عرب وعالم
تركيا وإيران: ماذا بعد الاتفاق النووي الإيراني؟
في مقال رأي نشرته صحيفة “حرييت ديلي نيوز”التركية (28 نوفمبر)، استعرض الكاتب سميح إيديز التداعيات المحتملة للاتفاق النووي الأخير بين إيران والغرب. وحسب الكاتب، فإن العناصر الخاسرة من وراء الاتفاق قد تكون إسرائيل والسعودية، بينما يحمل الاتفاق نتائج إيجابية لمنطقة الشرق الأوسط، والعالم ككل.
أيضًا، يعود الاتفاق بالنفع على تركيا اقتصاديًا، لما يحمله من تخفيف على العقوبات المفروضة على إيران. كما يحمل الاتفاق فوائد سياسية لتركيا، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو خلال زيارته طهران في 26 نوفمبر بقوله إن الاتفاق سيمكن تركيا وإيران من “التعاون” ليصبحا “العمود الفقري للاستقرار الإقليمي.”
ويستطرد الكاتب بأن تصريح داوود أوغلو ربما يوحي بأن حرب الوكالة التي تخوضها البلدان داخل سوريا ربما تكون قد وصلت نهايتها، مضيفًا أن الجماعات الإسلامية الراديكالية التي اجتذبتها الأزمة السورية، بات يجري النظر إليها الآن باعتبارها عدو مشترك، ليس للولايات المتحدة وروسيا فحسب، وإنما كذلك للأنظمة القائمة بالمنطقة.
ويوجه الكاتب سهام النقد للسياسة الخارجية التركية، موضحًا أنه قبل “الربيع العربي” كان داوود أوغلو يتباهى علانية بأن تركيا تعد العنصر الفاعل الأساسي بالمنطقة والتي من دون معرفتها أو موافقتها لم تكن لورقة أن تسقط على الأرض في الشرق الأوسط. ويشير الكاتب أن هذه النبرة المتفاخرة اتضح زيفها الآن.
ويقول: “من الواضح تمامًا اليوم أن تركيا ليسن العنصر الفاعل الأساسي، وإنما مجرد دولة إقليمية تعرضت للتهميش بسبب سلسلة من الأخطاء ناجمة عن نفس نمط الغطرسة الذي عكسته تصريحات داوود أوغلو. ومن الواضح الآن أن بعض دول المنطقة لم يرق لها مثل هذه التصريحات.”
وينصح الكاتب تركيا أن تعيد صياغة سياساتها الخارجية بحيث توضح أنها لا تسعى للزعامة، وذلك لأن مثل هذه المساعي أثارت سخط العالم العربي.