مصر الكبرى

01:56 صباحًا EET

قطر تهاجم ثوار 24 أغسطس وتتهمهم بالعماله لاسرائيل‎

جريدة العرب القطريه: أحباب إسرائيل ينتفضون ضد «مرسى»
تشهد مصر اليوم مظاهرات هي الأغرب في تاريخها، المظاهرات في «المحروسة» لم تعد غريبة خاصة بعد ثورة 25 يناير، أصبحت خبزا يوميا للمصريين، بين يوم والثاني تخرج «مليونية» هنا وأخرى هناك، من كثرتها فقدت معناها خاصة مع تشرذم القوى السياسية والاجتماعية. شهدنا مظاهرات «فئوية» بعضها من باب «البحر يحب الزيادة» وبعضها الآخر تريد مكاسب بلا عمل وبعضها الثالث مدفوعة ممن لا يريدون لهذا البلد استقرارا.

وسط كل هذا الزخم تاه أصحاب الاحتياجات الحقيقية، وصل الأمر إلى مساخر، من تشاجر مع زوجته و «زهقان» من حياته لا يجد ما ينفس به عن نفسه و «يفشّ» غليله سوى الخروج وقطع الطريق، ويصدر البيان رقم واحد بعدم التزحزح عن موقفه ما لم يتدخل «محمد مرسى» ويبحث له عن زوجة صبوحة مليحة وطبعا يدفع للمذكور مصروفات الزواج وإقامة شهر العسل في «شرم الشيخ» التي يسمع عنها، ليعوض ما فات من عمره مع «أم وش عكر» الزوجة الأولى. ومن يطالبه «البقال» بديونه لا يرد عليه بل يجري إلى أقرب خط سكة حديد وينام فوقه حالفا يمين طلاق بعدم مرور أي قطار إلا بعدما يسدد عنه الرئيس ديونه. الحرامي الذي يختلف مع «معلمه» في توزيع الغنائم، يترك له الجمل بما حمل ويذهب يتسلى بسرقة كابلات الكهرباء، أو ينبش في الأرض ليمارس هوايته فى «جمع» أسلاك الهواتف ومواسير المياه.قد تكون كل مظاهر الاحتجاجات هذه مقبولة وشرعية ولا تتسم بالغرابة حتى لو كان قادتها من البلطجية والهجامين، أما المستغرب فهو مظاهرات اليوم، إذا كان التظاهر مكفول للجميع فإنه في الحالة المستجدة حق يراد به ألف باطل. المظاهرات تحمل عنوان «إسقاط الإخوان من الحكم»، والمقصود إزاحة الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي عن السلطة بعد أقل من شهرين على فوزه في أول انتخابات رئاسية حقيقية ونزيهة في تاريخ مصر. يفترض أن التظاهر ضد الحاكم المنتخب يكون في حالة فشله في إدارة الدولة بعد مضي فترة على توليه المسؤولية حتى يكون الحكم عليه موضوعيا، ثم من خلال صندوق الانتخابات يتم شده عن الكرسي غير مأسوف عليه. لو عقدنا مقارنة بين النماذج التي ذكرتها من المحتجين قاطعي الطريق وسارقي أغطية بالوعات الصرف الصحي وأعمدة الإنارة، وبين الداعين لمظاهرات اليوم سنجد الكفة تميل لصالح «البلطجية»، إنهم أشرف وأنقى وأطهر وأكثر عزة وكرامة من السادة الداعين للخروج في شوارع القاهرة اليوم، والمطالبين بحرق مقار جماعة «الإخوان المسلمين» عقابا لها على التزامها الطرق الشرعية وتقديمها مرشحا للرئاسة انتصر على مرشح «الفلول» الذي وضع عليه قادة مظاهرات «24 أغسطس» الأمل لإعادة عصر مبارك.