آراء حرة

12:22 مساءً EET

منال أحمد تكتب: الأمان

الحاجه للأمان..السند..للدعم والحمايه شعور غريزى يحتاجه الإنسان فى جميع مراحل حياته ليعيشها بشكل طبيعى.
🔴الأمان شعور أساسى فى حياة الإنسان منذ لحظة ولادته حتى أواخر عمره يظل دائما فى إحتياج الأمان والاطمئنان.
فالطفل منذ لحظة ولادته يستمد الأمان من حضن أمه فيكون هو الملاذ الآمن له فيه يضحك وينام بهدوء وسكينه وإطمئنان داخل حضن أمه فهو مصدر الأمان له.
وبالنسبه لكل إنسان عموما وحده الأمان ما يجعلك تغمض عينيك مساءاً وتنام قرير العين ويستيقظ صباحاً مطمئنا.
وقيمة الأمان ثابته والحاجه إليه واحدة لكن 🔴مفهوم الأمان نسبى يختلف من إنسان لآخر :
♦️فمثلا الأمان عند المرأة قد يتمثل فى رجل تفقد من دونه كل طعم الحياة سواء كان أباً او أخاً او زوجاً او إبنا تضع فيه كل أمالها وأحلامها .
♦️فى حين ترى أخريات أن الأمان فى وديعه بنكيه او إمتلاك بضعة قطع ذهبيه قيمه إدخاراً كأمان لمستقبلها الأمان هنا من وجهة نظرها أمان مادى .
♦️وهناك من ترى أن أمانها فى الحصول على شهادة عليا ومنصب مهم وقد تضحى بالزواج وفكرة الامومه نفسها وبالحياة الزوجيه بالكامل فى سبيل التمسك بما وصلت إليه من مكانه على إعتبار إنها ستكون بالمستقبل مصدر أمان لها.
♦️أما الرجل فيرى ان الأمان بالنسبة له يتمثل فى منصب مرموق وسيارة فارهه ورصيد بنكى وتكوين عائله كبيره وإنجاب ذكور يحملون اسمه ليكملوا إدارة أعماله.
♦️وهناك آخرون يرون أن الأمان نابع من إيمان قوى بأن الله وحده هو القادر على الحفاظ عليهم فهو الكافى الحنان المنان الرؤف الرحيم بعباده فالذى يشملنا جميعا بالأمان والرحمه هو الله وحده.
♦️أيضا هناك أمان نشعر به جميعا نساءاً ورجالاً وأطفالاً هو أمان الوطن. قد يكون هواء الوطن الذى يملأ رئتيك بكل ذكريات الطفوله والذى تخاف أن تفقده فى لحظه يتعرض فيها وطنك للخطر او تهديد يمس آمنه وإستقراره فتفقد هنا الأمان.
♦️وقد تكون أنت ذاتك مصدراً لأمان كثيرين من حولك .فمثلا عند وصول والديك لمرحله كبر السن هنا تصبح أنت المصدر الاساسى لأمانهم فهم يحتاجون رعايتك لهم وحبك وحنانك عليهم ليستمدوا منك الأمان والإطمئنان فلا يسيطر عليهم شبح الوحده والعزله والخوف من الاهمال لهم. فهذه سنة الحياة كما قاموا بمنحك الحب والأمان طوال حياتك جاء دورك الآن لتشعرهم بالإحتواء والأمان.
🔴لكن هناك نوع من الخطر يتملك المرأة أحيانا خوفا من فقدان الأمان.
حين يصبح البحث عن الأمان هوساً يجعلها تخاف من كل تغير بحياتها ولو كان بسيطا فلا تستطيع أخذ اى خطوة جديدة فى حياتها خوفا من التعثر او السقوط فتقبل بحياتها بعلاقة تتعبها وتستنزف كل قوتها وتفقد كل شئ جميل فيها. فقط لان قرار ترك هذه الحياة يرعبها ويهدد الأمان بداخلها خوفا من مواجهة الحياة بمفردها إلى أن تأتي عليها اللحظه التى تجازف وتقرر ما أجلته كثيراً رغم كل المخاوف التى بداخلها من فقدان الشعور بالأمان.
🔵 لذا لا يجب أن يتعلق لدينا الأمان بشخص او بشئ لو فقدناه نضيع و نفقد بفقدانه كل طعم للحياة من بعده فلا يحلو لنا عيش ولا تنام لنا عين.
فلنجعل الأمان إنتاجاً داخلياً لا ينفذ وشحناً دائماً بالطاقه الإيجابية .
والثقه بالله أولاً ثم الثقه بالنفس والرضا بقضاء الله والسعى لتحقيق الأهداف
وألا يتعلق الأمان بمخلوق أياً كان
ولا نجعل حياتنا قائمه على محور واحد فقط. فنضيع بضياعه ولا نتكئ على حائط واحد فننهار بإنهياره.
💎إجعل دائما الأمان ينبع من داخلك من ثقتك فى الله فلن تحتاج لمخلوق أبداً فى وجود الخالق.
والامن نعمة كبرى من الله.
ففي السنة النبوية، ما يؤكد أهمية شعور الإنسان فى حياته بالأمان، يقول صلى الله عليه وسلم:
( من أصبح منكم آمناً في سربه، معافاً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا ) رواه البخاري

التعليقات