مصر الكبرى

08:42 صباحًا EET

الاخوان والتحدى الاكبر

الاخوان والتحدى الاكبر يخطئ الاخوان كثيرا لو تصوروا ان الامر قد دانت لهم وان زمنهم قد بدأ لتحقيق حلم طال انتظاره ودفعوا فى سبيل تحقيقه ثمنا غاليا على مدى ٨٤ عاما منذ نشأة الجماعة عام ١٩٢٨ وكان الثمن الاكبر ما دفعوه على مدى ٥٧ عاما منذ صدامهم العنيف مع عبد الناصر الذى بدأ عام ١٩٥٤ فى اعقاب نجاح حركة الضباط الاحرار بقيادته فى السيطرة على الحكم وقرر فرض شروطه على الجميع للتأسيس لنظامه الجديد وهو ما اصطلحنا على تسميته نظام يوليو خطأً فامتثلت له كل القوى السياسية وقتها عدا الاخوان الذين شعروا بان عبد الناصر سينفرد بكل شيئ وسيلقى لهم بالفتات بعد ان كانوا يعتقدون انهم شركاء له ،

ومالأته قوى اليسار الماركسى وقتها ظنا منها انها قادرة على احتوائه وبالطبع فشلت فى ذلك وتعرضت لكثير من صنوف القمع ليس هذا مجالها الآن خاصة وأنها تآكلت مع مرور الوقت ومع المتغيرات العالمية الحادة التى جعلت من الماركسية تراثا تاريخيا يتعلق به بعض الحالمين وهذا ليس مجال حديثنا الآن ونحن فى معرض الحديث عن الاخوان الذين صبروا وصابروا على مدى تلك السنوات الطويلة والتى قدموا فيها تضحيات كبيرة جراء إصرارهم على البقاء مستندين على مشروعهم الذى يعتمد على ركيزة لا تخذل من يلجأ اليها أبدا بالنسبة للشعب المصرى الا وهى الدين ودعمنا تلك الركيزة بقاعدة اجتماعية قوية مبنية على العمل مع الناس بمنهج اساسه القيم والتساند رافعين شعار إصلاح الامة وصلاحها ونحن لسنا بصدد استعراض منهج الاخوان ولكن نتناول اسباب بقائهم وزوال او زبول غيرهم رغم كل ما تعرضوا له من قمع ومحن كانت كفيلة بالقضاء عليهم لولا تلك العوامل ، بقى الاخوان على مدى كل تلك السنين يحملون حلمهم ولا يتخلون عنه أبدا فى امتلاك السلطة كاملة غير منقوصة ، وفعلوا عكس ما تفعله القوى المعارضة لهم اليوم تماماً حيث ركزوا على بناء قوتهم الذاتية المعتمدة على تنظيمات دقيقة محكمة وقواعد جماهيرية راسخة ولم يتفرغواالا قليلا فى مهاجمة نظام يوليو الذى استمر بعد رحيل عبد الناصر فى عهد أسلافه السادات ومبارك عدا محاولات كشف أخطائه وتركوا مهمة محاربة النظام للنظام نفسه من خلال أخطائه الفادحة فى حق الشعب والوطن تلك الأخطاء التى قوضت النظام الذى تصدع بهزيمة يوليو ثم اهتزت اركانه بانفتاح السادات رغم حرب اكتوبر التى كانت بمثابة إكسير حياة مؤقت للنظام أمدت فى عمره وجاء مبارك بعصابته الفاسدة ليهدم أركان النظام ثم كانت الضربة القاضية التى دقت المسمار الاخير فى نعش نظام يوليو الذى دفع عبد الناصر حياته من اجل تأسيسه هى طنطاوى ومجلسه العسكرى العجيب وسلوكه وتصرفاته الاعجب عقب انفجار ثورة الشعب فى ٢٥ يناير٢٠١١ ورفعت لأول مرة فى تاريخ ثورات وانتفاضات الشعب المصرى بما فيها ثورة ١٩١٩ شعار واضح قاطع هو..الشعب يريد إسقاط النظام..وكانت قوى الثورة الشابة التى رفعت الشعار تقصد بالنظام نظام مبارك ولكن طنطاوى ومجلسه العجيب حول الامر " باقتدار يحسدونهم عليه " الى المطالبة لأسقط النظام الذى اسسه عبد الناصر عندما ارتفع شعار ..يسقط يسقط حكم العسكر.. وقد كان وقضى الامر وسقط النظام ولكن فى حجر الاخوان حيث لم يكن هناك احد غيرهم قادر على ذلك !!؟؟ وحقيقة الامر ان هذه ليست فرصة للإخوان بقدر ما هى تحدى كبير فأما ان يكونوا قادرين على تأسيس نظام مدنى دستورى ديموقراطى حديث بالضبط كما يقول الرئيس محمد مرسى مبنى على منهج علمى صحيح يتناسب مع الرئيس ومعاونيه وهم أساتذة أكاديميون يعرفون مضمون ما يقولون جيدا اضافة الى خبراتهم الطويلة فى العمل السياسى مع الناس ليستمروا القوة السياسية الاكبر والى جوارهم قوى اخرى تنافسهم وقد تتداول معهم السلط فتكون مصر قد انتقلت ليس الى عصر جديد ولكن الى طور حضارى جديد ، وأما سينتجون نهج عبد الناصر ويؤسسون لنظام اخوانى برؤيتهم وحدهم هنا سيكونوا قد اختاروا طريق عبد الناصر وأسلافهم فى عصر مختلف ولا مناص من نهايتهم ونظامهم بنفس ما انتهى به نظام عبد الناصر ولو بعد ٥٧ عاما وهذا ما لا تتمناه لمصر الوطن والسكن والامل والمستقبل لإجبارها المتعاقبة لا زال إيمانا راسخا ان الثورة مستمرة وستنتصر .. افيقوا يرحمكم الله

التعليقات