الحراك السياسي
الخمسين تقر ديباجة الدستور بالاجماع.. وممثل النور يخرج أثناء التصويت
اقرت لجنة الخمسين لتعديل الدستور خلال جلستها السبت برئاسة عمرو موسى، رئيس اللجنة، بالاجماع، على ديباجة الدستور، وذلك بالتصويت بالايدى .
واشار موسى الى ان كل ما تدارسته وناقشته اللجنة حول الديباجة فى المضابط.
ومن جانبه خرج ممثل حزب النور دكتور محمد ابراهيم منصور اثناء التصويت على الديباجة والمادة الاولى حتى الان.
وتنص على : بسم الله الرحمن الرحيم ديباجة الدستور هذا دستورنا مصر هبة النيل للمصريين، وهبة المصريين للإنسانية.
مصر العربية بعبقرية موقعها وتاريخها قلب العالم كله، فهىى ملتقى حضاراته وثقافاته، – – ومفترق طرق مواصلاته البحرية واتصالاته، وهى رأس أفريقيا المطل على المتوسط، ومصب أعظم أنهارها : النيل. هذه مصر، وطن خالد للمصريين، ورسالة سلام ومحبة لكل الشعوب.
فى مطلع التاريخ، لاح فجر الضمير الإنسانى وتجلى فى قلوب أجدادنا العظام فاتحدت إرادتهم الخيرة، وأسسوا أول دولة مركزية، ضبطت ونظمت حياة المصريين على ضفاف النيل، وأبدعوا أروع آيات الحضارة، وتطلعت قلوبهم إلى السماء قبل أن تعرف الأرض الأديان السماوية الثلاثة.
مصر مهد الدين، وراية مجد الأديان السماوية. فى أرضها شب كليم الله، وتجلى له النور الإلهىى، وتنزلت عليه الرسالة فى طور سيناء. وعلى أرضها احتضن المصريون الس يدة العذراء ووليدها، ثم قدموا آلاف الشهداء دفاعا عن كنيسة الس يد المس يح. وحين ب عث خاتم المرسلين س يدنا محمد عليه الصلاة والسلام، للناس كافة، ليتمم مكارم الأخلاق، انفتحت قلوبنا وعقولنا لنور الإسلام، فكنا خير أجناد الأرض جهادا فى سبيل الله، ونشرنا رسالة الحق وعلوم الدين فى العالمين.
هذه مصر وطن نعيش فيه ويعيش فينا. وفى العصر الحديث، استنارت العقول، وبلغت الإنسانية رشدها، وتقدمت أمم وشعوب على طريق العلم، رافعة رايات الحرية والمساواة، وأسس محمد على الدولة المصرية الحديثة، وعمادها جيش وطنى، ودعا ابن الأزهر رفاعة أن يكون الوطن “محلا للسعادة المشتركة بين بنيه”، وجاهدنا نحن المصريين للحاق بركب التقدم وقدمنا الشهداء والتضحيات، فى العديد من الهبات – – والانتفاضات والثورات، حتى انتصر جيش نا جيش وطنى، ودعا ابن الأزهر رفاعة أن يكون الوطن “محلا للسعادة المشتركة بين بنيه”، وجاهدنا نحن المصريين للحاق بركب التقدم، وقدمنا الشهداء والتضحيات، فى العديد من اله ب ات – – والانتفاضات والثورات، حتى انتصر جيش نا الوطنى للإرادة الشعبية الجارفة فى ثورة ” 52 يناير – 30 يونيو” التى دعت إلى العيش بحرية وكرامة إنسانية تحت ظلال العدالة الاجتماعية، واس تعادت للوطن إرادته المستقلة.
وهذه الثورة امتداد لمسيرة نضال وطنى كان من أبرز رموزه أحمد عرابى، ومصطفى كامل، ومحمد فريد، وتتويج لثورتين عظيمتين فى تاريخنا الحديث: ثورة 9191 التى أزاحت الحماية البريطانية عن كاهل مصر والمصريين، وأرست مبدأ المواطنة والمساواة بين أبناء الجماعة الوطنية، وسعى زعيمها سعد زغلول وخليفته مصطفى النحاس على طريق الديمقراطية، مؤكدين أن “الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة”، ووضع طلعت حرب خلالها حجر الأساس للاقتصاد الوطنى. وثورة ” 23 يوليو 1952 ” التى قادها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، واحتضنتها الإرادة الشعبية، فتحقق حلم الأجيال فى الجلاء والاستقلال، وأكدت مصر انتماءها العربي وانفتحت على قارتها الأفريقية، والعالم الإسلامى، وساندت حركات التحرير عبر القارات، وسارت بخطى ثابته على طريق التنمية والعدالة الاجتماعية.
