مصر الكبرى
الباقي من الزمن .. ياريس!
خطت مصر خطوتها الأولي الحقيقية نحو الديمقراطية بانتخاب د/مرسي رئيسا للبلاد,بيد أن هذا بالتأكيد ليس نهاية المطاف,فبداية الميل خطوة لكن ماذا عن مشوار الميل نفسه كيف سيقطعه الرئيس المنتخب،
وهل سيوفق فيه أم سيلاحقه الإخفاق و هل يعي فعلا ماعليه من تحديات ينبغي عليه أن يواجهها ويتصدي لها؟حيث تبدأ بضرورة إنسلاخه عن الجماعة التي من سوء حظه أنه محسوب عليها وهي حاصدة لكل هذا الكره والرفض من كارهيها بخاصة بعد أداء البرلمان الاسلامي السئ الذي أكد مخاوف الكثيرين منها !فكثيرون يرونها وقد تحولت إلى صنم يعبد نفسه على حد قول د/سعدالدين إبراهيم فيما ذكره في حوار دار بينه وبين الشيخ حسن البنا وحكي عنه في أحد البرامج الفضائية!! وقد بادر د/مرسي بالفعل بإعلان استقالته منها أكثر من مرة ورجاؤنا كان أن نشهد بداية حقيقية ليريح كاهله من عبئها وهيمنتها على أعضائها ليستقل بفكره ويتحرر من وصايتها عند اتخاذ قراراته المقبلة كرئيس للبلاد حتي تصب في صالح المصريين جميعا دون الاقتصار على فئة من المسلمين,وهو بهذا يؤكد على صدق نواياه في رغبته في النهوض بمصر من كبوتها وإنارتها فيكون بذلك قد لفظ مرؤوسه الأول وطمأن كارهيهم بخطوة حقيقية لاكلامية كما جاء في خطابه التطميني لكل القوي على الأرض المصرية! أما مرؤوسه الثاني وهو الأشد ضراوة وهم المجلس العسكري فلا أدري كيف له الفكاك منه ؟وإلى أي حد هو متحكم فيه ومقيد له؟!أما القوي المدنية فاسمحوا لي لاينبغي أن نطلق عليهم وصف"قوى" لأنها "ضعف"مدقع ومستمر فهم لايتعلمون من أخطائهم لكن يكررونها بعبقرية منقطعة النظير ولا ينتظر منهم أن تنصلح أحوالهم فيما سيجد من أمور فقد أكدت على تنظيمية القوي المقابلة وتفوقها بشكل يدعو للإعجاب حتي من رافضيها!والانتخابات البرلمانية خير دليل على هذا ومن المتوقع أن تنجح القوي الاسلامية عند إعادة الانتخابات البرلمانية بنفس براعة واكتساح المرة الأولي وتتركهم يضربون كفا بكف !فالمشهد السياسي الآن بوجه عام في حالة ترقب شديدة لقرارات د/مرسي للحكم على مدي نجاحه في تطبيق برنامجه الانتخابي الذي حدد له 100 يوم ليتحقق على أرض الواقع وتعم إنجازاته البلاد !ونذكر بأن الباقي من الزمن أقل القليل فقد انقضى مايقرب من ثلت المدة المحددة لتنفيذ برنامجه ولم يخرج علينا إلا بالدعوة إلى وطن نظيف يرنو فيه إلى جمع قمامة مصر !!وماذا عن القمامة الفكرية والأخلاقية متي سيطالعنا بدعوة إلى إبادتها وإعادة تدويرها فهي الأزمة الحقيقية الآن نراها فجة في سلوك الكثيرين من المصريين الذين لايقوون على مواجهة الرأي المخالف لآرائهم ويعبرون عن رفضهم بأبخس الأساليب ! نحن لا نستطيع صنع معارك أخلاقية عظيمة…لأننا نظن أن كل شىء يحله الدين : الإسلام هو الحل . وإذا تحدثنا عن الحرية فهذا تجديف وكفر ..حتى فى مجتمعنا لايستطيع كثيرون التمتع بحرية الموت . والمثل عمر سليمان ..مات فانطلقت السهام ضده بشكل محزن حتى أن البعض حرمه من رحمة الله وأفتى بعدم الصلاة عليه …الإسلاميون ينغصون كل شىء علينا حتى الموت . لا تنتظروا أى معارك أخلاقية عظيمة فى وطن تديره أيدى لا تحمل للناس إلا القيود .وفقك الله إلى الوفاء بعهودك التي قطعتها على نفسك وواجهت بها الملايين في خطابك الرئاسي الأول,وفقك الله يا"خادم الشعب",على حد وصفه لنفسه,إلى أداء ماعليك من واجبات تجاه الوطن طالما استغنيت عن أن يكون لك حقوق ,وستجد منا الطاعة طالما اتقيت الله فينا شعبا وأرضا واسترددت حق الشهداء ليرضي عنك الله أولا والمصريون وأصحاب الثورة ثانيا!.