مصر الكبرى

04:56 مساءً EET

ستيف جوبز

أعلنت شركة آبل الأمريكية رائدة صناعة أجهزة الكومبيوتر والهواتف المحمولة عن وفاة أحد مؤسسيها ورئيس مجلس ادارتها السابق ستيف جوبز بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر يناهز 56 عاما،من هو ستيف جوبز ؟

يعتبره البعض مُخترعاً ويعتبره آخرون أحد أنجح رجال الأعمال في العالم،بينما يعرفه أغلبنا على أنه الرئيس التنفيذي لشركة آبل قبل أن يستقيل منها في أغسطس آب الماضي  بعد أن تدهورت حالته الصحية.
كان جوبز في إجازة مرضية منذ يناير 2011 بعد إصابته بورم في البنكرياس،لكنه اضطر للاستقالة بعد تدهور حالته الصحية بشكل يؤثر على أدائه لعمله بنفس الوتيرة.
لكن ما قصة هذا الرجل؟ وما سبب هذه الشعبية الجارفة التي يحظى بها؟ دعونا نتعرف على مشاهد من حياة ستيف جوبز لنشاهد قصة نجاح مُلهمة لرجل شارك في تغيير العالم من حوله.
لنبدأ بمعلومة قد تكون مفاجئة للكثيرين وهي أن جوبز الذي يعد أحد أنجح رجال الأعمال في العالم لم يدخل الجامعة،دخل لفصل دراسي واحد لكنه رسب فيه فترك الجامعة قائلاً : “بعد ستة شهور لم أجد لها قيمة. لم يكن لدي تصور عن الهدف الذي أريد تحقيقه في حياتي،ولا عن فائدة الجامعة في تحقيق هذا الهدف، كما أنني أنفق كل ما ادخره والداي طوال حياتهما،ولذلك قررت التوقف. لقد كان الأمر مخيفاً وقتها، لكنني أرى الآن أنه أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي”!
التقى ستيف جوبز بمهندس الكومبيوتر والمبرمج ستيف وزنياك سنة 1970 ليصبحوا أصدقاء وليؤسسوا معاً شركة Apple في العام 1976،بدأت الشركة في تجميع وبيع أجهزة الكومبيوتر، لتقدم للعالم بعد إنشائها بعام جهاز Apple 2،الذي يعد أول جهاز كومبيوتر شخصي ناجح يتم إنتاجه على مستوى تجاري.
بدأت الشركة تكبر لتحقق القفزة الكبرى سنة 1984 حين قدم جوبز نظام ماكنتوش،الذي كان أول نظام تشغيل ناجح بواجهة رسومية وفأرة.
كانت فكرة الفأرة مع حجم الجهاز الصغير وواجهته الرسومية أمراً مدهشاً أيامها،فحقق هذا الجهاز نجاحاً وانتشاراً غير مسبوق في مواجهة إنتل وميكروسوفت،لكن لم يكد يمضي عام على هذا الإنجاز حتى نشبت خلافات وصراعات داخلية عنيفة انتهت بطرد جوبز من شركته !
كان ذلك أصعب شيء حدث لجوبز لكنه كما قال كان هذا أفضل شيء حدث له،حيث دفع ذلك جوبز لإنشاء شركة جديدة هي NeXT التي اهتم فيها بمنصات العمل ذات الإمكانيات المتطورةبدلاً من أجهزة الكومبيوتر الشخصية، ووضع من خلالها نظام برمجيات Object Oriented الذي كان الأساس لنظام تشغيل ماك الحديث !
ازداد اهتمام جوبز في هذه الفترة بأناقة التصميم التي كانت ثوريةً مقارنة بما كان موجوداً في هذه الأيام،انتقل جوبز بعدها لمرحلة جديدة في العام 1986 حين قام بشراء قسم رسوميات الكومبيوتر في شركة Lucasfilm ليحولها إلى شركة بكسار الشهيرة،والتي أصبحت بعد ذلك أحد أكبر شركات إنتاج أفلام الكارتون ثلاثية الأبعاد، لتقدم للعالم أكثر الأفلام نجاحاً في تاريخ هذه الصناعة.
