عرب وعالم
الشيخ ماجد بن عبد الله القاسمي يفتتح فعاليات النسخة السابعة عشر من الملتقى الأسري
برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، افتتح الشيخ ماجد بن عبد الله القاسمي، مدير دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، اليوم (الأربعاء) فعاليات النسخة السابعة عشر من الملتقى الأسري الذي تنظمه إدارة مراكز التنمية الأسرية إحدى مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة تحت شعار (بيت وسكن 2021.. الرقمنة أسلوب حياة)، وسط مشاركة واسعة من كبرى المؤسسات والجهات الاجتماعية المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى نخبة من أبرز الخبراء والمختصين المحليين والأجانب في مختلف مجالات الرعاية الاجتماعية والنفسية والأسرية.
الحفاظ على كيان الأسرة أولوية
وقالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في كلمتها الافتتاحية: إن الملتقى الأسري أصبح على مدى سنوات عديدة منصة مثالية تجسد مدى اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالأسرة وأفرادها الذين هم أساس النسيج المجتمعي في إمارة الشارقة، فالحفاظ على كيان الأسرة أولوية لا جدال فيها، ولأن صلاح المجتمع من صلاح الأسرة، وجب علينا أن نهيئ المساحة الآمنة والصحية ونسخِّر جميع ما نملك من موارد لمساندة الأسرة في مواجهة صعوبات الحياة.
وأضافت سموها في كلمة مسجلة بمناسبة انطلاق فعاليات النسخة السابعة عشر من الملتقى الأسري: لقد فتح العالم الرقمي فضاءات مختلفة للبشرية لتتواصل فيما بينها، ومع هذا التواصل والانفتاح على الثقافات الأخرى والعادات والتقاليد المتنوعة، أصبح من السهل أن تتغير بعض الأفكار والعادات تأثراً بهذا الانفتاح، وبالأخص مع تغير أسلوب الحياة وارتباط الفرد بالأجهزة الذكية، صغيراً كانَ أم كبيرا، أصبح التوجيه السليم وتوعية الأسرة بالتحديات المصاحبة لذلك أمراً ملحّاً، فلابد من وجود أُسر ما زالت لا تعي جديّة المخاطر التي ستواجهها خلال رحلة تربية الأبناء، وبالأخص تلك الأُسر الصغيرة في طور التكوين، فالانغماس في الفضاء الرقمي وما يُنشر على منصات التواصل الاجتماعي لم يصبح فقط خصماً للأم والأب في تربية أبنائهم والتأثير فيهم، بل صار مؤثراً في حياة الأم والأب أيضاً، وعندما يكون المستهدف هو اللَبِنة الأساسية للمجتمع، يصبح لزاماً علينا أن تكون لنا وقفة جدية لنأخذ حِمل توعية الأفراد على عاتقنا، وإطلاق مشاريع تسهم في توطيد العلاقات والروابط الأسرية والمجتمعية في ظل تحديات العصر الرقمي وتأثيراته، لا لإبعادهم عنه، بل لتطويعه بما يتناسب مع المبادئ والسلوكيات القويمة والعادات السوية التي تسهم في وضع أساس متين وسليم للأسرة.
جيل مستعد لمواجهة الانفتاح الثقافي والفكري
وأشارت سموها إلى أن القيم والمبادىء التي أرساها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” عند تأسيسه دولة الإمارات العربية المتحدة كانت البوصلة التي ما زالت ترشد المجتمع بأسره ليصبح أكثر تلاحماً وقوة، متمسكاً بجذوره الأصيلة، منطلقاً في مسيرة التطور العالمي، وفي الوقت ذاته متسلحاً بالوعي والمعرفة، وإننا على ثقة بأننا أنشئنا جيلاً مستعداً لمواجهة الانفتاح الثقافي والفكري قادراً على تحمل المسؤولية في تواصله مع العالم ليكون خير سفير لبلده وشعبه وثقافته، معربة عن فخرها بما تقدمه مراكز التنمية الأسرية للمجتمع، واستمرارها بتنفيذ برامج ومبادرات كهذا الملتقى الذي أخذ هَم حماية الأسرة من تبعات الثورة الرقمية بأبعادها الثقافية والاجتماعية والنفسية، لتعي الأسرة دورها العظيم في توجيه الأبناء وتنشئتهم تنشئة صالحة وتربية متينة الأركان، تُعدُّهم لمواجهة تهديدات الحياة الرقمية الحديثة بكل ثقة.
