صحيفة “يسرائيل هيوم” إسرائيل والغرب فاتهم القطار ولم يعد من الممكن منع إيران من الحصول على أسلحة نووية

ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، أن مسؤولين سابقين في مركز الأبحاث النووية في “ديمونا”، يعتقدون أن إسرائيل والغرب فاتهم القطار، ولم يعد من الممكن منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، كما يعتقدون أن الاتفاقية النووية الحالية “سئ” لأنه لا يمنع إيران من امتلاك القدرة النووية.

أوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن هذا الرأي لاثنين من كبار العلماء النوويين الإسرائيليين، حيث تحدثا إلى “يسرائيل هيوم”، في الوقت الذي ترى فيه مصادر أخرى في مجتمع الأمن والاستخبارات الإسرائيلي أن إيران لم تصل بعد إلى نقطة اللاعودة، وأنه لا يزال من الممكن منعها من تحقيق قدرة نووية تشغيلية.


على أعتاب النووي
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين في ديمونا، أن اتفاقية 2015 أبقت إيران على مسافة نسبية من وضع دولة على أعتاب النووي، مستطرداً “إنها ليست فقط على أعتاب النووي ولكن ربما تكون طهران قد وصلت بالفعل إلى القدرة النووية الكاملة”.

وأرجع السبب في ذلك إلى أنه منذ حوالي 4 سنوات لم يكن هناك أي سيطرة أو معلومات حقيقية حول ما يحدث في أجهزة الطرد المركزي التي عاد الإيرانيون للعمل بها عندما غادروا الاتفاق، ولفتوا إلى أن التخصيب الذي تم إجراءه فيها وصل إلى مستوى 60%، ولكن لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا لم يخصب اليورانيوم إلى مستوى 90% أو أعلى من ذلك، مما يمكنهم من إنتاج مادة انشطارية لصنع القنبلة.

وأضاف أن الافتراض السائد لدى إسرائيل هو أن الإيرانيين سيتعاملون أولاً مع التخصيب وبعد ذلك مع برنامج الأسلحة، ولكن ليس من المؤكد على الإطلاق أن هناك أساسا لذلك، فمن المحتمل جداً أنهم فعلوا ذلك سراً، طوروا برنامج الأسلحة، وهو مشروع يسهل إخفاءه نسبياً، وإذا كان هو الحال فإنهم في الواقع يمتلكون بالفعل القدرة النووية.


وعلى الرغم من ذلك، يرى المسؤول الكبير السابق في ديمونا الذي لم تذكر الصحيفة الإسرائيلية اسمه، أن الاتفاقية النووية “سيئة” وليس متأكداً على الإطلاق أنه من الصواب التوقيع عليها، وتابع: “في الماضي كنت أؤيد الاتفاقية بشدة، وأعتقد أن خروج ترامب منها خطأ كبير، لكنني لم أعد متأكداً من الاتفاق الحالي الذي يتم تشكيله، في الوضع الموصوف، سيساعد الاتفاق على عدم وجود إعلان رسمي عن سلام نووي إيراني، ولكنه سيضخ مبالغ ضخمة للنظام الإيراني يمكن من خلالها إعادة الاقتصاد ودعم أنشطة طهران الإرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

الأسلحة التقليدية
وقال مسؤول كبير سابق آخر في مفاعل ديمونا، إنه من الناحية الفنية سيجد الإيرانيون طريقة للحصول على القنبلة بطريقة أو بأخرى، لكنهم لن يستخدمونها، مشيراً إلى أن الأمر الخطير حقاً في الاتفاقية هو عدم وجود إشارة إلى الأسلحة التقليدية، ومنها برنامج الصواريخ الإيراني ومشروع الصواريخ الدقيقة لتنظيم “حزب الله” وجميع المنظمات التابعة لطهران.

من ناحية أخرى يرى البرفيسور يعقوب ناجل الرئيس السابق للأمن القومي الإسرائيلي ويعمل حالياً ككبير باحثين في صندوق الدفاع عن الديمقراطيات، أن الأمر لا يزال قائماً وأنه من الممكن منع إيران من الحصول على قنبلة نووية، وللحفاظ على ذلك ممنوع تحت أي ظرف من الظروف التوقيع على الاتفاقية الناشئة.



خيار عسكري
وتابع “في رأيي، إذا تم التوقيع على اتفاقية، فإن القدرة على التعامل مع منع إيران من تخصيب اليورانيوم إلى المستوى العسكري ستكون وراءنا، بغض النظر عن القدرات الجديدة التي سيتم ستُتاح لها، وعلى عكس ذلك إذا لم يكن هناك اتفاقية سيظل من الممكن التعامل مع التخصيب الإيراني عسكرياً”.

وقال إنه بمجرد أن تمتلك إيران ما يكفي من المواد المخصبة بمستوى كاف، لن يكون من الممكن إيقافها، وستكون قادرة على تحديد موعد تطوير نظام الأسلحة وفقاً لرغباتها، وهذا سيسمح لها بالوصول إلى القنبلة بمجرد أن تقرر ذلك، وهذا هو التعريف الصحيح لمصطلح “دولة العتبة النووية”.