آراء حرة
د. عاطف عتمان يكتب : عاشوراء بين نجاة الكليم وإنتصار الشهيد
تحل ذكرى عاشوراء أى العاشر من شهر الله المحرم ولعاشوراء خصوصية لدى المسلمين ففيها نجى موسى الكليم عليه السلام من جبروت وطغيان فرعون .. يقول أصحاب موسى إنا لمدركون بعقولهم البشرية ويرد كليم الله بكل ثقة وبثبات المعية كلا …كلا إن معى ربى سيهدين ويتكبر فرعون ويمتطيه الغرور ويظن أن البحر قد إهتز لقدومه وإنشق من هيبته ويهوى إلى قاع البحر ويصارع الغرق وينادى يا موسى … موسى عليه السلام قال معى ربى ..وفرعون وهو يهلك يتعلق بموسى وهذا هو فارق الإيمان …
فى عاشوراء نجى الله موسى وبنى إسرائيل وإستخلفهم فى الأرض بعد إستضعاف فكانت سنة النبى محمد صيام يوم عاشوراء ويبدوا أن لعاشوراء إمتداد تاريخى ففى عاشوراء سنة 61 هجرية إنتصر الحسين عليه السلام ولقى الله شهيدا فى معركة الحق إستشهد الحسين فخلد ذكره وظلت دعوته للحرية والعدل والثورة ضد الطغيان وذهب قاتلوه لمزبلة التاريخ وفى حادثة إستشهاد الحسين العبر والعظات وعظم الحادثة ليس فقط فى إستشهاد الحسين رضى الله عنه وأرضاه ولكن فى الفتنة والفرقة التى ضربت الأمة الإسلامية من وقتها حتى يومنا هذا .. خرج الحسين وهو يعلم أنه سيلقى حتفه وحذره بن عباس وقال إنهم خاذلوك كما خذلوا أباك وأخاك فيرد الحسين إن القوم ليس بتاركى فأخرج إليهم حتى لا تنتهك حرمة البيت ..لله درك أبا عبدالله إستقدموه وبايعوه وخذلوه ..وما أصدق الفرزدق إذا قال له يا بن بنت رسول الله قلوبهم معك وسيوفهم عليك فى توصيف لا يقوله إلا حكيم …لكن الحسين علم أن رأسه أصبحت مطلوبة وما كان له أن يجبن أو يذل .. عندما رأى الحسين طليعة جيش بن زياد رفع يديه للسماء وقال – “اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي من كل أمر نزل ثِقة وعُدَّة، فكم من همٍّ يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، فأنزلته بك وشكوته إليك رغبة فيه إليك عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيتنيه، فأنت لي وليُّ كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل غاية”. وهاو هو الحسين يخرج من مكة حتى لا تنتهك حرمتها بسببه ويعرض مخارج على جيش بن زياد فيخيرهم . “إما أن تَدَعُوني فأنصرف من حيث جئت، وإما أن تدعوني فأذهب إلى يزيد، وإما أن تدعوني فألحق بالثغور”. ولكن هيهات أبا عبدالله إنهم يريدون رأسك وأنت عزيز أو إذلاك وقبولك بالظلم والجور .. فكان رد بن زياد نزولا على مشورة بن ذى الجوشن إما ذلا وإستسلام وإما قتال … وما كان لسليل بيت النبوة أن يقبل بالظلم وإن خانه الخونه وباعوا دمه بعرض زائل 80 رجلا تقريبا يقاتلون جيشا من خمسة ألاف فارس والحسين وأصحابه يقزفون أنهم مارقين من الدين وخارجين عن طاعة الإمام الحسين يقاتل ويطعن فى دينه ويستحث الناس على قتالة حماية للدين …قتلة الحسين يغمسون أيديهم فى دمه الطاهر ثم يتساؤلون هل دم البرغوث نجس ينقض الوضوء !! مات الحسين رضى الله عنه عطشانا لأنه أبى السقيا إلى من الكوثر وترك حسين راية العزة والحرية ليرفعا كل حر وشريف حتى يأتى يوم يفصل الله بين العباد فيكون منهم شقى وسعيد .. فكانت عاشوراء لتذكر بنجاة موسى عليه السلام وبإنتصار الحسين رضى الله عنه وأرضاه ولإحياء سنة جده بصيام عاشوراء ذلك اليوم الذى يكفر صيامه ذنوب عام مضى فى منحة ربانية .. فطوبى لمن وقف عند نجاة الكليم وشهادة السبط وصام عاشوراء