ثقافة
بالصور .. حلقة نقاش حول حرية التعبير واحترام المقدسات الدينية
تحت عنوان : ( حرية التعبير واحترام المقدسات الدينية ) .. أقيمت حلقة نقاش رائعة بمكتبة الهـلال الثقافية وفى ضيافة مديــر المكتبةالشاعـرة/أميمة اسماعيل ، ومن منصة يتصدرها الصحافى الروائى الشاعرالأستاذ/ مختار عيسى ، والأديب الناقد المسرحى والسينمائى الأستاذ/عبد الغنى داود ،الناقد الأدبى الأستاذ الدكتور/بيومى الشيمى ،الدكتوره/حنان كمال ابو سكينة خبيرالعلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ،الأستاذ/ضوء المكان عبد الهادى مدير ادارة الأبحاث بالادارة العامة لثقافة الشباب والعمال ، ومفاجأة الأمسية فرقة المطرب السورى الأستاذ/عدنان الساسة ، وبحضور جمهور من السادة الأدباء والشعراء الذين أثروا الأمسية بمداخلاتهم حول حرية التعبير واحترام المقدسات الدينية .
وتولى الأستاذ/عبد الغنى داود ادارةوتقديم فعاليات حلقة النقاش . وقد أقيمت على هامش تلك الفعاليات أمسية شعرية .. أنشد فيها الشعراء : مختار عيسى ونجوى سالم وعفت بركات وابو عمار المصرى وإكرام هلال .. وسام صابر .. احمد ابراهيم واميمة اسماعيل و حسنين السيد . وافتتح الأستاذ/عبدالغنى داود بمقدمة سريعة حول وظيفة المثقف وضرورة إفساح المجال لابداعه بكامل الحرية ،ومنحه مساحة بلا ضفاف ليخرج منتجه خالياً من أية ضغوط على العملية الابداعه ، ولابد أن يكون هذا المثقف مختلفاً عن مثقفى السلطة الرسمية .. ليجىء هذا الانطلاق الابداعى تحقيقاً لعنوان ندوة الليلة وهو : حرية التعبير واحترام المقدسات الدينية .. وقدم فى البداية الأستاذ/مختار عيسى .. لخوضه معارك رهيبة فى هذا المجال سواء فى الصحف أو فى مواقع التواصل الاجتماعى .. وطرح الشاعر الأستاذ/مختار عيسى قضية للنقاش بعنوان : ( النقدالوثنى .. وحماية المقدسات : فقه الدين وفقه الشعر والفتاوى التكفيرية ) !! نقتطف منها بعض الفقرات الهامة التى جاءت فى تلك القضية التى طرحت للنقاش مع السادة الحاضرين ، حيث جاء فيها : ( لايتوانى فقهاء المصادرة ومحترفو التفتيش فى النوايا ، وأصحاب الدكاكين النقدية والمعلبات الثقافية عن إثارة كثير من اللغط ، والصخب والضوضاء حول الأعمال الأدبية بصورة عامة ، والشعرية بشكل خاص ، إذا ماتجاسر شاعر أو أديب على المزايحة ، وهو لب الابداع ، واختراق ثالوث التابو العربى : الدين والسياسة والجنس !! ) ، لينتقل الى مسألة جوهرية أخرى الى انه ( بين الحين والآخر تشهد الحياة الثقافية سجالاً بين فريقين : أحدهما مشدود الوثاق الى ماض تليد لاينفك عنه حتى إن جافى واقعه اليومى ، والاخر يتمترس وراء ادعائية تحديثية زائفة فيستدخل الى النص الحياتى والابداعى معا ” كتالوجاً ” غربياً وغريباً فى آن متجاهلاً ـ اختلاف اللون واللسان ـ كآية إلهية معجزة ـ ومن ثم يكرس هو الآخر لصنمية تثبيتية تحنيطية وفق تصوره الشخصى للحداثة التى تأبى ـ بالطبع هذه الذائقة غير المدركة لجوهرها فى أنها ـ فى أزهى تجلياتها هدم وبناء مستمران ـ ولسنا نعيدمكروراً ـ إذ نشير الى أن الصراع بين القديم والحديث ، متجدد ومستنسخ فى كل عصر ، وما الجدل بين ” أبى تمام ” ومحاوره حول التجديد وعدم قدرة المتلقى على مسايرته ـ ببعيد عن الأذهان ، فهو مثل حاضر دوماً للتدليل على الانقطاع فى دائرة ـ الابداع ـ التلقى ، وما قول المتنبى : أنام ملء جفونى عن شواردها ** ويسهر القوم جرَّاها ويختصم .. ببعيد عن هذه الدائرة . ويتحدث الدكتور/بيومى الشيمى ، عن مسئولية المبدع وضرورة ممارسة حرية الابداع بلا ضفاف ولا حدود .. وعلى الشاعر أن ينطلق بكل مالديه من طاقة ابداعية .. لأن كل قمع لحرية المبدع هى تقليل من شأن المجتمع سياسياً واجتماعياً وخلقياً .، وأن حرية التعبير موجودة ومكفولة للفرد فى كل دساتير العالم ، وتكمن المشكلة فى كيفية تطبيق تلك الحرية .. وضرورة وجوب احترام عقل ومقدسات كل المذاهب والطوائف وحرمة المساس بالثوابت وعدم إيذاء كل صاحب عقيدة دون التعصب الدينى ، وحق الاختلاف لاالخلاف ، وإمكانية التوافق بين المؤيدين والمعارضين . وتلتقط الدكتوره/حنان كمال ابو سكينة طرف الحديث عن طرق التعبير والفرق بين الرأى والتعبير عنه ، وماهى وسائل التعبير سواء الوسائل التكنولوجية على مواقع التواصل الاجتماعى ،أو التعبير فى الصحف الورقية وضرورة الابتعاد عن تكوين الرأى اعتماداً على السماع فقط ، دون الولوج الى صلب القضايا المطروحة التى يدور حولها صلب الخلاف ..وما انطلاق الثورة إلا للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية .. للضغط لاصدار قوانين تحمى حرية الرأى والتعبير . ولالتقاط الأنفاس بعد مداخلات تراوحت بين الهدوء والحماس .. كان لزاماً على الجميع أن يلتقط الأنفاس من حمية النقاش والمناقشات الجادة .. بالاستماع الى المطرب السورى الجميل /عدنان الساسة وجوقته الشابة التى أنشدت بعضاً من الفن المصرى والعربى .. وقام الحاضرون بالمشاركة فى الإنشاد بكل الحميمية .. الأمر الذى بث الدفء القلبى لتلك الجلسة فى تلك الليلة الشتوية الديسمبرية رغم الطقس البارد .. لتزداد السخونة والدفء مع الشعراء الذين تبادلوا إنشاد الشعر للمتعة والاستمتاع .. فى ليلة من ليالى القاهرة الأدبية والثقافية .. وستظل القاهرة دائماً .. هى مصدر الابداع رغم كل الظروف .
قام بالتغطية : حسنين السيد حسنين