آراء حرة
محمد الحداد يكتب : المعايير والتغيير
المجلس الأعلى للصحافة يغط فى نوم عميق ولا يرى إنه قد وجب وحان وقت التغيير إما لأنه لا يرى ضرورة لذلك أو أنه قد استراح على وضعه هذا خاصة ان اتصالاته بالمسئولين فى الصحف باتت يربطها أواصر ود وصداقة ومعرفة قديمة.
المجلس الأعلى للصحافة حاله حال البلد.. يرفل فى النعيم المقيم وينسى انه مسئول عن أملاك الشعب وما يجب عليه من مسئوليات هو اتخاذ القرارات التى تأتى بقيادات تدير صحافة الشعب بما فيه مصلحة هذا الشعب وليس مصالح فئة دون اخري. المجلس الأعلى للصحافة نسى انه قد جاء لكى تكون مهمته الاساسية وضع المعايير الموضوعية والمهنية واجراء حركة تغيير شاملة فى المؤسسات القومية هذه المعايير التى يجب ان تتوافر فى اشخاص يعبرون عن هذه المرحلة ولديهم القدرة والرؤية لكيفية صياغة اعلام الثورة إعلام مواجهة الإرهاب اعلام التصدى للافكار الدموية إعلام مواجهة الفساد إعلام محاربة الخروج على الدولة.. إعلام لديه رؤية جادة ومنطقية لمعالجة ما تمر به مصر فى حربها على الارهاب الأسود الذى يستبيح قتل النفس وحرق البيت الذى يعيش فيه وتعطيل الطرقات واغلاقها وإفساد الحياة بأفكار هدامة وتلون وتخف ودهاء. المجلس الأعلى للصحافة نسى وقت التغيير أو انه مازال يضع معايير التغيير الواجبة بالأمس وليس غداً لكن الاحساس بالزمن مفقود فى بلد ينزف دم ابنائه فى اماكن عديدة وكأن المشهد بات طبيعيا.. فيما انتظاركم كل هذا.. هل استحللتم الجلوس على كراسى المجلس دون دراسة الوضع المرعب للبلد وخطورة غياب الخطة الإعلامية الواجب تنفيذها لمجابهة ومحاربة هذا الارهاب الأسود هل استراحت أبدانكم على الكراسى التى جئتم عليها لتخلقوا افكارا ومعايير مبتكرة لايجاد قيادات لديها الرؤية الكاملة لمواجهة ارهاب دولى وعصابة دولية تستبيح كل شيء وأنتم تجلسون وتتفرجون وتفكرون ويطول تفكيركم حتى تتضاعف الخسائر فى الدولة ومن ثم تتضاعف ارقام الجثث والضحايا هل قمتم بوضع المعايير المناسبة لاختيارات تأتى بهؤلاء الوطنيين الذين يعرفون ويفهمون كيف تدار المؤسسات فى هذه الفترات المفصلية الحرجة وهذه الأزمة الاستثنائية? افيقوا يرحمكم الله فقد جلستم طويلا ولم تقدموا شيئا إلى الآن.. هل استعصى عليكم الحل فوجدتموه مستحيلا أم انكم تنتظرون المزيد من الدماء على أرض الوطن قراراتكم المتأخرة ومعاييركم التى لم نسمع عنها تنذر بانفجار كبير فى المؤسسات فهل جهزتم انفسكم لقرارات ثورية.