آراء حرة
السيسي والفتنة الكبرى
بعد تزايد الحملات الداعية إلى ترشح عبدالفتاح السيسي وزيرالدفاع ليكون رئيسا للجمهورية ، تذكرت على الفور الدكتور طه حسين في كتابيه “الفتنة الكبرى ..عثمان ” و الفتنة الكبرى ..علي وأولاده “.
وأرى أن الدعوات المطالبة بترشيح السيسي ليكون رئيسا لمصر هي نوع من الفتنة الكبرى للامة المصرية.
وعندما تناول الدكتور طه حسين أحداث الفتنة في زمن عثمان وعلي رضي الله عنهما ؛ لم يكن يقصدهما بكل تأكيد كشخصين ؛ وإنما كان يقصد الزمان والمكان والشخصيات المحيطة بهما في اثارة هذه الفتن في زمن الصحابين الجليلين،وهو ما اشعل حروبا طويلة ،وأوجد فرقا متنوعة امتد تأثيرها واثرها الى عصرنا الحاضر .
هذه الفتنة تطل برأسها الآن مع الدعوات باختيار او انتخاب السيسي رئيسا ـ وهو ما أرفضه مضمونا ـ .
فالاشخاص الموجودون حاليا يهدفون عن دون قصد الى اشعال فتنة تؤدي الى وأد وقتل وطمس حلم المصريين الذين وجدوا في السيسي المدافع الاول والأوحد بمؤسسته العسكرية عنهم وعن مطالبهم المشروعة.
الفريق السيسي اختاره الرئيس المعزول محمد مرسي ليكون وزيرا للدفاع عقب الاطاحة بطنطاوي ورئيس ركانه سامي عنان لعلم ومعرفة ” مرسي بكفاءة السيسي ووطنيته ومقدرته على اقناع من حوله انه الرجل المناسب والذي ترضى عنه المؤسسة العسكرية قبل مرسي باختيار السيسي ليكون وزيرا للدفاع، وهو ما تأكد بمرور الايام .
وهذه الكفاءة والوطنية هي التي اطاحت بمرسي عندما تعارض وجوده في الحكم مع الامن القومي المصري ومع حرية وكرامة ودماء المصريين جميعا .
ومن ثم نعرف جميعا ان السيسي حمى مصر من احتمال اعتراض المؤسسة العسكرية على عزل طنطاوي وعنان من القوات المسلحة؛ وحمى مصر ايضا من الحرب الاهلية التي كانت على وشك الاندلاع في 30/6 .
اذن يظل السيسي رمزا لحماية المصريين من رؤسائهم ومن أنفسهم ايضا ، واذا ما ترشح السيسي للرئاسة فبلا شك سنفتقد لهذه الحماية ونفقد حصن الامان الذي يحمينا من جبروت الحكام وطغيانهم .
صحيح ربما يظن البعض ان السيسي سينتقل بعدله وكفاءته من وزارة الدفاع الى قصر الاتحادية ولكن الحاشية ـ وما ادراك ما الحاشية ـ فهي ربما بل واكيدا ستغير من هذا الرجل .
تبقى اشكالية أخرى ان الرئيس القادم لمصرـ اذا لم يكن السيسي ـ يعلم يقينا ان هناك رجلا آخر اقوى منه ، والشعب المصري يحبه أكثر منه ويحتمي به وهو السيسي .
فهل يقبل رئيس الجمهورية الفعلي ” المنتخب ” بوجود رئيس آخر يشاركه الحكم وربما اكثر منه وهو الرئيس “السيسي” الشعبي ” المحبوب “؟ فيتخلص منه أم يتركه ؟
لا أستطيع الاجابة الآن …!