مصر الكبرى

07:10 صباحًا EET

مصطفى يونس قزاز يكتب : حرب العاشر من رمضان من وجهة نظر المعارضة الإسرائيلية

 
بعد مرور قرابة أربعين عاما علي الانتصار المصري العظيم على إسرائيل في حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973؛ مازال البعض في إسرائيل يرفض التسليم بالوقائع والنتائج التي تحققت علي الأرض، فهم لا يريدون أن يصدقوا أن مصر انتصرت وحققت أهدافها؛ حسبما يذكر مؤرخو إسرائيل العسكريون أنفسهم.

فهل من الممكن بعد كل هذا الوقت أن تظهر معلومات جديدة تغير التصورات الثابتة عن تلك المعركة، وعن أسرارها؟ هل يمكن الوثوق بشهادات مُفادها أن حرب أكتوبر إنما كانت عملية تواطؤ مشتركة نفذتها كل من مصر وإسرائيل والولايات المتحدة بالاتفاق والتنسيق المسبقين فيما بينها، وتقاسم الأدوار في تمثيلية عسكرية سياسية؟لعل المعلوماتِ المعروفة عن حرب العاشر من رمضان السادس من اكتوبر1973 كثيرة ٌ لدرجة يصعب معها أن نتصور ظهور معلومات جديدة – من حيث المبدأ- عن تلك الحرب، إلا أن الصحفي الإسرائيلي المعارض إسرائيل شامير توصل إلى استنتاجات مثيرة جدا، ويرى شامير أن زعماء مصر وإسرائيل والولايات المتحدة قد أقدموا عام 1973 على توفق جعلهم يبلـّغون بعضهم البعض بالخطط الحربية سلفا، فيما كانت العمليات القتالية في سيناء مجرد مسرحية دموية. ذلك لأن المصريين عبروا القناة – كما يؤكد شامير- بموافقة سرية من القيادة الإسرائيلية العليا، فيما كانت الضربة الجوابية الإسرائيلية، بدورها، قد نسقت سرا مع الرئيس أنور السادات. وبناء على هذه الرواية- لو صدقناها- يستنتج أن السادات أقدم منذ البداية على خيانة حليفته سورية، وكذلك ترك الدبابات الإسرائيلية تتقدم نحو قلب مصر، وعرّض جيشه لضربة العدو، كل ذلك من أجل الصداقة مع أميركا عبر توقيع الصلح مع إسرائيل.
هذه الاستنتاجات التي تغير التصورات الشائعة عن تلك الحرب، والتي توصل إليها شامير-كما يقول- استنادا إلى مذكرة سرية وقعت في يده من وثائق الدبلوماسي السوفيتي الراحل فلاديمير فينوغرادوف سفير الإتحاد السوفيتي السابق لدى مصر في تلك الفترة، ويبدو أن فينوغرادوف أعد مذكرته هذه ليرفعها إلى القيادة السوفيتية في يناير/كانون الثاني عام 1975 في أعقاب انتهاء مهمته الدبلوماسية في مصر. وكان السفير فينوغرادوف قد التقى مرارا الرئيس السادات، وقادة الأركان العامة للقوات المسلحة المصرية. كما التقى مع هنري كيسنجر الذي كانت له – آنذاك – اليد الطولى في السياسة الخارجية الأميركية، وهو- كما يقول شامير في روايته- صاحب خطة التواطؤ السري بين السادات وإسرائيل في عام 1973.
ويؤكد فيلم" من قتل أبانا" نظرية إسرائيل شاميل، وتدور أحداث الفيلم حول اغتيال الملحق الجوي العسكري الإسرائيلي في الولايات المتحدة "جوالون" بسبب كشفه تفاصيل الخطة السرية الثلاثية بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، وهذا ما أكده أيضا موقع جيئولا الإسرائيلي في تقرير له بعنوان " القصة وراء حرب الغفران".فهل من المعقول أن نصدق حيثيات هذه الرواية ؟ سؤال يطرح نفسه، فإذا كانت الرواية قائمة على وثائق حقيقية بالفعل فإن المسألة تستحق مناقشة جدية في أقل تقدير.
 

التعليقات