تحقيقات

12:13 مساءً EET

زينات صدقي.. أشهر عانس.. متزوجة

غريبة هي حياة نجوم الكوميديا، فهي شبيهة بالإشياء المتناقضة، فعلى الرغم من نجاحهم في إسعاد الملايين ورسمة البسمة على وجوههم إلا أن حياتهم الشخصية كانت مليئة بالحزن والجفاف.

 وكانت زينات صدقي من الضاحكات الباكيات على الرغم من أدائها الفاطر بالسعادة والبهجة حيث تعد من النجمات القليلات اللاتي كسرن حاجز احتكار الرجل للكوميديا والضحك. ولدت زينات في حي الجمرك بالإسكندرية، وأغلب الظن أنها من مواليد عام 1913، وفقدت والدها وهي لاتزال طفلة في عمرها الثامن..

والتحقت بمدرسة الإلزامية وقتها ثم الإبتدائية، ولاحظت والدتها كبر جسمها فبدات بإنتظار العريس خوفا عليها من نظرات الناس وبالفعل جاء العريس وهو أحد أبناء العائلة وتزوجت في عمر الـ15، لكن لم يستمر هذا الزواج إلا أقل من عام تقريبا.

وبادرت زينات بتكرار التجربة وتزوجت من موسيقار مغمور اسمه إبراهيم فوزي ولم تنجح هذه التجربة أيضا.

ثم بدأت تتجه إلي الفن وواجهت رفض أسرتها للعمل في هذا المجال بالهروب إلي لبنان مع والدتها. اتجهت في بداية مشوارها الفني إلي الغناء في محلات بيروت، وبدأت تصنع اسم لها في لبنان حتى حدثت واقعة جعلتها تعتزل الغناء إلي الأبد… ذات ليلة دعيت المطربة الشهيرة فتحية احمد للغناء في نفس المحل الذي تغني فيه زينات، كانت فتحية تجلس في الكواليس حينما صعدت زينات صدقي لتؤدي نمرتها أو فقرتها المعتادة، التي تؤديها كل ليلة، وقدمت خلال فقرتها ثلاث أغاني للمطربة فتحية أحمد التي كانت تحضر في المحل ولم تكن زينات تدري أن هذه الاغاني ملك لفتحية التي تجلس في الكواليس …

غنت زينات الأغنية الأولى، فابتسمت المطربة فتحية احمد اعتقاداً منها بأن المطربة الناشئة زينات صدقي تحييها بغناء أغنية لها.

 

 ثم انطلقت زينات تغني الأغنية الثانية والتي هي أيضاً من ممتلكات فتحية أحمد الفنية فبدت علامات الغضب ترتسم على وجهها.. فاستمرت فاستمرت لتقدم الأغنية الثالثة، ولكن المطربة الكبيرة الشهيرة فتحية احمد لم تنتظر انتهاءها منها بل طارت خلفها لتضربها علقة ساخنة على هذا الاعتداء على حقوق الملكية الفنية وسط اندهاش رواد الصالة وضحكاتهم.. وألتحقت بعد ذلك بمسرح نجيب الريحاني وبدأت فيه كـ«كومبارس».. ولعب الحظ دوره ليكشف عن موهبتها في التمثيل.. وذلك عندما تركت الممثلة عزيزة زكي فرقة الريحاني دون مقدمات واسند الريحاني دورها لزينات التي أدت الدور على اكمل وجه..

 

وألتفت لموهبتها بديع خيري ونجيب الريحاني ووجدوا فيها ضالتهم في أداء أدوار العانس والفتاة سليطة اللسان. ومن هنا أشتهرت زينات صدقي بأدوار العانس التي لا تتزوج.. ونجحت في إقتحام عالم السينما بعد ذلك من خلال فيلم مجهول اسمه «الاتهام» عام 1934 ثم فيلم «بسلامته عاوز يتجوز» عام 1936.

 ورحلت زينات في 2 مارس 1978 واحدة من أروع رائدات الكوميديا في السينما المصرية.
200811494546 with ismael 245d9

Untitled 56092

التعليقات