مصر الكبرى

07:24 صباحًا EET

فلسفة تشكيل حكومة قنديل

 
لأنى مقتنع تماماً انه لا شيئ يحدث عشوائيا فى مصر كان علينا ان ننظر بشئ من العمق لاول حكومة يشكلها اول رئيس منتخب فى مصر بعد ٢٥ يناير والتى كان استقبالها حتى الآن يشوبه كثير من الفتور فلا هجوم كاسح ولا تأييد شامل ربما نوع من الترقب او عدم الفهم او الريبة ، ولكنى فى محاولة للفهم وتحليل طبيعة تكوين هذه الوزارة خرجت ببعض القراءات :

اولا : رئيس الوزارة دكتور مهندس فى وسط العمر ٤٩ سنة مؤهل أكاديميا خبير فى مجاله الموارد المائية والرى وهو مجال حيوى لمصر وكادر بيروقراطى مستقل سياسيا وكلها مقومات جيدة لا تدع مجالا لانتقادات حادة ولا شك تم اختياره بدقة واعتقد انه موفق نسبيا ثانيا : ثلاثى وزارات الداخلية والعدل والإعلام واعتقد انها كانت محل الإهتمام الاول للرئيس الداخلية وكان يجب فى هذه المرحلة ان يكون وزيرها من داخل المؤسسة الأمنية ولكن بشروط وضوابط اعتقد انه تم الاتفاق عليها مسبقا مع الوزير احمد جمال الدين وانه تفهمها جيدا وتعهد بالالتزام بها وهو الأقدر على تنفيذها بحكم إلمامه بكل مفاتيح وخفايا هذا الجهاز وهو الأقدر على ضبطه طبقا للرؤية الجديدة فى مقابل منحه فرصة للالتحاق بركب النظام الجديد وغسيل الماضى .. والعدل بعد كل ما أثير حولها وحول السلطة القضائية بشكل عام وقضية القضايا وهى استقلا القضاء وتصويب منظومة الهيئات القضائية المتعددة واحيانا المتداخلة لذا جاء الاختيار دقيقا المستشار احمد مكى احد ابرز شيوخ القضاة وتيار الاستقلال وصاحب مشروع قانون الهيئات القضائية .. ثم يأتى الاعلام ورغم الدعاوى الكثيرة لالغاء وزارة الاعلام باعتبارها من مواريث العهود الشمولية وهى حقيقة الا انه تم الإبقاء عليها بل واختيار احد كوادر الاخوان البارزة من العاملين فى مجال الصحافة واحد ابرز فريق حملة الرئيس الانتخابية الإعلامية صلاح عبد المقصود ليكون وزيرا للإعلام وهو له دلالة يجب ان لا تفوت علينا ان هناك حاجة فى هذه المرحلة على الاقل لعمليات التعبئة والحشد باسلوب وزارة الإرشاد القومى ووزارات اعلام النظام على مدى سنواته الستين الماضية ..ثالثا : انشاء وزارات مستحدثة تعود أيضاً لتراث النظم الشمولية هى بالتحديد وزارة الشباب ووزارة الرياضة والمتعارف عليه انها وزارات وظيفتها الحشد والتعبئة الموجهة لم يعد لها وجود فى النظم الديموقراطية وايضا لم يأتى إنشائها عشوائيا ولكن لم يتم التركيز عليها إعلاميا لتمريرها بهدوء .. وشغل الرأى العام بوزارات اخرى من تلك التى تسمى عبثا وزارات سيادية !   اعتقد ان تلك المجموعة من الوزارات كانت هى الأهم بالنسبة للرئيس فى تشكيل الوزارة  رابعا : باقى مجموعة الوزارات التى تصور البعض انها الأهم وانشغلوا بها لا تعد ان تكون وزارات مهنية تخصصية لا علاقة لها بمفاصل الدولة وبيروقراطيتها العتيدة سواء كانت الدفاع او الخارجية او التجارة والتموين وغيرها رغم أهميتها الكبيرة فالتعامل معها سهل طالما تمت السيطرة على مفاصل الدولة الحقيقية   مرة اخرى لا شيئ يحدث عشوائيا فى مصر .. افيقوا يرحمكم الله 
 

التعليقات