مصر الكبرى

01:09 صباحًا EET

جولة إيرانية في تل أبيب

قام الكاتب الإيراني سوهراب أمهري بجولة تنكرية إلى تل أبيب عاصمة المحرقة  حيث مولده في الدولة اليهودية التي تشهد حربا باردة بينها وبين إيران وعلى وشك أن تتأجج  .

سألتني ضابطة الأمن بلغة انجليزية يغلب عليها اللهجة الإسرائيلية  "إلى أي الجماعات في بوسطن تنتمي يا سيدي؟"أجبتها "ولا جماعة ".يعتبر مثل هذا التساؤل عاديا للقيام بإجراءات الزيارة  ,ورمقتني بنظرة شك عندما أمسكت بجواز سفري الأمريكي ,والذي يحدد إيران محل ميلادي ,ورددت بينها وبين نفسها "لكن هل هناك أي شئ يدلنا على  أنك كنت تحضر الصلوات بالمعبد من وقت لآخر  في بوسطن ؟أو بالتأكيد لابد أن والديك ينتميان إلى المعبد اليهودي ."هززت رأسي ."في الواقع ,أنا لست يهوديا ".“"وهو كذلك ,وأضافت قائلة مشيرة إلى مكاني حيث أقف,من فضلك قف على اليمين هنا ثم هرعت إلى ضابط طويل القامة –من المفترض أنه المشرف عليها رغم انه لا يتجاوز السادسة والعشرين من العمر.تمتم الاثنان بكلمات قليلة لم أتمكن من سماعها ,ومع ذلك لا يحتاج  المرء إلى ذكاء لكي يفطن إلى  مدى التغيير  :رجل مسلم ينحدر من عاصمة المحرقة متنكرا ويسعى إلى دخول الدولة اليهودية في وقت توشك فيه الحرب الباردة بين إيران وإسرائيل أن تلتهب وحياته بين قاب قوسين إذا ما قام بالجهاد من أجل الدين . كلا ,انه لا ينتمي إلى  أي  طوائف دينية وعاد الضباط استجوابه يستكملون استجوابي :وسألوني عن الهدف من زيارتي؟ هل قام شخص ما آخر بإعداد حقائبي؟هل اعرف مدير اللجنة الأمريكية اليهودية بصفة شخصية ؟(  (ولقد قمت بهذه الزيارة كفرد ضمن وفد المفاوضات من المركز الأمريكي اليهودي )وحاول عضو آخر كان معنا في الرحلة أن يفرض نفوذه كيهودي ليتدخل لصالحي وقال للضباط :."ايه ,أعرف هذا الشخص ,"نحن        أصدقاء"إلا أن الأمور صارت بطريقة إلى الأسوأ عندما اضطر,واضطرب قلبي ,وارتعش صوتي  وكان معبرا عن حالتي النفسية وعودتي إلى ذكريات المكان الذي ولدت به بعد غياب استمر عقدا من الزمان — كل هذه الإجراءات ونحن مازلنا في نيويورك في مطار جون اف كنيدي .في نهاية الأمر,سمحوا لي بدخول البوابة وأن أكون على متن الطائرة المتجهة إلى تل أبيب . وبعد سنوات من السفر بجواز    سفر إيراني—-فإذا أردت أن تسافر إلى بيونج يانج ينتابك الرعب ,لكن على النقيض من ذلك——-بل من أفضل الأمر  أن أحصل  على جواز سفر أمريكي وأن أصير حاملا ذا قلت  أنني لم أستاء من هذا الاستجواب القاسي الذي أجروه علي في شركة العال ,ناهيك عن طول الانتظار في مطار بن جوريون . لكن علي أن أضع الأمور في منظورها الصحيح .إيران وإسرائيل على شفا الحرب.وهذه شهادة مني على مستوى الانفتاح والثقة اللتان تتمتع بهما الدولة اليهودية وأن استجوابي لأتمكن من دخول تل أبيب تم في غضون عشرين دقيقة وفي مثل هذه الظروف بين البلدين. ولو ظننت أن الأمن في إسرائيل جافا  معاملته,عليك أن تجرب الدخول والخروج —من طهران بجواز سفر إسرائيلي. وعندما وجدت نفسي  أطوف  في شوارع تل أبيب على قدمي,شعرت بدفء الناس وباقترابي من البحر المتوسط محوت التوتر الذي واجهته في المطار من الأمن .

التعليقات