ثقافة

10:00 مساءً EET

الأحداث المتسارعة تعرقل توثيق السينما للثورة المصرية

يبدو أن ثورة الثلاثين من يونيو لن تكون أفضل حالاً من ثورة الخامس والعشرين من يناير، على مستوى السينما، خاصة أن الصنّاع فضلوا في الثورة الأولى أن يقدموا أعمالاً قيل إنها تمثل ما جرى، إلى أن اكتشف الجميع أنها لم تكون سوى استغلال تجاري لما جرى، سواء بتغيير نهايات بعض القصص القديمة مثل فيلم “صرخة نملة”، أو تقديم أعمال حول وقائع مازالت لغزاً يحير الجميع كما جرى في “بعد الموقعة” الذي رصد موقعة الجمل.

وأكد الناقد الفني طارق الشناوي  أن مشكلة الدراما هي أنها لابد أن تقف على حدث ثابت، مستشهداً بما حدث في ثورة يوليو عام 1952، حيث كان الحدث الثابت فيها هو رحيل الملك فاروق عن مصر، بينما تحدى أن يكون هناك حدث ثابت يستطيع صناع الدراما أن يبنوا عليه ما يقدمونه.

وأشار إلى أن الثورة مرّت بلحظات لم تكن واضحة، اعتقد البعض أنها تصلح كأرضية لعمل درامي، إلى أن يثبت العكس، فرحيل مبارك لم يكن كافياً حتى اكتشف الصناع أن هناك عقبة المجلس العسكري، إلى أن فوجئوا بحكم الإخوان، مؤكداً أنه لا يمكن بناء عمل درامي على لحظة متغيرة.
اختفاء مسلسل “المزرعة”

واستشهد الشناوي بمسلسل يحمل اسم “المزرعة” الذي كتبه محسن الجلاد، وكان مقرراً أن يتم تقديم فيه شخصيات عديدة من عصر الرئيس المخلوع مبارك، على أن تجسّد رجاء الجداوي شخصية سوزان مبارك، وأثار جدلاً حينما تم الإعلان عنه، بسبب رفض الرقابة له، متسائلاً: “أين ذهب هذا العمل الآن؟”، معتبراً أن العمل توارى بعدما ظهرت أحداث أكثر سخونة من قصته، وتحول اهتمام الجمهور عنه إلى غيره من الأحداث الجديدة.

وعاب الشناوي على الصنّاع اختيار الوسيلة التي يرصدون بها ما يجري، مشيراً إلى أن الفيلم التسجيلي يعد هو الوسيلة الأفضل لرصد ما يجري من أحداث؛ لأنه من الصعب رصدها بشكل درامي.

واعتبر أن فيلم مثل “موقعة الجمل” للمخرج يسري نصر الله، الذي مثّل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان “كان”، لم يكن عنواناً جيداً للسينما المصرية؛ لأن الموقعة في حد ذاتها مازالت تمثل لغزاً حتى الآن، معتبراً أن رصدها بفيلم تسجيلي كان سيشكل فارقاً، مُرجعاً اختيار الفيلم في المهرجان بأنه كان بمثابة احتفاء بثورات الربيع العربي.
نفاق مسبق

وحذر الشناوي من أن يتكرر ما حدث في أثناء ثورة يوليو، من نفاق مسبق تجاه الثورة من قبل بعض الأعمال الفنية، مثل أحد أفلام إسماعيل ياسين الكوميدية، التي أضيف لنهايتها أغنية للرئيس الراحل محمد نجيب.

وهو ما اعتبره الشناوي استغلالاً واسترخاصاً يلجأ إليه البعض، مستشهداً ببعض ما يجري في الوقت الحالي على نفس النهج، مثل مسرحية “قد الدنيا” التي تعرض على المسرح العائم، واسمها مقتبس من جملة للفريق السيسي، مؤكداً أنه لابد أن يكون هناك نضج من قبل الصنّاع.

التعليقات