عرب وعالم
الحرب الروسية الأوكرانية: موسكو تفقد السيطرة.. وخسائر كبيرة في الأرواح
في ظل السيطرة الروسية على الجبهة الشرقية لباخموت، تواصل القوات الأوكرانية الدفاع عن المدينة بهدف كسب الوقت، وشن هجوم مضاد، رغم الخسائر الفادحة في الأرواح.
وكشفت تقارير أن أطول معركة برية في الحرب تظهر توقف تقدم حملة موسكو للسيطرة على باخموت، مع ظهور مؤشرات على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ يفقد السيطرة على رواية الحرب في أوكرانيا.
تخبط في الكرملين
وفي السياق، ذكر معهد دراسة الحرب ” ISW”، أن المتحدث باسم الكرملين اعترف بأن بوتين فقد السيطرة على “رواية روسيا” بشأن حرب أوكرانيا.
ووفقاً لصحيفة “نيوزويك”، يأتي الاعتراف بعد أكثر من عام من إطلاق بوتين “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا في 24 فبراير(شباط) 2022، بهدف تحقيق نصر سريع على الدولة الواقعة في شرق أوروبا.
ومع استمرار الحرب، استخدمت روسيا “فضاء المعلومات” للترويج لوجهة نظرها حول الصراع عبر منصات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، ولطالما استخدمت روسيا هذه الأساليب للترويج لوجهة نظرها والتأثير على الشؤون العالمية – كل ذلك أثناء قمع المعارضة داخل حدود روسيا وسط حرب أوكرانيا.
وحسب المعهد، فإن سيطرة بوتين على الفضاء المعلوماتي الروسي قد تراجع، وهي مشكلة قد لا يكون قادراً على حلها بسهولة، وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن هناك صراع داخلي في الدائرة المقربة من بوتين، وأنه “تنازل عن السيطرة المركزية على فضاء المعلومات الروسي”.
وخلال حلقة نقاشية، ذكرت زاخاروفا أن الكرملين لا يمكنه تكرار النهج الستاليني المتمثل في إنشاء مكافئ حديث لمكتب المعلومات السوفيتي للتحكم مركزياً في مساحة المعلومات الداخلية لروسيا، بسبب القتال بين نخب لم يتم تحديدها في الكرملين.
موسكو تفقد السيطرة
وقال معهد دراسة الحرب، إن “تصريحات زاخاروفا تدعم التقييمات بأن الكرملين يفقد السيطرة على رواية الحرب”، وأضاف أن “البيان يدعم عدة تقييمات: أن هناك اقتتال داخلي في الكرملين بين الأعضاء الرئيسيين في الدائرة المقربة من بوتين؛ وأن بوتين قد تنازل إلى حد كبير عن مساحة المعلومات الروسية بمرور الوقت لمجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة شبه المستقلة؛ كما أن الرئيس الروسي على ما يبدو غير قادر على اتخاذ إجراء حاسم لاستعادة السيطرة على الفضاء المعلوماتي الروسي”.
ووفقاً للصحيفة، تساءل مركز الأبحاث عن سبب إعلان زاخاروفا هذا الاعتراف العلني، متكهناً أنه يمكن أن يكون محاولة لتهدئة الانتقادات من المدونين الروس، الذين أصبحوا ينتقدون بشدة طريقة تعامل الكرملين مع الحرب.
توقف حملة موسكو
ومن جهتها، أفادت صحيفة “بوليتيكو” أن تقدم روسيا يبدو أنه توقف في حملتها للسيطرة على مدينة باخموت بشرق أوكرانيا، وقال معهد دراسات الحرب ومقره واشنطن، إنه لم يكن هناك تقدم مؤكد للقوات الروسية في باخموت، مضيفة أن القوات والوحدات الروسية من مجموعة فاغنر شبه العسكرية التي يسيطر عليها الكرملين واصلت شن هجمات برية في المدينة، لكن لم يكن هناك دليل على أنها تمكنت من إحراز أي تقدم.
وقال المتحدث باسم المجموعة الشرقية للقوات المسلحة الأوكرانية، سيرغي شيريفاتي: إن “القتال في منطقة باخموت كان أكثر حدة هذا الأسبوع من السابق”، مشيراً إلى وقوع 23 اشتباكاً في المدينة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ويأتي تقرير المعهد بعد مزاعم عن التقدم الروسي في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث قالت وزارة الدفاع البريطانية أول أمس السبت إن مجموعة فاغنر استولت على معظم شرق باخموت، مع تدفق نهر عبر المدينة يمثل الآن الخط الأمامي للقتال، مسلطاً الضوء على أن الهجوم الروسي سيكون من الصعب تحمله دون المزيد من الخسائر البشرية الكبيرة، وأوضح أن الخسائر المتزايدة في صفوف القوات الروسية تنعكس في فقدان سيطرة الحكومة على مجال المعلومات في البلاد.
خسائر في الأرواح
وفي سياق منفصل، أعلنت أوكرانيا وروسيا أمس الأحد سقوط عدد كبير من القتلى في إقليم دونباس بأوكرانيا، الذي يمثل محور تقدم القوات الروسية صوب الأراضي الأوكرانية الذي يسير بوتيرة بطيئة منذ فترة طويلة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أكثر من 1100 قتيل سقطوا في صفوف القوات الروسية خلال أقل من أسبوع في المعارك قرب مدينة باخموت، وأضاف “في أقل من أسبوع، بدءاً من 6 مارس(آذار) الجاري، تمكنا من قتل أكثر من 1100 جندي معاد في قطاع باخموت وحده. تكبدت روسيا خسائر لا يمكن تعويضها هناك بالقرب من باخموت”، موضحاً أن 1500 جندي روسي أصيبوا أيضاً بجروح بالغة بما يكفي لإبعادهم عن أي عمليات أخرى، كما دُمرت عشرات القطع من عتاد العدو وأكثر من 10 مستودعات ذخيرة روسية.
ومن جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تواصل تنفيذ عمليات عسكرية في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، التي تشكل مع لوغانسك منطقة دونباس، وأضافت أن القوات قتلت أكثر من 220 جندياً أوكرانياً على مدى الساعات الـ 24 الماضية.
وذكرت الوزارة “على صعيد دونيتسك، قُتل أكثر من 220 جندياً أوكرانياً وجرى تدمير مركبة مشاة قتالية و3 مدرعات قتالية و7 مركبات إضافة إلى مدفع هاوتزر من طراز دي-30”.