آراء حرة
عمرو الباز يكتب : عيش – حرية – عدالة إجتماعية
هذه الشعارات التى رفعت فى 25 يناير 2011 لتجذب البسطاء من الشعب والحالمون بوطن أفضل وغد مشرق للتجمع فى الميادين والمطالبة بالتغيير ثم ارتفعت هذه الطموحات لرحيل النظام من أجل تحقيق ما هو أفضل للوطن وللمستقبل.
هذه الشعارات دفع ثمنها شباب من الأطهار من أرواحهم ودمائهم الذكية لرسم مستقبل أفضل ورسم ابتسامة على وجه جميلة الجميلات وأم الدنيا مصر هب الشباب غير مدركين لما هو منصوب لهم بعد ذلك من مجموعة من الأفخاخ التى دفعوا أرواحهم من أجلها وهم لا يعلمون. فى لحظات تبدلت هذه الشعارات التى تطالب بالعدالة للجميع وبالحرية للوطن وبلقمة عيش للبسطاء حتى تغنيهم عن السؤال والاحتياج إلى سؤال الناس فى الشوارع.
نعم هؤلاء الشباب هم أطهر ما حدث فى ذلك اليوم لأنهم كانوا لا يدركون ماذا سيحدث بعد ذلك ولم يدركوا أن هذه الشعارات ما هى إلا أوهام سيقت لهم ليضحوا هم بأرواحهم ودمائهم من أجل مجموعات ستأتى بعد ذلك لتضرب بهذه الشعارات عرض الحائط طالما أن مصالحها لا تخدم هذه الشعارات .
نعم اختفت هذه الشعارات التى كانت تطلق العنان للخيال بدولة ديمقراطية تضم الجميع ولا يظلم فيها أحد دولة متقدمة تسعى لصنع حضارة جديدة بأيدى أبنائها لنجد الكابوس الذى نعيش فيه الآن والشعارات الجديدة التى دفع من أجلها الأموال من الخارج لاستكمال المخطط المدروس بعناية لإسقاط مصر.
تبدلت شعارات عيش – حرية – عدالة إجتماعية بلا سابق إنذار وبلا أسباب حقيقية وجوهرية إلى شعارين فقط هما سقوط الجيش أو كما يطلقون عليه العسكر والداخلية وكأن مشكلة هذه المجموعات هؤلاء فقط ولم تكن شعاراتهم التى رفعت فى البداية من عيش وكرامة للمصريين هى التى تعنيهم فى الأساس فهم لا يفكرون فى الأساس فى هذا الشعب الذى لا يريد إلا طموحاته القليلية فى العيش بأمن وأمان والسعى خلف لقمة عيشه التى يقتسمها مع أسرته وأولاده وهو فى غاية السعادة عندما يسد جوعهم ولا يريد من الدنيا شيئاً بعد ذلك.
فإذا بمجموعات من التجار المختلفين فى التسميات ينقضون على أحلامه البسيطة لتحويلها إلى كوابيس مزعجة فضاع منه الأمن والأمان الذى كان ينعم به وضاع منه حتى رزقه الذى كان يسعى إليه فهم لا يشعرون به من الأساس وهم يتزودون بالأموال من هنا ومن هناك لصالح مخططات قبضوا ثمنها ولا يهمهم بعد ذلك من يذهب إلى الجحيم فمنهم من تاجر بدماء الشهداء ومنهم من تاجر باسم الثورة ومنهم من تاجر باسم الدين ومنهم من تاجر بقوتهم ومنهم من تاجر بالأسلحة التى تقتلهم وتقتل أبنائهم ومنهم ومنهم ومنهم سنجد الكثيرون جداً من هؤلاء التجار.
تبدلت المصالح وتبدلت الشعارات ولم يتبدل حال المواطن البسيط والذى تبدل فقط هو حال من يطلقون على أنفسهم النوشطاء الذين قبضوا ثمن ما نحن فيه الآن من أموال ومناصب ورحلات خارجية على حساب من وثقوا بهم وشاركوهم الوهم الذى رسموه بدقه ومهارة يحسدون عليها وبترتيب أيضاً من الخارج ولكن تناسى الجميع أن هناك شعب يمتلك من الحضارة ما لم يمتلكه أى شعب آخر. شعب على استعداد للتضحية بروحه وبقوت يومه للحفاظ على كل ذرة رمل من هذا الوطن شعب قام بمفاجأة العالم أجميع فى يوم 30-6 بالخروج بأمواج من البشر تشبه أمواج البحر الغاضبة التى تأكل كل شئ أمامها لتبتلعه داخلها ويعود البحر بعد هدوئه إلى جماله ورونقه.