مصر الكبرى
نقادة عبر الحضارات مابين التاريخ والمستقبل
كتبت – هبه عبدالحميد   تعد مدينة نقادة احد أهم المدن الحضارية الممهدة لوحدة الحضارة المصريةالتي ظهرت على وجه الأرض التي أتبعت جبانات نقادة الثانية فالتقاليد السائدة فيما قبل الاسرات من دفن الموتى في الهيئة المثنية حضارة نقادة الثانية (3650 – 3300 قبل الميلاد)
تعد هي حضارة حضارة نقادة الثانية اوسع انتشارا وتقدما من الحضارة السابقة وقدوجدت اثار تدل عليها في نقادة نفسها، وفي مواقع أخرى في الشمال (في طرخان،جرزة، وابوصير الملق)، وفي الجنوب (في بلاد النوبة) في وادي السبوع، عمدا،عنيبة. قادت نقادة الثانية إلى وحدة البلاد بعد ذلك قي العصور التاريخية حيثنجد تعميقا للصلات التجارية السابقة، وكذلك بعض المناوشات بين الجنوب والشمالوقد ظهرت قي هذه الفترة أول ارهاصات للرسوم الجدارية قي الكوم الاحمر قربمدينة ادفو عام 3500 قبل الميلاد، وظهر الفخار الملون برسوم مراكب واشكالالإنسان والحيوان والطير. وتميزت حضارة نقادة الثانية انها ارست قواعد الحضارةالزراعية وبأنها خطت خطوات واسعة في الصناعات الحجرية والمعدنية، وتوسعت فياستخدام النحاس فعلي سبيل المثال وعلي بعد ثلاث كيلومترات شمال غرب نقادة, علىحافة الصحراء الغربية تقع مقبرة من الأسرات المبكرة، عـُثر عليها عام 1897.وتحتوي على ألواح من العاج, أجزاء من مزهريات وأختام طينية تحمل اسم الفرعونحور آحا وزوجته, نعيت حوتپ (وتـُنطق أيضاً *نيت حوتپ*). وصاحب المقبرة هو،أغلب الظن، مسئول محلي من الأسرة الأولى ، وقد عـُثر في المقابر المجاورة علىعدد من الألواح التذكارية من نهاية الدولة القديمة والفترة الإنتقالية الأولي، مدينة الموتى تقع ضمن مركز قوص على الضفة الشرقية للنيل.
*حجم المقابر والمستوطنات البشرية المعثور عليها في المنطقة يبين أن نقادة,ومعها جارتها طوخ الحالية, كانا بالتأكيد مدينة هامة جداً في أواخر عصر ما قبلالأسرات ، فإرتفاع شأن المدينة قد يكون سببه هو قربها من مناجم الذهب فيالصحراء الشرقية . ***
*الإله المحلي لنقادة كان ست. وقد عـُثر على معبد من الدولة الحديثة مخصص له,وقد أسهم في بنائه العديد من فراعنة الأسرة الثامنة عشر (تحتمس الأول ،تحتمسالثالث ، أمنحوتپ الثاني) ، بالإضافة إلى العديد من الرعامسة . *وبالقرب من قرية كوم الضبع ، يوجد هرم صغير, يـُسمى "هرم اومبوس المدرج steppyramid of Ombos", مبني من الحجر الغلف (غير المكسي), ويعود تاريخه إلى نهايةالأسرة الثالثة ،ويوجد بنقادةعدد من المزارات القبطيةنقادة الأولى أو العمرة
*حضارة نقادة الأولى أو العَمرة (3900 – 3650 قبل الميلاد) وقد وجدت اثار هذهالحضارة في أكثر من موقع ابتداء من مصر الوسطى وحتى الجندل الأول، وهي ترتبطحضاريا بحضارة العَمرة (جنوب شرق العرابة المدفونة بمركز البلينا بمحافظةسوهاج الحالية). فقد تميزت بوجود صلات تجارية مع الواحة الخارجة غربا والبحرالاحمر شرقا ووصلت إلى الجندل الأول قي الجنوب. كانت نقادة جبانة لاحدى المدنالمصرية الهامة وهي مدينة "نوبت" (قرية طوخ التابعة لمركز نقادة محافظة قناحاليا) والتي كانت مركزا لعبادة الإله ست. عثر في جبانة نقادة على بعضالدبابيس وادوات أخرى صغيرة مصنوعة من النحاس، أما عن مساكنهم فقد كانت بسيطةتشيد من اغصان الاشجار التي تكسى بالطين، اما مقابرهم فقد كانت عبارة عن حفرةبيضاوية قليلة العمق، وكان المتوفي يدفن في وضع القرفصاء ويلف أحيانا بجلدماعز، وشهدت حضارة نقاده تحسن صناعة الأدوات الحجرية وتطور تقنيات حرق الفخار***نقادة الثانية (3650 – 3300 ق.م) في صناعة الادوات. كما استخدمت بعض الخاماتغير المحلية مثل اللازورد، وهذا يدل على وجود صلات تجارية مع آسيا في هذهالحقبة السحيقة كما وجدت حضارة سميت باسم حضارة العَمرة ولكن اتضح أنها نفسهاحضارة نقادة الأولى. كما ظهرت حضارة الجرزة التي أتضح أنها امتداد لحضارةنقادة الثانية، وتطورت المساكن قياسا بمساكن اهل نقادة الأولى، وكانت مستطيلةوتبنى من الطوب اللبن. اما عن المقابر فقد بدت هي الأخرى أكثر تطورا عن ذى قبلحيث جرى تحديد جوانب الحفرة وتقويتها بتكسيتها بالطمى أو البوص والحصير. ثمعرفوا الطوب اللبن فبدؤا يدعمون به جدران القبور ولم يقتصر الامر في بعضالمقابر على حجرة الدفن، وانما الحقت في بعض الأحيان بحجرة صغيرة كانت مخصصةلحفظ الاواني والاثاث الجنزي. أتبعت جبانات نقادة الثانية التقاليد السائدةفيما قبل الاسرات من دفن الموتى في الهيئة المثنية، وكانوا يضعون مع الميت فيقبره الطعم والشراب والمتاع. نقادة الثالثة (3300 – 3050 ق.م) وأشار د. حواسإلى أنه تم استرداد 217 قطعة أثرية مهمة تضم أوانى فخارية كبيرة وأوانى مصنوعةمن الطين، وعليها بصمات أصابع الصانعين وهى أقدم الأوانى الطينية فى العالمحتى الآن وترجع لحوالى سبعة آلاف عام قبل الميلاد.
