مصر الكبرى

07:37 صباحًا EET

هل انتهت المرحلتان؟!

مفاجئ توقيت وسرعة إزاحة أبرز خمسة من قيادات المجلس العسكري في مصر، عندما أطاح بهم الرئيس المصري محمد مرسي، الذي لم يمض في الحكم سوى نحو أربعين يوما. ومن المؤكد أن نزلاء سجن طرة، حيث يعتقل رموز النظام المصري السابق، سعداء وهم يسمعون بتنحية المشير طنطاوي، وكذلك سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة. فهم يلومون المشير طنطاوي ويقولون إنه انقلب عليهم إبان أيام الثورة، وهو الآن يتجرع نفس الكأس، حيث انقلب عليه أول رئيس منتخب.

مرسي، الذي كان يوصف بالضعف ويحكى أنه ظل لقيادات إخوانية، أثبت أنه أقوى مما يبدو عليه، إلى درجة أن قراراته الأخيرة أسكتت كثيرين من نقاده خوفا أو إعجابا. ومع أن إقصاء خمسة من كبار جنرالات مصر مفاجأة صادمة، وقبلها كان قد أقال رئيس المخابرات المصرية، ورغم استعراض القوة الباهر هذا، فإن حكم مصر مهمة عسيرة جدا.
الآن، مرسي وحكومته مسؤولون مسؤولية كاملة ومباشرة أمام مواطنيهم، بعد أن سقطت أهم المبررات التي كان يمكن استخدامها لتبرير أي عجز أو تقصير، من الأمن إلى الخبز والحريات. لم يعد هناك مجلس عسكري، ولا أمن مركزي ولا فلول أساسيون من نظام مبارك يمكن أن يلاموا. وها هي بداية التحديات مع توصية صندوق النقد الدولي بتخفيض سعر الجنيه، الذي سيعني لاحقا انخفاض مقدرات المواطن المصري الشرائية.
وكما كتبت بعد فوز مرسي، إنه خيار أغلبية المصريين، وعلينا أن نقبل بهذه الحقيقة وتتعامل معها فترته الرئاسية حتى يحين موعد الانتخابات اللاحقة ويقرر الشعب المصري من يريد انتخابه حينها.
ولا أستطيع أن أدعي أنني أعرف وزير الدفاع الجديد، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، إلا أنني زرته قبل بضعة أشهر عندما كان رئيسا للاستخبارات العسكرية، ضمن زيارات التقيت خلالها أيضا عددا من القيادات السياسية، بما فيها ناصرية وإخوانية ووطنية أخرى. وبحكم التربية العسكرية، فإن معظم أبناء المؤسسة العسكرية محافظون في التعبير عن آرائهم. وقد تحادثنا لأكثر من ثلاث ساعات ولم أجد لديه ميلا للعمل السياسي أو مواقف واضحة محددة تجاه القضايا والنقاشات التي سادت الساحة المصرية. وما دام أن صفحة الجيش على «الفيس بوك» أكدت أن المجلس العسكري ليس راغبا في العمل السياسي وأنهم سلموا «الأمانة» وسيعودون إلى عملهم الذي دربوا عليه؛ حماية التراب.
هل انتهت بذلك المرحلتان، الثورة والانتقال إلى الحكم المدني؟ من الصعب التصديق أن ميدان التحرير، مكانا وفكرة وثقافة، سيقبل بالتخلي عن المعارضة، لكن من يدري. قد تكون الثمانية عشر شهرا الماضية قد استهلكت الطاقة الاحتجاجية.

التعليقات