مصر الكبرى
المسئولية التاريخية للجيش
egypt1967@yahoo.com
حينما احتلت أمريكا العراق حددت اولوياتها في هدم الجيش،والشرطة،والقضاء، وجهاز المخابرات.. وبالتالي انهارت الدولة.ولم ولن تقوم للعراق قائمة بعد أن أصبح دويلات وفرق وشيع وطوائف دينية.هذه هي الحرية والديمقراطية التي كانت تريدها أمريكا للعراق.هل سيناريو العراق ممكن أن يتكرر في مصر..؟؟لا قدر الله،نحن نتمنى وندعو المولى ونتوسل إليه ليلا ونهارا ألا يتحقق ذلك.ولكن الدعاء وحده لا يكفي.بعد ثورة يناير انهارت الشرطة،وحتى الآن لم تستعد عافيتها.وفي الأشهر الماضية تعرض القضاء – ومازال – لحملات شرسة،إحداها فقط كانت كفيلة بتدميره،ولكن ستر ربنا وحده كتب لنا وله النجاة من هذه الكوارث المتتالية.
السر في قوة الدولة المصرية هو وحدة وتماسك جيشها,لم يسمح الجيش المصري على مر العصور بأية انتماءات حزبية او دينية بداخله،وتمسك بالالتزام والانضباط.حتى في ظل الظروف الأخيرة بعد ثورة يناير،والفوضى التي سادت البلاد،وانهيار معظم مؤسسات الدولة،حافظت القوات المسلحة على انضباطها وتماسكها.نتفق أو نختلف مع المشير طنطاوي والمجلس العسكري خلال إدارته للفترة الانتقالية،ولكن لا نختلف إطلاقا على وحدة ووطنية وتماسك الجيش المصري.ولذلك فإنني هنا أوجه كلامي إلى الجيش المصري العظيم،وليس إلى المجلس العسكري لأن أعضاء المجلس العسكري معظمهم تخطوا سن الستين ومنهم من تخطى السبعين ولن يمتد بهم العمر نصف او ربع ما عاشوا – ربنا يطول في أعمار الجميع – ولكن الموت هو الحقيقة المؤكدة في حياتنا..أقول لكل أفراد القوات المسلحة،إن الحفاظ على هذا البلد مسئوليتكم وحدكم،كما حافظتم عليه في الماضي،حافظوا عليه في الحاضر والمستقبل،حافظوا على تماسك ووحدة القوات المسلحة،لا تسمحوا لأية تيارات سياسية او دينية أن تمزق صفوفكم ووحدتكم.إن التدخل الأمريكي في الشئون الداخلية المصرية تخطى كل الخطوط الحمراء،وأمريكا لم ولن تتمنى الخير أبدا لمصر,إن أمريكا تسعى إلى تقسيم كل الدول العربية إلى دويلات لا حول لها ولا قوة،وبالتالي تعيش إسرائيل في أمن وأمان وتعربد في المنطقة بأكملها وتفعل كل ما تريد.كنت أسمع هذا الكلام كثيرا قبل الثورة حتى من قيادات جماعة الأخوان،أما الآن،أصبح الأمريكان والأخوان سمن على عسل.الشيء الوحيد الذي من الممكن أن يُضيع هذا البلد هو تفتت الجيش،والشيء الوحيد الذي من الممكن أن يفتت الجيش هو دخول أصحاب الصراعات الدينية والحزبية والسياسية إليه وخاصة الدينية.يجب الحفاظ على الجيش بعيدا عن هذه الصراعات،ومن يعترض على هذا الكلام فانه لا يتمنى لهذا البلد النجاة,ولنا في لبنان عبرة وموعظة سيئة..وما فعله حزب الله وغيره من المليشيات السياسية والدينية أنهم دمروا لبنان.وكلما حاول استعادة عافيته،تكفّل المدعو حسن نصرالله بالقضاء عليها.أمامنا أيضا نماذج واقعية علي ضياع دول بسبب محاولة التيارات الدينية السيطرة على جيوشها.لا يتبقى لي سوى الدعاء في هذا الشهر الكريم المبارك لهذا البلد وهذا الشعب المسكين المغلوب على أمره أن ينجيه المولى تبارك وتعالى من كيد الظالمين،ومن يرد به شرا،من أهله او من أعدائه،أن يجعل المولى تبارك وتعالى تدبيرهم في تدميرهم وكيدهم في نحرهم.. آمين يا رب العالمين.
مذيع بإذاعة الشرق الأوسط