مصر الكبرى
عزيز نور يكتب … أنا أنافق إذًا أنا موجود !
هل رأيت منافقا يتسول ؟ لا، لأن النفاق عملة لا تفنى و صالحة لكل الظروف.. لا تتعجب إذا وجدت من نافق مبارك و العسكر ينافق الإخوان .. الوصفة سهلة : امدح القوي و هاجم الضعيف .. لا تصدق أن القوي لا يحب النفاق لكن صدق بأن بعض الأقوياء يشبعون منه .
أستطيع أن أمدح مبارك قائلا أنه حقق الاستقرار لمصر وضاعف عدد الكباري و الحافلات و عدد شبكات الصرف الصحي و محطات المياه و الكهرباء و ازداد متوسط عمر المواطن المصري من بضع و ستين إلى بضع و سبعين و أدخل مصر نادي أصحاب الأقمار الصناعية و أصبح امتلاك الخط الهاتفي سهلا مقارنة بالماضي و مصر في عصره مرضي عنها من كل العرب .. و سهل طبعا أن أبرر حصار غزة بإنكاره و التحريض ضد الفلسطينيين و ضد الإيرانيين و أن أحذر من حملات التبشير الشيعية الإيرانية و أن أذكر دائما بأن تعاطفنا مع القضايا العربية جلب لنا الكوارث أبرزها النكسة وبالتالي فإن مصر فعلت أكثر مما هو مطلوب منها وضحّت بخيرة شبابها .. أما غرق العبارات و تصادم القطارات فليس مسئولية الرئيس بل إن الرئيس يعاقب كل مقصر أما انهيار التعليم و الصحة سببه المجانية و نحن دولة فقيرة !!أما الغلاء و الاحتكار سببه أزمة عالمية ، و ضياع كرامة المصري المغترب أكذوبة أما التعذيب فغير موجود و لم يقصف قلم و مصر في أزهى عصور الحرية بدليل الإعلام الذي لا يكف عن نقد الحكومة يوما ، أما الفساد فعلى من لديه مستندات فليقدمها للنائب العام و القضاء شامخ مستقل ، و المعارضة تعارض لكسب شعبية و ليس لديها شعبية و من يقاطع الانتخابات فهو يعلم أن الشعب يريد الحزب الوطني .. أما الإخوان لديهم اتصالات سرية مع أمريكا و تاريخهم زاخر بالاغتيالات السياسية أما كفاية و 6 أبريل فهما حركتان تتاجران بمشاكل الناس و أفكارهما غريبة على المجتمع المصري و إذا كانوا ينادون بالديمقراطية الأمريكية فلينظروا إلى العراق الذي خرج من التاريخ.أما جمال مبارك فهو مواطن مصري و انتسابه للرئيس ليس سبة لحرمانه من حقوقه السياسية و لماذا لم يعترض أحد على خلافة جورج بوش لوالده .. والجملة الشهيرة المؤامرات تحاك ضد مصر تهدف للنيل من استقرارها و علينا تفويت الفرصة على الحاقدين و طبعا لا ننسى نصيب قطر و الجزيرة من الاتهام بالحقد على مصر والسعي لسرقة دور مصر " الريادي " – لو كتبت الزبادي لكنت مخطئا لأن الزبادي مفيد – في المنطقة و اتهام الكاتب الكبير حسنين هيكل بأنه يقول ما تمليه عليه قطر لأنها أعادته للأضواء !! أزمة منافقي النظام السابق أنهم لم يكونوا أذكياء بما يكفي لجعل أكاذيبهم منطقية و رغم امتلاكهم للمال إلا أنهم لم يسعوا لإنفاقه في تعلم الدعاية و لا في البحث عن منظرين للنفاق و لا في الاهتمام باستقصاء هل نفاقهم مقنع للجماهير أم لا .. أما العسكر فهم حماة الثورة و حماة مصر و هم أصحاب البطولات في أكتوبر ؛ لم يقتلوا الثوار لا بالدبابات و لا