هذه ا لثورة امتداد للمسيرة الثورية للوطنية المصرية، وتوكيد للعروة الوثقى بين الشعب المصرى وجيشه الوطنى، الذى حمل أمانة ومسئولية حماية الوطن، والتى حققنا بفضلها الانتصار فى يد الذى منح للرئيس أنور السادات مكانة خاصة فى تاريخنا القريب. وثورة 52 يناير 03 يونيو، فريدة بين الثورات الكبرى فى تاريخ الإنسانية، بكثافة – المشاركة شعبية التى قدرت بعشرات الملايين، وبدور بارز لش باب متطلع لمس تقبل مشرق، وبتجاوز الجماهير للطبقات والإيديولوجيات نحو أفاق وطنية وإنسانية أكثر رحابة، وبحماية جيش الشعب للإرادة الشعبية وبمباركة الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية لها، وهى أيضاً فريدة بسلميتها وبطموحها أن تحقق الحرية والعدالة الاجتماعية معاً.
هذه الثورة إشارة وبشارة، إشارة إلى ماض مازال حاضراً، وبشارة بمستقبل تتطلع إليه الإنسانية كلها.
فالعالم الآن يوشك أن يطوى الصفحات الأخيرة من العصر الذى مزقته صراعات المصالح -بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب، واش تعلت فيه النزاعات والحروب، بين الطبقات والشعوب، وزادت المجاطر التى تهدد الوجود الإنسانى، وتهدد الحياه على الأرض التى اس تخلفنا الله عليها، وتأمل الإنسانية أن تنتقل من عصر الرشد إلى عصر الحكمة، لنبنى عالماً إنسانياً جديداً تسوده الحقيقة والعدل، وتصان فيه الحريات وحقوق الإنسان، ونحن المصريين نرى فى ثورتنا – – عودة لإسهامنا فى كتابة تاريخ جديد للإنسانية. نحن نؤمن أننا قادرون أن نس تلهم الماضى وأن نستنهض الحاضر، وأن نشق الطريق إلى المس تقبل. قادرون أن ننهض بالوطن وينهض بنا.
نحن نؤمن بأن لكل مواطن الحق بالعيش على أرض هذا الوطن فى أمن وأمان، وأن لكل مواطن حقاً فى يومه وفى غده. نحن نؤمن بالديمقراطية طريقاً ومستقبلاً وأسلوب حياة، وبالتعددية السياسية، وبالتداول السلمى للسلطة، ونؤكد على حق الشعب فى صنع مستقبله، هو وحده مصدر السلطات، – – الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية حق لكل مواطن، ولنا ولأجيالنا القادمة السيادة – فى وطن سيد.
نحن الآن نكتب دس توراً يجسد حلم الأجيال بمجتمع مزدهر متلاحم، ودولة عادلة تحقق تمع. نحن الآن نكتب دستوراً يستكمل بناء دولة ديمقراطية حديثة، حكومتها مدنية. – – نكتب دس توراً نغلق به الباب أمام أى فساد وأى استبداد، ونعالج فيه جراح الماضى من زمن الفلاح الفصيح القديم، وحتى ضحايا الإهمال وشهداء الثورة فى زماننا، ونرفع الظلم عن شعبنا الذى عانى طويلاً . نكتب دس توراً يؤكد أن مبادئ الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، وأن المرجع كمة الدس تورية العليا في ذلك الشأن.
تفسيرها هو ما تضمنه مجموع احكام ان نكتب دستوراً يفتح أمامنا طريق المس تقبل، ويتسق مع الاعلان العالمي لحقوق الإنسان التى شاركنا فى صياغته ووافقنا عليه.
نكتب دستوراً يصون حرياتنا، ويحمى الوطن من كل ما يهدده أو يهدد وحدتنا الوطنية. نكتب دس توراً يحقق المساواة بيننا فى الحقوق والواجبات دون أى تمييز. نحن المواطنات والمواطنين، نحن الشعب المصرى، السيد فى الوطن السيد، هذه إرادتنا، وهذا دستور ثورتنا. هذا دستورنا