آراء حرة
محمد الحداد يكتب : «معان ثورية» صرخة إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسي
صرخة دامية متشبسة مملوءة بالأمل في إنقاذنا وإنقاذ أوضاعنا السيئة في الصحافة القومية صحافة الشعب المملوكة للشعب التي أصبحت في الذيل بعيدا عن الساحة الإعلامية بسبب الإهمال والإنتهازية وما يحيق بها من خراب باتت في مؤخرة المنظومة الإعلامية للوطن .
صحافة تأخرت كثيرا بسبب تردي شديد في أوضاعنا الإقتصادية والأدبية , لقد أصبحت حالة الصحفيين في الحضيض ولا تليق بهم .. الحالة الإقتصادية للنخبة الصحفية من هذا الوطن والتي يقع علي عاتقها تنوير وتصويب المواقف والأخذ بيد العامة من الشعب .. هذه النخبة الصحفية ترزح تحت نير الفقر والتخلف التقني والتراجع بسبب الخسائر الفادحة التي سقطت فيها مؤسساتهم بلا ذنب ارتكبوه إلا أنهم في مؤسسات تعمد قادتها تخريبها وإدارتها بالفشل فتحولت من الربح الي الخسارة والضياع في مهب الريح , أسماء كبيرة في مؤسساتنا القومية تجدها ” لايصة ” في تدبير أمور المعيشة والعلاج والمرتب والحافز حيث فسخت مؤسساتهم التعاقد مع المستشفيات التي تعالجهم وأصبح الحصول علي الدواء يشكل واحدة من الأعباء الأشد مرارة …حتي القروض من البنوك وأموال التأمينات والمعاشات لا يتم سدادها .
فهل المطلوب أن نخرج الي الشارع مرة أخري وقد فوضناك يا سيادة الفريق . لمن يلجأ الصحفيين في المؤسسات القومية وغيرها اذا لم تقف هذه الدولة معهم وهي التي افقرتهم باختيارها المتتابع لقيادات خربت بيوتهم .. قيادات استأثرت بثروات المؤسسات لحسابها الشخصي .. هل من المعقول أن يعيش الصحفي علي راتب ضعيف لا يغني ولا يسمن من جوع ثم يستكمله بإعانة النقابة تحت اسم البدل الذي كانوا يهددوننا بإلغائه أيام المعزول ؟ هل من المعقول أن نطلب من االصحفيين فقراء الوطن أن يقودوا ويشكلوا رأي المجتمع ويوجهوه ويعلموه ويثقفوه وهم من يفتقدون مقومات الحياة الكريمة ؟ كيف لهذه النخب أن تؤدي دورها المنوط بها وهي تائهة في البحث الشاق عن لقمة عيش تسد رمقها ولا تجده إلا في مناخ من الانتهازية والأنانية أو إستحلال ما ليس لها بالتزوير والتزييف ؟ كيف لهذه النخب أن تعيش بكرامة وتكتب بحرية وهي تفتقر موجبات تلك الحرية وتقع تحت اسر ووطأة الفقر الذي يثقل كاهلها . لقد كان الرئيس الراحل انور السادات يتباهي بأن الصحفيين هم من أعلي الفئات أجرا في مصر الي ان اصبح أجر الصحفي الان لا يكفيه حتي لسد جوع ورمق فرد واحد من أفراد اسرته التي باتت في حيرة بالغة وتناقض شديد بين التزامها أمام المجتمع من وجاهة مفروضة عليها ,ووضع إقتصادي متردي ومهين . مطلوب منكم يا سيادة الفريق اول عبد الفتاح السيسي تغيير قيادات هذه المؤسسات القومية ومحاسبتهم عن خسائرهم , مطلوب من الدولة دعم تلك المؤسسات العملاقة ومساندتها حتي تخرج من أزمتها الإقتصادية قبل السقوط. مطلوب من الدولة اختيار قيادات مسؤولة وواعية لطبيعة إحتياجات المرحلة الراهنة , مطلوب من الدولة النظر داخل تلك المؤسسات