ثقافة
نادي بقطر يكتب : الجواهرجى “قصة قصيرة”
عندما جاء يوم الاحد كان على ان اذهب باكرا للكنيسة للصلاه و لحضور القداس الالهى مثل كثيرين . ولكن كالعادة تملكنى الكسل مثل الاحد السابق وكل احد لأنصرف فى النوم ربما لأعوض ما فاتنى من نوم خلال ايام الاسبوع المنصرم .هكذا تعودت وهكذا يبدأ اسبوع جديد بيوم جديد مكرر .
وفى بداية الاسبوع اترجل صباحا من منزلى الذى لايبعد عن المحل سوى مسافة صغيرة وان كان متجرى المعروف والكبير ايضا لمكانتة بالشارع الرئيسى وشهرتة فى مجال الالماظ والمجوهرات الثمينة والاحجار الكريمة والذى امارس فيه نشاطى منذ سنوات بعيدة بعد ان انتقلت اليه بعدما كنت صبى لسنوات بورش الصاغة والمحلات الصغيرة والأن اصبح لى مكانة وتقدير عند اهل مهنتى وعملائى الذين هم من علية واغنياء القوم .
امارس عملى يوميا حتى انى اكاد لااقوم من على الكرسى الذى هو بين الميزان والخزينة الا للضرورة تمتلئ الخزينة يوميا هذه هى رتابة حياتى بلا جديد وملل متزايد غرست فيه فلا وقت لأى شئ اخر. وفى نهاية يومى تحملنى قدماى الى المنزل مرة اخرى وتمر الايام والسنون ويزداد الملل بالمتجر والمنزل الخاوى الأ من الزوجة الحنون . اما ولداى اللذان هما ثمرة حياتى فقد ذهبا فى بلاد بعيدة للعيش وللهجرة.
ببلاد عاصمتها تدعى سدنى احدهم يعمل سائق تاكسى والثانى يعمل بعض الوقت فى مهن خدامية . ولا اعلم لماذا هاجرا. او يعملا اعمال بسيطة رغم ما ارسله لهم من اموال كل فترة بما يكفيهم لباقى السنة . فربحى اليومى يساوى دخل كثيرين كل شهر . ولا اقتنع بمقولة اولادى انهم يريدون ان يبنوا انفسهم بأنفسهم دون الاعتماد الكلى على . وهنا أتسأل لماذا تركانى اولادى وما هذا الذى يعملانه فى البلاد البعيدة خاصة بعد ان بدأت فى الشيخوخة انا ووالداتهم . اسئلة تجول بخاطرى شبة يوميا وللأسف لا اجابة ترضينى هكذا تمر .. وتمر بنا الأيام . او نمر .. ونمر نحن بها . وتزداد الحصيلة يوما بعد يوم حتى اننى لا اعرف بالتحديد كم هى ثروتى ربما تحسب بالساعة او باليوم هكذا الأيام تمر. مترجلا للمحل .. وللمنزل يوميا. وتمر الايام ونشيخ ونصرف فى النوم فقط لماذا لا ادرى ربما لأنه مجانا . اما الأموال فتزداد بلا توقف ولا استطيع ان الاحقها عددا ولا استطيع ايضا ان اقف نهر مكسبى المتدفق ولا يوجد وقت لدى لأعادله فى المصروفات والمشتروات الذى لم اتعود عليه واصبحت الهث فى دائرة مغلقة . وانا مغمض العين لعلى اصل لنهاية . ولكن من الواضح ان نعمه استعمال الأموال فى مكانها فهى نعمة ممتعة لأناس يتلذذون وهم يصرفون المال بمتعة وسعاده .. متعة حرمت منها ومازلت لااستطيع ان ارفع قدماى المنزلقة فى بئر الحرمان المملوء اموال كثيرة . وعلمت الأن متأخرا مدى السعادة لأخى الاكبر الذى لم أراه منذ فترة بعيدة والذى يسكن فى الحى الشعبى المزدحم دائما واخى مشهود له انه يستمتع بشراء وصرف المبالغ البسيطة التى بين يده فى الشراء لأولاده وزوجته واحفاده ايضا … يالها من سعادة مفقودة لأناس انا اولهم فلا استطيع غلق المحل ولا اذهب الى اولادى ولكن فقط عمل وعمل فقط وارقام عداد اموالى لاتتوقف … وما الفائدة بالأرقام ما دامت بلا فائدة . وهنا علمت ان اخى اغنى منى لانه يمتلك القدرة على التحكم فى مالديه .ام انا فعداد اموالى لا يتوقف فدائما فى ازدياد ودائما انا فى ملل و حسرة .