كانت هذه النجاحات بدايةً لنجاح جوبز الأكبر بعودته للشركة التي طرد منها،حيث عاد جوبز في العام 1996 لشركة Apple التي شارك في تأسيسها،بعد أن اشترت Apple شركة NeXT، ليبدأ تألق الشركة من جديدمن خلال تقديم جهاز iMac.
كان هذا الجهاز هو الأول الذي يتم بناؤه وتصميمه للاستفادة القصوى من الإنترنت،استمر نجاح جوبز الذي اشتهر بمؤتمراته التي يستعرض فيها منتجات آبل الجديدة بمهارة أصبحت نموذجاً في مجال العرض والتسويق، ليأتي نجاح آبل التالي في مُنتج بعيد عن مجال الكومبيوتر.
اختار ستيف جوبز التفاحة كرمز لشركته، ويعود ذلك الى انه عمل في حقل تفاح في فترة من حياته. فوي بادئ الأمر قرر جوبز ان يكون شعار الشركة عبارة عن رسم لشجرة تفاح يجلس إسحق نيوتن في ظلها. لكن بسبب صغر حجم الصورة وعدم وضوح تفاصيلها قرر استبداله بتفاحة مقضومة، ترمز الى ثمرة المعرفة، التي قضمها آدم في الجنة، ملونة بألوان قوس قزح في إشارة الى قدرات “آبل” الشاملة.
قدم جوبز في 2001 جهاز iPod الذي أثار ضجة كبيرة حينها بحجمه الصغير وتصميمه الأنيق،فضلاً عن أنه ميّز شركة آبل من الدخول في مقارنة ومنافسة مع شركات الكومبيوتر الأخرى،وتقوم آبل بتثبيت أقدامها في عالم.
بدأت الإثارة الحقيقية بعدها في عام 2007 حين أعادت آبل اختراع الهاتف الجوال باختراعها جهاز iPhone،جهاز بسيط أنيق ومتطور..كانت هذه هي المعادلة السحرية التي يطبقها جوبز في كل منتجاته،و التي ظهرت جليةً في جهاز iPhone،ثم ظهر بعدها جهاز iPad في 2010،ليفتح عالماً جديداً هو عالم أجهزة الكومبيوتر اللوحية التي عانت فيه شركات كثيرة لسنوات دون الوصول لأي نتيجة مقنعة.
حقق جوبز نجاحات كثيرة تخللتها عثرات كثيرة كذلك،لكنه إجمالاً وبعد كل هذه المسيرة أحد نماذج النجاح التي استطاعت تغيير العالم بأسره !
ولد ستيف جوبز لأب سوري مسلم هو عبد الفتاح جندلي، وأم أميركية هي جوان سيمبسون عام 1955 في أمريكا بولاية كاليفورنيا ،خارج إطار الزواج،رفض والداه التكفل به فمنحاه إلى عائلة بول وكلارا جوبز التي تبنته.
خضع إلى عملية زراعة كبد، بعد إصابته بسرطان البنكرياس،فلم يعد قادرا على القيام بواجبات المدير التنفيذي.
استقال جوبز من رئاسة آبل في اغسطس آب الماضي  بعد أن تدهورت حالته الصحية، وقال في كتاب استقالته لموظفيه انه كان يقول دائما “اذا يوما لم يستطع فيه أداء واجباته الوظيفية فإنه كرئيس تنفيذ لآبل سأبلغكم بالأمر .. وللأسف آتي هذ اليوم”.
من أقواله الشهيرة : “لا يهمني أن أكون أغنى رجل بقدر ما يهمني أن أعود للفراش في المساء وأنا أشعر أنني قمت بشيء رائع”.

التعليقات