بالطائرات و هم من أجبر مبارك على التنحي رغم أنه من عينهم و رغم أن المؤسسة العسكرية منضبطة تدين بالولاء للقائد الأعلى لكنها أخرست المشككين بانحيازها للشعب .. استلم العسكر حكم مصر و هي منهارة اقتصاديا و أمنيا و لا توجد مؤسسات تحمل المسئولية و كل أجهزة المخابرات العالمية تريد اختراق مصر و دس الجواسيس و العملاء و " للأسف " يوجد من يخدمون أعداء مصر عن غير قصد بهدمهم للمؤسسة العسكرية دون قصد – أيضا – و تعهد العسكر بتسليم السلطة و تنظيم أول انتخابات نزيهة في تاريخ مصر و لا أحد ينكر وجود مخططات تقسيم مصر ، و علينا شكر الجنزوري على حماية الاقتصادالمصري من الانهيار .أما الإخوان المناضلون حماة الرسالة و الوطن الإخوان الذين حوربوا لتمسكهم بالحق و لم يخضعوا لا بسيف المعز و لا بذهبه .. حاربهم الملك و الانجليز و ناصر و مبارك و زال كل هؤلاء و بقي الإخوان .. إن ذلك لعلامة على انتصار الحق و قرب استعادة الأمة الإسلامية لأمجادها و قد جاء في الحديث النبوي أن الإسلام بدأ غريبا و يعود غريبا ، و أن يرأسنا حافظ للكتاب لهي نعمة لم نحلم بها .. أقر بأني هاجمت الإخوان قديما لكن التوبة كالإسلام تجب ما قبلها و أرجو أن تنشرح صدوركم للإسلام و أن تدعموا الإخوان المسلمين .. إننا جربنا كل النظم العلمانية اليمينية و الشيوعية و كلها قادتنا للضياع .. إن فوز الإخوان بالانتخابات دليل على تدين الشعب و وعيه و عدم تأثره بالإعلام العلماني المحتشد ضد حماة الدين .. أرأيتم عبدة ناصر العلماني عدو الإسلام ماذا يقولون تعليقا على جملة الرئيس التقيّ مرسي " و ما أدراك ما الستينات " ؟ إنهم ينكرون الشمس في كبد السماء ! ينكرون الاستبداد و التعذيب و محاربة الدين و محاولة زرع "التفرنج" و تشجيع الأفلام الماجنة إلى أن أتت جماعة الإخوان المسلمين المباركة و أعادت المجتمع إلى دينه الحنيف .. أتعلمون يا إخواني لماذا يكره العلمانيون و الليبراليون و الشيوعيون حكم الإخوان ؟ لأنهم يعلمون أن الإخوان سيطهرون البلاد من نجس الفجور و الفحشاء و نحن لم نرد فضح أحد لكنهم فضحوا أنفسهم و ننصح هؤلاء بالتستر فكل الأمة معافى إلا المجاهرونبالمعاصي و نرجو لكم الهداية .. إن أعداء الدين مغترون بالصبر عليهم بل يدّعون أننا نضيق عليهم مع أننا منحناهم حرية لم يحلموا بها في كل العصور .أقول للإخوان سيروا للأمام و لا يثبطنكم أحد و إن تخاذلتم في رسالتكم فإنكم بذلك تخونون الأمة و تضيعون حلمها الذي انتظرته لعقود بل لقرون، المسلمون و الأقباط معكم و إنني لأخشى أن يعتنق كل الأقباط الإسلام منفرط عدلكم فيقول أعداء الدين أنكم رشوتموهم بالزيت و السكر !! .. من يخشون من أخونة الجيش و القضاء أين كانوا أيام الحكام العلمانيين الذين كانوا يستبعدون الكفاءات لتدينها و يأمّرون الجهلة أحباب الصهاينة ؟ ….
أتمنى أن أكون قد ذكرت أقصى ما يمكن قوله في تأييد الإخوان ، و انتظروا تهميش الثورة أو تسميتها بالإسلامية!