مصر الكبرى
محمد الأسواني يكتب … الفساد يكمن في الموائمات الاضطرارية
إن الموائمة ما هى إلا وسيلة تفاهم تخضع لظروف إستثنائية و على أساسها يتم الموافقة على أشياء بين المتعاقدين أو المتعاهدين و في غالب الأمر ما تكون خارج نطاق قناعاتهم وقد يحسبها البعض على كونها هدنة محارب وقد حدث مثل تلك التفاهمات أو الإتفاقيات بما لا يُحصر ولا يُعد على مر التاريخ البشرى
وقد أرشدنا التاريخ بأن الموائمات سرعانا ما تنهار بعد حين من الزمن الغير طويل الأمد وهذا راجع لسبب الإضطرار حيث يكمن الخوف من الأخر ، ولهذا يكون عدم الرضى لان جميع الجالسين على طاولة المفاوضات يرتدون الأقنعة وهم يدركون ذلك وهذا ما يعجل بأن تكون الإتفاقيات مآلها الفشل لأن ما في الباطن مغاير لما هو في الظاهر لأن إختلاف المشارب والغايات لا تخفى على المتصارعين والمتنافسين على حلبة السياسة و لهذا أنوه بأن لا نلجأ لمثل تلك الأساليب التى يعلم بها كل من له بصر و بصيرة حيث النويا مُرادها فقط قضاء المصالح المؤقته التى قد لا تسمن ولا تغنى عن جوع و حالما تحينت الفرصة و قوى طرف على الأخر سينقض كالصقر الجارح على خصمه وبهذا نكون قد عُدنا جميعا إلى المربع الأول وهو المواجهة الحاسمة ! إذن يمكننا القول بأن فكرة الموائمة ما هى إلا وسيلة للغير منتصرين أو أولائك الذين يعيشون تحت وضع قهرى ، وعندما نعود إلى حال مصر الأن سنجد بأن رئيس مصر العربية في وضع لا يحسد عليه وله من الخيارات التى نرى أحسن ما فيها مُر كالعلقم و أما أن يقبل بسنن التاريخ و يسير في طريق التدرج البطيئ ومن ثم يخضع لإستمرار الفساد حيث الحرب الغير حاسمة على أربابه والعجز هنا مرده إنه قبل بالموائمة بينه و بين بقايا نظام كان أهم سماته إن يكون فاسد بكل المقاييس ، أو كان عليه أن يدخل في صدام غير محسوب ، وما أراه الأن هو إن الرئيس وحزب الحرية والعدالة أصبحا على سفينة بلا دفة وهم مضطرون للإبحار لأنهم يعلمون بأنهم على غير مرفأهم وإن الوقوف طويلا على مرسى تتلاطمه الأمواج العاتية سيفقدهم الثقة في أنفسهم و من ثم تندحر قاعدتهم الشعبية وكل هذا بسبب ما لاقياه من هجوم سرش من العصابات الإنتفاعية الغير راغبة في التغير وضف إلى ذلك التيارات السياسية التى تحمل رؤى قد تكون إيجابية ولكنها غير ناضجة وضف على هذا وذاك ماكينة الإعلام المدمرة التى تخيف الجميع من هجوم عدوانى من الأعداء الإستراتيجين ( إسرائيل وأعوانها ) بما دفعهم كحزب ناجح في إنتخابات الرئاسة إلى أن يلجأ لإسلوب ( الموائمة ) والقبول بحكومة جل أفرادها ليسوا هم ممن خططوا لمشروع النهضة المرتقب و بالتالى يضطر الإخوان السير في طريق لا ثانى له وهو مراضاة جميع الفرقاء على حساب طموحهم السياسي ومشروعهم النهضوى وهكذا يتم تأخير الخطة إلى أن يحدث الله أمرا كان مفعولا ، والأن علينا أن نضع اللقطات بجوار بعضها البعض كى تتضح الصورة وهى أما أن يتعاطف الجميع مع القيادة السياسية المتمثلة في الدكتور محمد مرسى فيتغلب الخير على الشر أو نتركه وحيدا ومن ثم يلتهم أهل الشر مستقبلنا الذى كافحنا من أجل أن يكون لنا وطن نعيش فيه بلا خوف وكرماء ، ونمتلك فيه معيشتنا ، إذن الثمن المطلوب هو أن نصمد بجوار الحق و علينا أن نقاوم الفلول على أن لا يعودون بمصر إلى الوراء وفي تلك الحالتين نبرهن بأن الموائمة غير مجدية ولهذا ندعوا أنفسنا على أن يكون هناك خط موازى للواقع المرير كى نؤسس فيه للغد المشرق وإن اصبح في ظل حكومة مؤقتة كى نصنع البدائل لهيكلة الحكومة المصرية وعلى الرئيس أن يستعيد ثقة أنصاره ويعلن الشفافية بينه وبينهم وأن يزيد من خطوط التواصل ويكثف من الزيارات الميدانية وأن يستقطب كل من شاركوا في الثورة كى يشعرون بأن لهم موضع قدم في البناء معه ويدا بيد من أجل مستقبل واعد ويجعل منهم مرجعيته للمشورة ويكسبهم ثقته ورعايته بما يدفع بهم إلى أن يكونون عون له ضد كل من أفسدوا في البلاد لأن ثورتنا قامت لمحاربة القهر والفساد الممنهج وبهذا يمكن لرئيس مصر العربية أن يقصر الطريق والوقت كى يتخلص من عبئ الموائمة التى ما إذا أستمرت لفترة أطول سينفذ عبرها بقايا العصابات التى حكمت مصر طويلا ولهذا أقول بأن الموائمات هى الطريق المسدود للمستقبل والحل هو أن نُعد العدة ولا نتراخى ولنُدخل الكوادر الثورية في أروقة الدولة ولتكن ورش التأهيل مفتوحة الأبواب ليل نهار كى يحدث الإحلال الطيب مكان الخبيث .