مصر الكبرى

09:32 مساءً EET

أحمد حمدي يكتب … النائب القبطي .. وشرعية الرئيس !

وقفت مذهولاً وانا اقرأ صياغة خبر علي شبكة (رصد الإخبارية) المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين , وهي تصيغ خبراً عن إحتفالات الأقباط بالسيدة العذراء بقرية درنجة بمحافظة أسيوط , حيث كان عنوان الخبر ( إختناق مرورى بقرية درنكة نتيجة إحتشاد المواطنين بجبل العذراء لحضور مراسم الإحتفال بالسيده العذراء ) !

   واستفاض الخبر في الحديث عن الشلل المروري التام الذي أصاب القرية التعيسة بسبب هؤلاء الذين قرروا أن يحتفلوا بمناسبتهم الدينية !
 ما هذا العبث ؟ إلي أين نتجه ؟ أهذه هي أهداف الثورة .. أهذا هو من قامت الثورة من أجله ؟
 ثم ما رأي شبكة رصد الإخبارية في الحشود التي تملأ التحرير تأييداً لقرارات السيد الرئيس ؟!
  ألم تعطل تلك الحشود مصالح المواطنين ؟ ألم تُحدث تلك الأعداد الحاشدة إختناقاً مرورياً في قلب العاصمة ؟
   إلا إذا ما اعتبرت شبكة رصد الإخوانية أن من يحتشد في التحرير هو مجموعة من المؤمنين الأنقياء .. الذين من فرط نقاء سرائرهم وسموّ ضمائرهم وشفافية أجسادهم  , يسمحون بعبورالمارة من بينهم  وسط أرواحهم التي ( تهفهف ) في المكان !
ثم إن الحديث عن العنصرية الشديدة التي إتسم بها خبر شبكة رصد الإخوانية يدفعني إلي طرح تساؤلاً .. لا أدري لماذا يتجاهله الجميع وكأنه السؤال الحُرُم !
أين النائب القبطي الذي وعدت به يا سيادة الرئيس ؟
ألم يعد الرئيس مرسي أثناء فترة دعايته الإنتخابية بنائب قبطي حال نجاحه وتوليه مقاليد الأمور ؟!
أم أن هذا الطرح لا يلائم الوعود التي تم تقديمها لرجال التيارات السلفية والدعوات الإسلامية ؟
   والواقع أن هذا التساؤل يدفعني للإستفهام عن شرعية السيد الرئيس .. فماذا لو أن مواطناً مصرياً قبطياً كان أو مسلماً , ذهب لإنتخاب المرشح الدكتور محمد مرسي لأنه وعد بتعيين نائباً قبطياً , وهو ما يراه الكثيرون (ولست منهم) أن من شأنه إحداث حالة من الوحدة الوطنية وإرساء مبادئ أن مصر لجميع المصريين .. فما الموقف الآن وقد تخلي الرئيس عن وعوده ؟ وما مصير تلك الأصوات التي حظي عليها نتيجة لوعودٍ (غير صادقة) !
   فالحقيقة أنني أفهم مثلا أن يعد الرئيس بزيادة الحوافز والعلاوات , ثم لا يتحقق ذلك فيكون هذا بسبب ظروف لحظية ومستجدات واقع نعيشه .. أو أنه يتحدث عن الإهتمام بالخدمات العامة ثم تنقطع الكهرباء باستمرار فنتحدث عن زيادة الإستهلاك والمهدرات في الطاقة المصرية , فتلك كلها أمورٌ نسبية ومرتبطة بواقع إقتصادي محلي وعالمي ..
   لكن أن يعد الرئيس قُبيل نجاحه بتعيين نائب قبطي ثم يتخلي عن وعوده بعد نجاحه ! فهذا مالا أفهمه علي الإطلاق ..
فتنفيذ الرئيس لوعده بتعيين نائب قبطي هو كالمسألة الحسابية ( 1+ 1= 2 ) !
  وكيف لنا أن نصدق الرئيس في وعوده النسبية .. إذا كان لا يفي بوعوده القاطعة الواقعة الملموسة !
ماذا عن شرعية رئيس .. لا يقول الحقيقة ؟

التعليقات