كيف تقتل ثورة ؟

فرحت الجماهير فى الميدان وايضا خارج الميدان وانصرف الناس بعد ان وظفوا الساحات خلفهم ولكن لم تكن تلك هى النهاية بل كانت البداية لمرحلة جديدة تماماً على الشعب المصرى اسماها المجلس العسكرى مرحلة انتقالية ، ولم يوضح احد انتقالية من ماذا وألى ماذا بالضبط ؟ وفهم كل طرف المرحلة الانتقالية طبقا بتصوره او طبقا لما يتمناه وهنا اختلفت الطرق ، قوى الثورة تصورت انها مرحلة انتقالية الى تحقيق اهداف الثورة بتغيير النظام جذريا ، والمجلس العسكرى كان مفهومه انها مرحلة انتقالية لإعادة ضبط النظام بإعادة بناء مؤسساته السياسية مع الحفاظ على هياكله الرئيسية فى تصور انها تمثل ركائز الدولة ، اما قوى نظام مبارك واركانه وتشكيلاتها الاقرب الى التشكيلات العصابية فكان مفهومها للمرحلة الانتقالية انها فرصة لاجهاض فكرة الثورة وتفريغها من مضمونها والعودة الى نظام مبارك حتى ولو بدون مبارك واسرته وبعض اركانه ، ومضى كل فريق فى طريقه قوى الثورة والتغيير انقسمت وتشتت عدا الاخوان والتيارات الاسلامية التى ارتكزت على تنظيمها الجيد واتجهت الى اللعبة السياسية بحكم طبيعة تكوينها التنظيمى المنضبط وبقيت باقى التيارات اليسارية والليبرالية والقومية وغيرها تتخبط تحاول شد التيارات الاسلامية اليها او اقتسام ما تحققه من نجاحات على الساحة السياسية معها بدعوى الشراكة فى التغيير ، المجلس العسكرة مضى فى طريقه طبقا لخريطة الطريق التى وضعها وأصر على تطبيقها بصرامة ومواجهة القوى التى تصور انها قد تعوقها حتى لو تطلب الامر شيئ من العنف باعتبار ان ذلك قد يهدم الدولة وكان لذلك انعكاس سلبى على موقف الرأى العام من المجلس العسكرى ، اما قوى نظام مبارك وتنظيماتها العصابية وهى التى تملك المال المنهوب والنفوز الاجتماعى الواسع والتغلغل فى المفاصل البيروقراطية للدولة فكان موقفها مختلف وتصميمها واضح على احباط هذه الثورة وتفريغها من مضمونها تماماً وصولا الى قتلها مهما كلفهم ذلك من جهد ومال وحشدت مبكرا كل ما تستطيع من وسائل متعددة ومتنوعة وبدأت على الفور فى العمل خطة خبثة عناصرها البدأ بتشويه الثورة والثوار والطعن فى وطنيتهم ثم إشاعة حالة من الانفلات الآمنى والفوضى وتحميل الثورة مسئوليتها واتهام من يستمرون فى الاحتجاج بالبلطجة تارة والعمالة لدول أجنبية تارة اخرى ثم السعى للفرقة بين كل القوى وتشويه اى إنجاز يتحقق مثل البرلمان وخلق حالة من الاستقطاب الدينى والطائفى وأنشأوا منظومة إعلامية تكلفت مئات الملايين فضائيات وصحف وجرائد ومواقع اليكترونية ووظفوا مجموعة من الإعلاميين المرتزقة وراحوا يبثون السم فى العسل حتى وصلوا لجولة رئيسية هامة هى انتخابات الرئاسة وكانت معركتهم الكبرى الشرسة والخسيسة استخدموا فيها أدنى أساليب الحرب النفسية ضاربين عرض الحائط باى مصلحة وطنية او بمشاعر هذا الشعب وبعد ان خسروها لم يستسلموا وبدلوا يطورون أساليبهم بالتركيز على إشاعة حالة من الإحباط العام وهز الثقة فيما تحقق .. لن يمللوا ..معركتهم مستمرة .. لقتل الثورة  ولكن يبقى الشعب هو الأقوى وتبقى الثورة مستمرة وستنتصر لانها الحق .. افيقوا يرحمكم الله