وفاة رجل مهم …وأسئلة حائرة

وكأن القدر شاء ان يموت الرجل فى جو يحيط به نفس الغموض الذى كان يحيط بحياته ليترك وراءه أسئلة ستظل إجاباتها غائبة سواء تلك الأسئلة المتعلقة بحياته منذ تولى رئاسة المخابرات العامة المصرية عام ٩٣ والتى استمرت ما يقرب من ١٨ عاما حتى انفجرت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ وعينه مبارك نائبا لرئيس الجمهورية مضطرا وشهدت سنوات رئاسته للمخابرات اخطر المتغيرات التى مرت على المنطقة فى اعقاب حرب الخليج الثانية ٩١ والتى كان خلالها مديرا للمخابرات الحربية وأحداث ١١ سبتمبر وغزو افغانستان والحرب على الارهاب من سبتمبر ٢٠٠١ ثم غزو العراق ٢٠٠٣ وما تلاها وماجرى من تطورات فلسطينية حادة وحرب لبنان وما عقبها وحرب غزة وما صاحبها وكلها متغيرات حادة كان لمصر فيها ادوار خفية اكثر من أدوارها العلنية وكان كل ملفاتها فى عقل الرجل ويده وكان ممسكا بيده ملفات علاقات مصر الخارجية ذات البعد الاستراتيجى مع امريكا وإسرائيل والفلسطينيين وإيران وبعض الدول العربية الهامة فى مقدمتها السعودية والإمارات حتى حمل عن استحقاق لقب الصندوق الاسود لعصر مبارك فى العشرين عاما الاخيرة من حكمه ،فهل موت الرجل فقد نهائي لمفتاح ذلك الصندوق ؟ وتأتى لموت الرجل وبعيدا عن نظريات المؤامرة مطلوب الاجابة عن أسئلة شديدة الأهمية ..ما هو الموقف الضحى للرجل وكيف تطور خاصة وانه من اسابيع قليلة ظهر ليملأ السمع والبصر وهو يتقدم لانتخابات الرئاسة ولم تكن تبدو عليه آية مظاهر للمرض ؟ ما سر ما قيل عن عملية أجراها فى المانيا عاد بعدها لمصر ليغادرها فجأة الى الامارات بصحبة اسرته ثم ماذا جرى فى الامارات وكيف تطورت حالته الصحية ومن كان يشرف عليها؟ ثم لماذا توجه الى امريكا وليس الى المانيا التى أجرى فيها العملية الاخيرة ؟ ثم ما الذى جرى فى ال ٧٢ ساعة التى قضاها فى كليفلاند قبل ان توافيه المنية ؟ وما هى تفاصيل تطور الحالة وملابسات الوفاة ؟ولماذا لم تبادر مصر بايفاد فريق طبى للتعرف مباشرة من مسئولة المستشفى عن ذلك ؟ تبدوا أسئلة مبالغ فيها هذا يمكن لو ان الرجل شخص عادى ومجرد مسئول كبير سابق فقط ولكنه لم يكن رجلا عاديا فوراءه اسرار قد يمثل كشفها خطرا على قوى كبرى كثيرة وعلى علاقاتها ومصالحها ولكنها أيضاً تمثل اهمية كبرى لمصر وما هى مقدمة عليه من بناء نظام سياسى جديد ! عمر سليمان كان رجلا مهما وظروف وملابسات موته لا يجب ان تمر مرور الكرام ..افيقوا يرحمكم الله ..