وكشف الأثرى خالد سعد مدير عام آثار ما قبل التاريخ ورئيس الوفد إلى أن من أهمالقطع المستردة، إناء لحفظ العطور وصلايتين "جمع صلاية حجرية"، كانت تستخدم فىصحن الألوان المستخدمة فى عمليات الزينة والطقوس الدينية، بالإضافة لفأس يدوىحجرى يرجع لبداية العصر الحجرى الوسيط "200 ألف عام قبل الميلاد"، هذا إلىجانب جزء من صندوق من العاج يؤرخ بحضارة نقادة أى الألف الرابعة قبل الميلادومجموعة من رءوس السهام الحجرية من مناطق الخطاطبة بمحافظة مطروح وترجع لحوالىمائة ألف عام.
كما تتضمن القطع الأثرية المستردة من بريطانيا مجموعة من الرحايات الحجريةالتى تستخدم فى طحن الغلال ومجموعة من المخارز العظمية التى تستخدم فى صناعةالإردية. بالإضافة إلى مجموعة من دبابيس القتال التى كانت توضع فى أدوات خشبيةوتستخدم فى القتال، وقطعة فريدة من الظران تم تشكيلها على هيئة منقار الببغاء،وكانت تستخدم فى عمل النقوش الصخرية المنتشرة على الأسطح الجبلية بالصحراءالغربية والشرقية.
وتضم الآثار العائدة من لندن خصلة شعر قديمة، ربما كانت موجودة بإحدى مقابرمنطقة نقادة "محافظة قنا – جنوب مصر" سيتم إجراء فحوصات وتحاليل الحمض النووىلتلك الخصلة من خلال جهاز فحص الحمض النووى بالمجلس الأعلى للآثار لتفسيرالكثير من ظروف معيشتهم، ومعرفة الأمراض التى قد يكونون تعرضوا لها فى حياتهموقد تم استرداد تلك الآثار من معهد الآثار المصرية التابع لجامعة كوليج بلندن،وكانت فى حيازته نتيجة قسمة نتائج أعمال الحفائر التى تمت فى مناطق نقادةوالخطاطبة وسيوه من خلال بعثات المعهد منذ أكثر من خمسين عاماً مضت.
وقد خاطب الدكتور زاهى حواس إدارة الجامعة بضرورة عودة هذه الآثار لمصر، نظراًلأهميتها فى إنشاء أول متحف لآثار ما قبل التاريخ فى مصر، هذا وقد قرر د. حواستخزين الصناديق القادمة من لندن أمس فى المخزن المتحفى بمدينة الداخلة بالوادىالجديد، وأنه سيتم تشكيل لجنة أثرية لجرد وتسجيل محتويات تلك الصناديق منالآثار، وذلك استناداً إلى التقرير النهائى الذى يتضمن محتويات الصناديق وعددالقطع الأثرية بداخل كل صندوق وتتراوح ما بين قطعة واحدة فى الصندوق الواحد(مثل إناء فخارى)، وما بين ألف وخمسمائة قطعة فى صندوق آخر، وهى تمثل أدواتحجرية مختلفة الأشكال.
كما تم الاتفاق بين سلطات الجمارك بمطار القاهرة والمجلس الأعلى للآثار على أنيتم فتح الصناديق، فى حضور ممثل الجمارك مع اللجنة الأثرية أثناء عملية فتحالصناديق وإخراج القطع الأثرية منها فى الوادى الجديد. وكان المجلس الأعلىللآثار قد نجح خلال الأعوام الستة الماضية فى استرداد أكثر من خمسة آلاف قطعةأثرية، فيما يجرى الاتصالات لعودة أثرية أخرى.
يذكر أن د. زاهى حواس سوف يتوجه للولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع المقبللتسلم واحد من أجمل التوابيت الخشبية الملونة والتى ترجع لعصر الأسرة 21 القرنالحادى عشر قبل الميلاد، والموجودة بمدينة ميامى بولاية فلوريدا وسيستلمها فىالعاشر من الشهر الجارى . كما نجح المجلس الأعلى للآثار مؤخراً فى استردادثلاث قطع أثرية من تونس وثلاث قطع أخرى من المملكة العربية السعودية.
وهنا يوجد قرية الزوايدة التي يوجد بها حمامات فرعون وهرم (جرن الشعير)وهذه الأماكن مفتوحة للدارسين والباحثين والبعثات الأجنبية فقط وكان أول منصنع الحفريات بهذه المنطقة هوا لعالم (بتري).