أُخبِرَك عزيزي القارئ بمعلومة عجيبة وغريبة أطلعني عليها شاب صغير (بس سانتاكوتًا) وهو باحث متخصص في تاريخ ذلك الإله وتأثيره على التاريخ البشري, وهي أنه (الإله وليس الباحث) لم يكن يدير شؤونه من جبال الأوليمب كباقي الآلهة (لزوم العَبَث) وإنما كان يفعل ذلك من جبل من إحدى الجبال بمصر, (يرجح بعض العلماء أنه جبل سانت كاترين ويرجح البعض أنه جبل المقطم !), وفي نهاية الأمر عزيزي القارئ سواء كانت تلك الأسطورة حقيقية أو خيالية أو من تأليفي, لكن من المؤكد أن الجو العام بمصر منذ فترة بقى …… سانتاكوتًا

التعليقات