قد تبدو مظاهرات اليوم لمن لا يعرف حقيقة المشهد المصري من القراء العرب بمثابة احتجاجات جماهيرية على حكم الرئيس محمد مرسى، لكن نظرة على قادتها والداعين إليها وداعميها والمشاركين فيها ستكشف أنهم بقايا نظام فاسد يلفظ أنفاسه الأخيرة. الداعون للتظاهر هم: نائب سابق بمجلس الشعب اسمه «محمد أبوحامد»، وكائن تعس ينسب نفسه للإعلام يدعى «توفيق عكاشة»، ثم النائب السابق والصحافي مصطفى بكري وهو قد يكون معروفا خارج مصر لصلاته بعدة أنظمة ودفاعه عن قتلها لشعوبها، وأخيرا رجل أعمال اسمه «رضا إدوارد». أما الداعمون فهم رجال البزنس الذين استفادوا من عطايا نظام مبارك وكونوا ثروات من الهواء. هؤلاء يرسلون عمالهم الغلابة في أوتوبيسات مع صرف بدل «تظاهر» لهم. وسبق أن شحنوهم لتأييد مرشح «الفلول» أحمد شفيق الذي بعد سقوطه قال إنه ذاهب ليعتمر، ولم تظهر له صور إلا في «مولات» أبوظبي، ولم نسمع أن قافلته حلت في الأراضي المقدسة. سأبدأ من آخر القائمة «رضا إدوارد» استخدمه نظام مبارك في إسكات صحيفة «الدستور» شديدة اللهجة في المعارضة، استغلوا أزمتها المالية ودفعوه لشرائها في صفقة مشبوهة لعب دور العراب فيها زميله رجل الأعمال السيد البدوي رئيس حزب الوفد «المعارض الديكوري» وصاحب شركات دوائية وعدة قنوات فضائية. ومن يوم شراء الرجل للصحيفة جعلها بوقا للنظام ضد «الإخوان»، أحد صحافييها أقسم لي أن المعلومات الكاذبة التي ينشرها الرجل وتتصدر الصفحة الأولى في صورة منشورات ركيكة الصياغة وتمتلئ سبا وقذفا في حق الرئيس «مرسي»، يمليها عليه ضابط أمن دولة، والآن يصرخ الرجل ويدعو للتظاهر ضد الرئيس «عدو الحريات» بعد تقديم بلاغات من مواطنين استفزهم التحريض على الفتنة الطائفية الذي يقوم به المذكور بترويجه مزاعم عن مخطط «إخواني» لتهجير الأقباط وأصحاب الفكر. أما ثالث الداعين للتظاهر «مصطفى بكري»، فتاريخه معروف ومسجل صوتا وصورة في خدمة مبارك ورجاله، لعب دور المعارض المصنوع الذي لم يكن يعارض السلطة، بل يعارض المعارضة، يتلون مثل «الحرباء» كل ليلة للاستفادة من أي سلطة. لما وجد أنه سيكون بلا دور في العهد الجديد لافتضاح أمره أصبح عاصفة ترابية في وجه الرئيس. وكعادته مارس هواية «التلون» فبعد تصريحاته الداعية للخروج ضد الرئيس، عاد ونفى أي صلة له بمظاهرات اليوم، لكن ألاعيبه لم تعد تخيل على أحد. ثانيهم «توفيق عكاشة» من أعضاء الحزب الحاكم «المنحل»، عضو سابق بمجلس الشعب وصاحب الصورة الشهيرة لـ «تقبيل» يد سيده صفوت الشريف كبير رموز نظام مبارك، أنشؤوا له قناة فضائية لخدمة مشروع توريث الحكم لجمال مبارك، ظهوره على الشاشة وحمله لقب «إعلامي» هو عار على العاملين بالقطاع، فلا قواعد مهنية أو أخلاقية يلتزم بها، برنامجه عبارة عن «مكلمة» من الشتائم ووصلات السب والقذف ضد رموز الوطن، لم يسلم أحد من بذاءات لسانه، أهدر دم الرئيس وخرج مؤخرا في برنامج تلفزيوني استضافوه فيه ليتفاخر بعلاقته مع الإسرائيليين وبزيارته للكيان الصهيوني، ويقول إن المسلمين ليس لهم حق في القدس إلا في المسجد الأقصى. أما أولهم «محمد أبوحامد» الذي يدعي الليبرالية، فقد استنجد بالعسكر ليقوموا بانقلاب ضد الرئيس الشرعي ،ومؤخرا زار لبنان وجلس بين يدي «سمير جعجع» المدان بالتخابر مع إسرائيل وبطل مجزرة «صبرا وشاتيلا» الرهيبة، وألقى على مسامعه خطبة عصماء، وصفه فيها بالقدوة والملهم للثوريين العرب! هؤلاء هم الداعون للتظاهر اليوم ضد «محمد مرسي»، وبالتالي هم بتركيبتهم يقدمون أكبر خدمة ودعاية للرئيس، لو أيدوه سيمثلون أكبر»إهانة» له، «شرف» كبير لـ «مرسى» أن يحتجوا عليه ويدعون لإسقاطه.يبدو أن صورتهم كانت ماثلة أمام صاحب الحكمة المأثورة: «وإذا أتتك مذمتي من ناقص، فهي الشهادة لي بأني كامل»!!

التعليقات