مصر الكبرى

07:21 صباحًا EET

مراقبة الرئيس

لماذا كل هذه الضجة التي تثار حول كل تصرف أو كلمة أو تصريح يصدر عن الرئيس مرسي العياط؟هل هذا أمر طبيعي أم أن هناك مبالغة وملاحقة وتربص؟ بطبيعة الحال الشعب الذي "اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي" فليس هينا على المصريين مامروا به خلال السنوات الماضية من حكم المخلوع ,عموما,وماكابدوه بعد الثورة ,خصوصا,فهم حذرون لايريدون ان "يلدغوا من الجحر مرتين"فهذا التربص وتلك المراقبة الشديدة لتصرفات الرئيس ليست إلا ردة فعل ورغبة في اليقظة المستمرة فالشعب لايريد أن يكرر أخطاء الماضي ويسكت على ظلم مهما كان بسيطا أو كلمة مهما كانت بريئة ولافعل حتي لو كان بحسن نية؛ فقد استفاق بعد غفوات وغفوات دفع ثمنها غاليا ولا يريد لها التكرار لذا فمراقبة الرئيس ,مع ترجيح حسن النوايا, ليس المقصود به الإساءة إلى شخصه بقدر ماهو بدافع التوجس والخوف من التيار الذي أنبثق عنه ,وهو غامض على معظمنا ومعالمه غير واضحة سوي في ثوب الإسلام الذي يرتديه _وبخاصة أن برلمانه المنحل أثار المخاوف _ أما قدراته الحقيقية في مضمار السياسة فمجهولة بالنسبة إلينا ولاثقة لنا في تمتعهم بالفطنة والحنكة اللازمتين لإدارة البلاد بأمان بمنأى عن ميولهم الحقيقية المبهمة,ونحن نريد أداءً جليًا مريحًا يبث الطمأنينة أكثر مما يريب ويخيف !

وحتي الآن لم يخرج علينا الرئيس بتصرف يزيل إبهام وغموض يحيط بموقف تياره المتناقض من حكومة د/الجنزوري مثلا وهو يمثل علامة استفهام كبيرة لدي الكثيرين..فكيف يكرم من أراد أن يسقطه من قبل ودعا أتباعه إلى التظاهر من أجل حل حكومته ومطالبتها بالرحيل لماذا لم يجب على هذا التساؤل الذي يتردد بشده في أذهاننا ,أضف إلى هذا اختياره لرئيس حكومته د/قنديل من نفس هذه الحكومة غير المرغوب فيها سلفاً ؛وكيف وهي أصغر أعضائها لديه المهارة والقدرة على الضلوع بمفرده بمسئولية وعبء حكومة من الألف إلى الياء من وجهة نظر من اختاروه ألا يعد هذا الموقف وحده كفيلاً بأن تدب مشاعر الريبة والشك لدينا حول المعايير التي يتبعها هذا التيار _المتمثل في الرئيس مرسي الآن _ومايشوبها من تذبذب وقلقلة! ناهيكم عن وزارة تظهر للعسكر فيها اليد العليا بتقلد وزارة الدفاع أحد أهم أقطاب النظام البائد ,إلى جانب الإبقاء على وزارة الإعلام التي تتنافر مع أي نظام ديمقراطي حقيقي في أي بلد تعتمده كنظام حكم لها!فهل نحن في حاجة إلى بوق للحكومة على هيئة وزارة؟ وهنا أتوجه بسؤال برئ إلى شباب الأخوان :ماهو شعورك كأخواني طالبوك بالنزول لتهتف يسقط المشير ثم وجدتهم وقد كلفوه بوزارة الدفاع ,ثم أنزلوك لتهتف ضد الجنزوري ثم اتخذوه مستشاراً وكرموه بقلادة؟! لابد من أن يبذل الرئيس ومن حوله قصاري جهدهم في محاولة لاستقطاب معارضيهم بأن يعطوهم الإجابات المقنعة والالتزام بالشفافية وهي أقصر الطرق لوأد الإشاعات في مهدها حتي تهدأ الأجواء المشحونة المعيقة لأداء الرئيس لمهامه في مناخ يسهم في إيجاد الحلول الجذرية للمعضلات الكثيرة المتراكمة علينا ,وكسب الوقت للتعجيل بها بدلاً من تضييعه في مهاترات تكذيب إشاعات باهتة تؤخر ولاتقدم ,لذا وجب تحديد آلية تهيء لاستقبال كل مايصدر عن الرئيس في حجمه وهدفه الذي سيق من أجله وليته ينسي قليلاً تياره وفصيله المفضل ويتجه بكامل طاقته إلى جموع الشعب الأبقي والأحق لمجهوداته فيبدد من أذهاننا شبح كونه من قيادي الأخوان رغم استقالته الصورية التي أعلن عنها مراراً حتي يحل علينا رئيسا محضاً خالصاً لمصرنا الغالية! ومع هذا ,لن نكف عن مراقبة الرئيس!

التعليقات