التي يطاردها شبح الخراب والخسارة بأيدي بعض قيادت فضلت أن تديرها بالمصادفة والمجاملات , قيادات اختارت ان تعمل لنفسها فقط ونسيت أن هناك رسالة ودور قوي وفعال يجب ان تمارسه مؤسساتهم تجاه المجتمع , فعلي مدار سنوات طويلة كانت هناك محاولات مستميتة لتقزيم وإفقار وتجويع وإفشال العديد من الكفاءات المهنية الواعدة حتي كبرت في السن والمقام وتقدم بها العمر واصبح يطاردها شبح مهين ومرعب ومخيف أسمه الفقر والمرض وهذا هو يا سيادة الفريق حال العديد من شيوخ المهنة ورجالها وبعض شبابها المتمسك بالقيم والمثل العليا والاخلاق والمعايير المهنية التي تعلمها من اساتذته فأودت به وبهم الي حالة مؤسفة ومحزنة لا تسر عدو او حبيب ولا تليق بمقام ومكانة الصحفي في بلد كبير مثل مصر , حيث كان مستوي دخل الصحفي في المركز الرابع او الخامس قبل الوزراء في فترة الثمانينيات ,أما الأن فهو يقف في طابور المعدمين والمحرومين من معظم الأساسيات التي تقض مضجعه وتؤرق نومه وتحرمه من الراحة بسبب كثرة الديون والهموم ومطالبات البنوك …… مطلوب إنقاذ الصحفيين من تلك الأزمة هذا هو مطلبنا يا سيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي….. مطلبنا محاسبة المسؤولين عن افقارنا وتجويعنا وعن وصولنا الي خسائر فادحة تهدد مستقبلنا ومستقبل اولادنا وأسرنا ….. مطلوب النظر فورا في واقع الاسماء التي سيتم إختيارها بدون ضابط ولا رابط لقيادة هذه المؤسسات .مطلوب الابتعاد عن اي اسم تم استخدامه في السابق لا نريد أعضاء و”مشهلتية ” الحزب الوطني المنحل ولا نريد ال”مطبلتية ” للجماعة المحظورة ,نريد كفاءات لا يتم اختيارها بسبب معارفهم او اصدقائهم داخل المجلس الأعلي للصحافة …. او علاقاتهم السابقة بالجهات الامنية …نريد استبعاد كل الوجوه التي استفادت وحولت علاقاتها بالامن الي صداقات تفتح لها الأبواب في البرامج التلفزيونية والتوصية عليها في الظهور بالفضائيات والبرامج الاذاعية ……نريد كفاءات مهنية تحترم عقلية القاريء ولا تخون رسالتها فلا يطمع الطامعون ولا يجمح المتهافتون واللاهثون وراء الكرسي الذي ينتظر الشرفاء والنبلاء وليس المتشدقون المتفيهقون الذين تجد في فم كل منهم أكثر من لسان حسب الحالة واللون ويطبقون ظاهرة ” الثبات علي المبلغ وليس الثبات علي المبدأ “هذه الظاهرة ستجدها كثيرا في الصحافة المصرية التي نئن من اوجاعها الانتهازية .. مطلوب شرفاء ومهنيون ومحترفون مطلوب اناس لديهم خطط وبرامج مطلوب معاييرمهنية تجعل الاحتراف لغتها وما ستقدمه من مشروعات وافكار واساليب احترافية جديدة تقدم حلول غير تقليدية للنهوض بحال المؤسسات القومية هذا هو المطلوب يا سيادة الفريق أول … فكما انقذت مصر بتفويض الشعب المصري لك …. نقول لك ونستصرخك ان تنقذ مؤسساتنا من الضياع … فمعركتنا الإعلامية لا تقل خطورة عن معركتكم ضد الارهاب … ودورنا مكمل لدوركم الغالي وهدفكم الشريف …ليكتب التاريخ اسمكم بمداد من نور وبصيرة لابناء هذه الامة الوفية وشعبها الطيب ولتراب مصر المقدس.