آراء حرة

07:18 صباحًا EET

كواعب أحمد البراهمي تكتب : طريق الهداية

ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين . صدق الله العظيم الآية ( 125 ) سورة النحل

هذه الآية الكريمة عالقة بذهني بشده وذلك من يوم كنت راجعة من قنا المحافظة إلي مدينتي نجع حمادي بعد يوم عمل في محكمة القضاء الإداري وكان ذلك بعد ان تمت إنتخابات مجلس الشعب بعد ثورة 25 يناير .

والذي جعلها عالقة بذهني موقف حدث في الميكروباص . فقد تعودنا عندما نذهب الصباح يقوم السائق بتشغيل كاسيت لنستمع إلي ما يتيسر من القرآن الكريم وآملين أن يقضي الله المصالح حيث أن كثير من المصالح توجد بالمحافظة . وتعودنا أيضا في العودة أن يقوم السائق بتشغيل كاسيت لنستمع إلي الأغاني أو إلي أحد مداحي الرسول صلي الله عليه وسلم .

وفي عودتنا في تلك المرة كانت الأغنية لميادة الحناوي علي ما أذكر وبينما الأغنية شغالة أتي صوت من أحد الركاب وكان ملتحي وقال للسائق بعد أن دخلت السيارة في الطريق االصحراوي ( يا أسطي أطفي الراديو ده ) فرد عليه السائق قائلا أنا عاوز أسمع الأغنية . ورد الرجل لا نريد أغاني الأغاني حرام ورد السائق أنت مش هتسمعنا علي كيفك . وقام بخفض الصوت .. فقام الرجل بإخراج المصحف وجعل يقرأ بصوت عالي وقام السائق بخفض الصوت أكثر ربما حرجا وربما إحتراما للقرآن الكريم . وأصبح الركاب وأنا منهم صامتون ولا هم عارفين يستمعوا للأغنية ولا عارفين يستمعوا للقرآن .

بصراحة كان نفسي أتكلم لكني فضلت الصمت لأني ما أردت أن ادخل في جدال مع ناس لا أعرفهم ولأن كان معي أخي وما أردت أن أسمع رد من أحد لا يعجبة . بصراحة كنت أريد أن أقول للرجل أقرأ القرآن كما شئت وتعبد كما شئت ولكن لا تفرض علي الناس أن يستمعوا لك . وربما يكون لا يقرأ القرآن وهو وحيدا أو ربما لا يعمل به . وربما أيضا يعمل به ولكنه لم يفهمه .

ساعتها أذكر ردة فعلي الداخلية فقد قلت في نفسي لن تتمكنوا من البقاء وأنتم بهذا الأسلوب . ولأنه ليس هكذا تكون دعوة الإنسان لسماع القرآن أو لأي شئ يتعلق بالدين فهناك أسلوب جميل يجعل الشخص يحب أن يستمع للنصيحة وكل شخص بداخله روح تميل إلي الهداية بالفطرة ولكن النفس لا تطيع من يقهرها . والله يهدي من يشاء .

التعليقات