تحقيقات

09:06 صباحًا EET

معصرة زيوت يونس زارع بقوص تتحدى التاريخ والأمراض

تعد معصرة الحاج  ” يونس زارع ”  للزيوت  من معالم  وكنوز  مركز ” قوص  ”  بمحافظة قنا  فعمرها  200  عام  ولا تزال تحتفظ  بعبق الماضى وسط  الحارات  والأزقة  والمبانى العتيقة  فى قوص .

تكاد تكون المعصرة الوحيدة المتبقية فى  مصر  بل  والوطن العربى كله التى تستخرج الزيوت بطريقة ” بدائية ”  باستخدام  حجر الجرانيت وألياف النخيل .
صاحب المعصرة، الحاج محمود يونس، أحد أحفاد الشيخ يونس، مؤسس المعصرة عام 1190 هجرية، يرى أن بقاء المعصرة ليس لمجرد المنافسة أو لتحقيق مكاسب تجارية، بل لأنها نوع من التراث الغالي الذي يجب الحفاظ عليه؛ لأنها لا تقدر بثمن، وهي شاهدة على قرنين من الزمان، فقد ورثتها عن آبائي وأجدادي وسأورثها لأبنائي.
وتقوم  باستخلاص الزيوت من نبات ” الخص ” ومع تطور الأيام  وتنوع الأكلات أصبحت تنتج جميع أنواع الزيوت  مثل ( حبة البركة  –  الزيتون  –  الكافور – الجرجير – الخروع – البقدونس – وغيرهم ….)
والميزة التى تنفرد بها  هذه المعصرة العتيقة أنها تقوم بالعصر اليدوى  ” على البارد ” وبدون اى معاملات  حرارية أو اضافات عضوية أو كيميائية . ويعتبر زيت حبة البركة  من أجود وأهم ما تنتجه  المعصرة  حيث يقبل الناس على شرائه كشفاء من الأمراض   والجميع  يقبل على الشراء منها  الفقير والغنى  المتعلم والأمى  المريض  والسليم  المصرى والعربى  وبعض الأجانب من جنسيات مختلفة .

كما يرفض الحاج محمود إدخال أي تحديثات أو أعمال تطوير على المعصرة؛ لأن التطوير – برأيه – سوف يكون بمثابة القضاء على تاريخها ومكانتها اللذين اكتسبتهما من الفترة الزمنية التي مرت عليها.

ويرى الحاج محمود أن هذه الفترة أكسبت العاملين بهذه المعصرة قدرة على استخلاص الزيوت بجودة عالية لا تنافسها فيها أي معصرة أخرى على مستوى الجمهورية.

وأشار الحاج محمود إلى أن شهرة المعصرة لم تعد مقصورة على مدينة قوص فحسب، بل امتدت إلى جميع أنحاء الجمهورية وإلى جميع المستويات البشرية، قائلا: «لقد تعاملت من خلال هذه المعصرة القديمة مع جميع المستويات البشرية والسياسية؛ فزيوت المعصرة كانت وما زالت الأجود والأفضل لجميع الفئات، مضيفا أن سوزان مبارك، زوجة الرئيس المصري السابق، كانت تبعث أحد أعضاء مجلس الشعب (البرلمان) لإحضار زيوت لها من هنا».

كما أن الشهرة التي حظيت بها المعصرة لم تكن في الفترة الأخيرة فحسب، بل حظيت بها منذ فترة طويلة، فقد قام الإنجليز في أوائل القرين العشرين إبان احتلالهم لمصر بعمل فيلم تسجيلي عن المعصرة رصدوا من خلاله مراحل العمل بها وطريقة استخلاص الزيوت للوصول إلى سر الجودة التي تخرج بها منتجات المعصرة، وفي الفترة الأخيرة قامت الكثير من الجهات البحثية والإعلامية بعمل دراسات حول المعصرة وأفلام تسجيلية.

اللافت في أمر معصرة الشيخ يونس أنها تعتمد في عملها على آلات قديمة جدا، لكن على الرغم من مرور أكثر من قرنين عليها فإنها ما زالت تعمل بكفاءة مع أحفاد مؤسسيها الذين يستمتعون بالعمل أمام أحجارها وآلاتها القديمة. وتضم المعصرة بداخلها 3 غرف، الأولى بمثابة معرض لعرض بعض المنتجات، أما الغرفة الثانية فيتوسطها حجر كبير لهرس وتجهيز البذور، ويعتمد هذا الحجر في طريقة عمله على الأبقار التي تديره مثل السواقي القديمة، والغرفة الأخيرة تضم آلة المكبس التي توضع فيها البذور المهروسة لاستخلاص الزيوت منها، وهي المرحلة الأخيرة التي تظل تعمل لمدة 24 ساعة حتى يتم استخلاص جميع الزيوت من البذور، والمكبس عبارة عن آلة ضخمة مصنعة من الخشب.

أما عن مراحل تصنيع واستخلاص الزيوت، فيقول الحاج محمود: العمل هنا بسيط للغاية وغير معقد؛ فاستخلاص الزيوت هنا يمر بمرحلتين فقط، الأولى هي مرحلة هرس وتجهيز البذور، أما الثانية فهي مرحلة الكبس التي تستغرق 24 ساعة يتم فيها الضغط على البذور لاستخلاص ما بها من زيوت بطريقة التنقيط.

وأنهى الشيخ محمود كلامه قائلا بنبرة اعتزاز: «المعصرة تاريخ لن أفرط فيه.. وسأورثه لأولادي إن شاء الله.
وعن طريقة العصر  يتم وضع البذور  فى حوض كبير  بعد تنقيتها  ويتم طحنها بقوة حتى  تصبح مثل العجينة  وتوضع بعد ذلك فى ألياف  ويتم الضغط عليها  حتى يخرج الزيت.
وتتكون المعصرة  من حجرتان  الأولى  بها حوض  الطحن الكبير  ومكابس الطحن ، والحجرة الثانية يوجد بها فاترينات  العرض لجميع أنواع الزيوت . ولقد قامت العديد من القنوات الفضائية  بعمل تقرير عن هذه المعصرة  وزارها عدد من الفنانين  وصور برنامج حكاوى القهاوى  للراحلة  ” سامية الاتربى ”  حلقة كاملة عن  معصرة زيوت الحاج يونس زارع  احدى معالم مركز قوص  محافظة قنا .

التعليقات