عرب وعالم

11:59 صباحًا EET

«نووي ايران» .. زغاريد في طهران ولطم في الرياض .. عويل في تل أبيب

بعد القرار الذي اتخذته مجموعة 5+1 تجاه نووي ايران هنا يمكن فهم توصيفه بانه انتصار لايران، في اتفاقُ جنيف 11/25 مع الدول العظمى، الذي تعهدت بموجبه بعدم المساس اوالتعرض لحق الشعب الايراني في الطاقة النووية السلمية، .

وهوبلغة أخرى ضمان ايران انتاج الطاقة المستقبلية، وتحررها من كابوس التبعية المحتمة لمنتوج الغرب، وضمان صناعتها وتطورها فضلا كما أسلفت عن الكهرباء وغيرها؛ وهونجاح يستحق فعلا أن ترفع لأجله زغاريد الفرح في طهران، وكم كان موقف الرئيس حسن روحاني نبيلا، حين أعلن نجاح المفاوضات، بمعية أرامل علماء الذرة الذين استشهدوا في سبيل انجاز مشاريع نووية تضمن مستقبل الشعب الايراني واستقلاليته، ليؤكد عرفان الدولة لهؤلاء، وأن أسرهم تحت الرعاية المباشرة لأعلى قيادات البلد، كأقل واجب نحوهم.

ليس مفاجئا أن يكون أول تعليق من شخصية رسمية في العالم، على اتفاق جنيف هذا، صادر عن رئيس حكومة كيان العدوالإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اعتبر الاتفاق أكبر خطأ تاريخي وأن العالم بات أكثر خطرا، وإن كنت عقبت على تعليقه ساخرا، بأننا نكون أكثر أمنا وسعادة، لوانتقل مع كيانه لعالم يراه أقل خطرا، فإن تفسير النائب أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير في فلسطين المحتلة، .

كان لافتا حين أكد بأن نتنياهويرفض أي اتفاق بين القوى العظمى وإيران، حتى وإن استجاب لكل شروط العدوالاسرائيلي، والسبب أن رئيس حكومة العدوتقوم كل سياسة حكومته على خطر ايران، به يجلب مزيدا من الدعم المالي والعسكري فضلا عن الالتفاف الشعبي، ومتى أسقط هذا البعبع الذي يعتمده كشعار منذ عقد كامل اويزيد، فإن نتنياهويكاد يفقد علة وجوده السياسية؛ سمفونية العويل التي أطلقها قادة الكيان الاسرائيلي تتجاوز ظاهر المبررات، الى ما اشار له منظر السياسة الخارجية الأمريكية والأكثر تأثيرا في واشنطن، الاستراتيجي ومستشار الأمن القومي في معهد جيمي كارتر، زبيغنيوبريجنسكي، حول تداعيات تراجع هيمنة الدور الامريكي، وملخصها أنه لن يكون هناك فائزون كبار وإنما خاسرون كثر، والخاسرون بمنظوره هم:” اولئك الذين رهنوا أمنهم واقتصادهم بالولايات المتحدة، منهم جورجيا وتايوان وكوريا الجنوبية، وبيلاروسيا وأوكرانيا وأفغانستان وباكستان وإسرائيل والشرق الأوسط الكبير”. ويصف هذه الدول بأنهم ” كالأنواع المهددة بالانقراض”. هذه الرؤية العميقة والبعيدة هي ما دفع قادة اسرائيل للعويل.

لكن الغريب أنه ليس من الصدفة أن يكون ثاني تصريح في العالم تعليقا على اتفاق جنيف، صادر من عاصمة عربية هي الرياض، على لسان رئيس ما يسمى مجلس الشورى، والذي لخص بمرارة حالة دول الخليج بأن النوم سيجافى قادتها حتما نتيجة هذا التطور، ولعلمي وأقولها وفي الحلق غصة، أن كل العالم العربي يكاد يفتقد لمراكز دراسات استراتيجية مستقلة جادة، وبالتالي فقر أنظمته المتسلطة لأي نظرة جيو-استرايجية فضلا عن خطة، ولعلمي أن قادته أميّون بشكل مقرف بخصوص ما ينشر في الصحف المتخصصة، لا أتصور أن حفلة اللطم كانت لعلم أصحابها، بنظرة الخبير زبيغنيوبريجنسكي، وإلا كان العذر الى حد ما مقبولا، مع أن إمكانية تدارك الأمر ومراجعة السياسة مازالت قائمة؛ وإنما تقوم على قشور سياسية، ومواقف شخصية لا علاقة لها بمسؤولية دول ومستقبل شعوب، ولست أدري الآن وقد صرح منذ شهر رئيس جهاز المخابرات السعودية، بحتمية تغيير السياسة مع الولايات المتحدة، وعدم التعويل على قدرة حمايتها لدول الخليج، ما هوالبديل في هذه الحال؟ طبعا لن تكون روسيا العظمى، بسبب اصطدام سياستها معهم في سورية، وليس الاتحاد الاوروبي لكونه تابع للولايات المتحدة، إذن حين يبدأ اللطم في الرياض هل يغني عن السياسة ؟ أم يخرج السعودية الآن من ورطتها؟. فهمت موقف قادة اسرائيل لأنهم فقدوا ذريعة، كانت تدر عليهم جميع انواع المساعدات، لكني لم أفهم موقف قادة السعودية، وتعذّر علي تفسير وجوده جنبا الى جنب، مع موقف عدوالامة كحالة استثنائية، من بين جميع مواقف دول العالم منها العربية طبعا والاسلامية.

التعليقات