هى .. ثورة !؟

وان كان الحديث عنها يأتى فى مناسبة ذكرى ثورة ٢٣ يوليو ٥٢ الستين ومحاولة البعض الربط ما بين يوليو ٥٢ ويناير ٢٠١١ ، وبعض ما تردد ان ٢٥ يناير تصحيح او استكمال ليوليو وبعيدا عن النوايا فلا شك ان هناك من يتحدث بسلامة نية والاكثر يهدف لشيئ آخر وعلينا عدم الانسياق وراء هذه الدعوة المضللة ايا كانت نية من يطلقها ، فثورة يوليو انطلقت كحركة لتطهير الجيش من قيادات فاسدة وخائنة وعميلة كما ورد فى بيانها الاول ولكن الشعب استقبلها بشكل مختلف وعلق عليها طموحات كبيرة والتقط عبد الناصر بحسه الخيط وطور اهداف الحركة بسرعة فائقة ومضت الحركة فى طريق ثورى وفى سياق مختلف تماماً حيث كان يركز على هدم النظام الملكى لأسرة جذورها غير مصرية وإعلان الجمهورية والتخلص من الاحتلال الأجنبى وهى اهداف تصب فى فكرة الكرامة الوطنية واتجه عبد الناصر لخلق قاعدة شعبية عريضة تكون سنده فى تحقيق مشروعه الذى بدأ يتبلور تدريجيا ولا يسمح لاحد ولا لقوة سياسية ايا كانت بان تعترض هذا المشروع او حتى تشاركه فيه حتى لو كانت ممن شاركوه فى حركة الضباط الاحرار او من خارج تنظيمه مثل الماركسيين والإخوان ،واتجه مباشرة للأغلبية الفقيرة فكان الاصلاح الزراعى ومجانية التعليم المطلقة والقوى العاملة والتنظيمات الشعبوية التعبوية مثل هيئة التحرير والاتحاد القومى وانتهت بالاتحاد الاشتراكى فضمن التأييد الشعبى الذى صاحبه حتى فى اخطر لحظات الهزيمة فى يونيو ٦٧ وحتى وفاته فى ٧٠ حيث تحول مشروع حركة الضباط الاحرار وهو تنظيم سياسي سرى داخل الجيش من تطهير الجيش واصلاح النظام الى مشروع ناصرى بامتياز دمر عبد الناصر كل من وقف فى طريقه حتى من اقرب الناس له ومن رفاق السلاح والأمثلة كثيرة من نجيب الى يوسف صديق الى خالد محى الدين وغيرهم كثيرون  وليس فقط الاخوان او حدتو والشيوعيون فقط ونحن لسنا بصدد تقييم مسار يوليو الذى حدده عبد الناصر ولكن بكل المعايير لم تكن ثورة شعبية ولكنها حركة وطنية فى سياق وظروف تاريخية مختلفة تماماً عن السياق الذى انطلقت منه ثورة الشعب المصرى فى ٢٥ يناير والتى لا يريد لها البعض ان تكتمل ، فتنطلق دعاوى مثل ….. كفاية عليكم كدة انتوا عايزين إيه تانى ألبيس وولاده اللى مش عاجبكم فى السجن وجالكم رئيس منتخب والمجلس العسكرة سلم السلطة عايزين إيه بقى ؟ ياللا شوفوا شغلكم وفضوا الميادين وكفاية اعتصامات واحتجاجات انتوا مفيش حاجة عاجباكو !؟ وعموما فيه ناس تانية واقفة فى ميدان تانى مش موافقة على كلامكم ومش عاجبها حكاية الثورة دى وكمان بتأيد رموز نظام مبارك وبتعتبرهم ابطال ياااااه الى هذا الحد !!؟؟….. الحقيقة ان ما جرى فى ٢٥ يناير هو انطلاق ثورة شعبية حقيقية فى سياق مختلف لا هى استكمال ليوليو ولا هى تصحيح لها ولكنها ثورة شعب قد تكون اقرب لثورة ١٩ الشعبية والتى لم تكتمل تماماً بقبولها بإنصاف الحلول والرضاء بما تحقق ولم يكن قليلا فى وقتها ، نحن امام ثورة حقيقية لا تكتمل الا بهدم نظام قديم متجذر فى مفاصل المجتمع المصرى عنوانه الفساد وامتهان الشعب وتغييبه والاهم مص دمائه وافقاره ثم تعييره بفقره !! وهذا ما يقاومه كثيرون بضراوة لان فيه نهاية لمصالحهم وما سلبوه من مقدرات هذا الشعب ووسيلتهم هى الإحباط والتأييس ونشر دعاوى مثل …كفاية عليكم كدة أنتو عايزين إيه تانى …. وهكذا يدفعون الشعب الى القبول بانصاف الحلول ويعودوا من جديد ليعيثوا فسادا فى البلاد والعباد !!؟؟ مصر تستحق ان تستكمل ثورتها وهى ليست ملحق لغيرها من الحركات الوطنية والتى لها تقييمها وتقديرها ولكنها ثورة حقيقية من اجل الوجود ومن اجل المستقبل وعلينا ان نعى ذلك جيدا ولا نتهاون مهما كانت التضحيات ومهما كان الطريق وعرا …الثورة مستمرة .. وستنتصر افيقوا يرحمكم الله