عمرو الباز يكتب … هل قامت فى مصر ثورة ؟؟

أتسأل بكل الحيرة هذه الأسئلة وبالمصادفة فوجئت بالعديد ممن قابلونى يتسائلون نفس الأسئلة فنفس الظروف التى كنا نعيشها قبل عامين نجدها نفسها نفس الظروف التى يعيشها الغالبية العظمى من الشعب من زيادة الأسعار من انتشار الفساد والرشاوى وغيرها من السلوكيات التى يعانى منها المواطن البسيط.
أضيف إلى هذه الأعباء التى يتحملها المواطن الشعور بالخوف وعدم الأمان فبعد أن كان الخوف لدى المواطن على لقمة العيش فقط ويعمل على تأمينها أصبح لزاماً عليه أن يشعر بالخوف على نفسه وعلى أسرته فأصبح هذا المواطن البسيط يذهب إلى عمله ويترك عقله داخل منزله لخوفه الشديد من أعمال البلطجة والسرقة.
أما ما يقابله فى الشارع فحدث ولا حرج من انتهاكات بالجملة لهذا المواطن من السير عكس الاتجاه ومن السرعات الجنونية للبعض ومن المستشفيات التى تزداد سوءاً يوماً بعد يوم ومن ارتفاع الأسعار فى جميع السلع الأساسية والتى أصبح لزاماً عليه أن يعمل فى اليوم 48 ساعة بدلاً من 24 لعله بالكاد يكفى قوت يومه ولا يجد من الوقت ليأخذ قسطاً من الراحة.
أصبح المواطن فى وضع حرج ينظر إلى المستقبل فلا يجده بعد أن كان فى الماضى قبل الثورة يجده مظلماً الآن هو غير موجود أساساً مما جعل الكثيرون يشعرون بأنهم يفقدون آداميتهم شيئاً فشيئاً.
السؤال الأهم هنا هل كانت هناك ثورة ؟؟؟ هل كنا فى حاجة لنغير فقط من يحكم ؟؟؟
أعلم أن هذا السؤال سيتوقف عنده من يقرأ كلماتى وسيكون هناك من يعترض عليه أساساً ولكنها الحقيقة نحن فقط قمنا بتغيير رأس النظام ووضعنا بدلاً منه رأس نظام آخر وكأن مشكلة المصريين كانت فى من يحكم وليس فى تأمين لقمة عيشهم وعلاجهم ومستقبلهم الذى بدأ يختفى كالسراب شيئاً فشيئاً .
هل كنا بالفعل فى حاجة لثورة للتغيير ؟؟؟ وهل هذه الثورة التى حلمنا معها بالحياة الجديدة وبالدولة التى سنعيش بداخلها وبالأمان وبالرخاء كانت تحتاج لثورة داخل أنفسنا نحن أولاً ؟؟ اتفق مع من سيتحدث عن سرقات بالجملة لثروات البلاد ولتحكم مجموعة معينة فى مصير دولة وأتفق معه ولكنى اتسأل ماذا فعلنا نحن الآن ؟؟؟ لقد قمنا بالإطاحة بمجموعة من الأشخاص لنوجد بديلاً لهم فقط قمنا بالإطاحة بحزب حاكم لنأتى بدلاً منه بحزب آخر.
عفواً الثورة تبدأ من داخل الأشخاص للتغير الفعلى وتنفيذ الأحلام على أرض الواقع يحتاج ممن يحلم أن يعمل لتنفيذها على أرض الواقع لكن بكل أسف تحول الشعب كله إلى حالم فقط فى نومه وأخذ يكمل استراحته الممتدة منذ أكثر من 7 آلاف عام