وشهدت الجلسة الافتتاحية التي نظمتها الإدارة في سيتي سنتر الزاهية، آرت استوديو، حضور الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مديرة مؤسسة «فن»، وسعادة الدكتورة خولة عبد الرحمن الملا الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وسعادة اللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وسعادة شهاب الحمادي مدير مدينة الشارقة للإعلام “شمس”، وسعادة منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وسعادة حصة عبد الجبار الخاجة مدير منطقة الشارقة التعليمية، وسعادة الدكتور جاسم ميرزا رئيس جمعية الاجتماعيين، وسعادة عبدالله سلطان بن خادم المدير التنفيذي لـجمعية الشارقة الخيرية، وعدد من مدراء وموظفي إدارة مراكز التنمية الأسرية وحشد من ممثلي المؤسسات والهيئات الاجتماعية والإعلامية المحلية والإقليمية.
أهداف الملتقى
ويركز الملتقى الذي تتواصل فعالياته على مدار أربعة أيام على تحديات الحياة الرقمية وتأثيراتها على أفراد المجتمع، ودور الأسرة في التعامل مع أبنائها في ظل هذه التحديات التي تؤثر على مختلف الجوانب النفسية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب استعراض طرق دعم الأسرة لأبنائها وتحصينهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها خلال استخدامهم لقنوات التواصل الاجتماعي، بما يحافظ على القيم الأخلاقية والوطنية التي تتحلى بها الأسرة الإماراتية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على طرق حماية الأبناء من مخاطر الاحتيال الإلكتروني والتنمر الإلكتروني وغيرها من مخاطر الحياة الرقمية.
النهوض بالأسرة
وأكدت سعادة موضي بنت محمد الشامسي رئيس إدارة مراكز التنمية الأسرية رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى، أن الملتقى الأسري هو واحد من ثمرات الرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أولى الأسرة جل اهتمامه وسخر كل السبل الساعية والداعمة إلى تنفيذ السياسات المجتمعية التي تهتم بالأسرة وتنهض بها وتمكنها من أداء دورها الحقيقي في بناء مجتمع متماسك ومستقر، متوجهة بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، لرعايتهما الحثيثة والمتواصلة للملتقى، وتوجيهات سموهما الحكيمة التي أنارت الدرب للإدارة في سعيها نحو تحقيق رؤيتها الاستراتيجية الرامية إلى تعميق تماسك الأسرة والحفاظ على هويتها والإرتقاء بالقيم والثقافة الداعمة للبناء الأسري المتماسك والمستقر.
وأشارت سعادة الشامسي إلى أن التحول الرقمي والتطورات التكنولوجية المتسارعة أثرت بشكل كبير على الأسرة واستقرارها، فبقدر ما لهذا التطور من إيجابيات، فإن لها أيضاً سلبيات عديدة، ومن هنا يأتي تنظيم هذ الملتقى لمتابعة هذه القضية الاجتماعية المعاصرة واعتماد الخطط والبرامج والمبادرات وكذلك المشاركة في وضع السياسات الأسرية التي تساعد في رسم البرامج الوقائية والعلاجية، مع التركيز على الجانب الإيجابي في هذا التحول الرقمي والعمل على الاستفادة منه، ووضع الجانب السلبي تحت الدراسة للوصول للحلول المناسبة وعرضها على الجهات المعنية وأفراد المجتمع.
5 أوراق عمل
وتضمنت فعاليات الملتقى في يومه الأول الذي شهد مشاركة واسعة من أفراد المجتمع، عقد جلستين حواريتين شملتا 5 أوراق عمل، حيث جاءت الجلسة الحوارية الأولى تحت عنوان “البعد الاجتماعي” وأدارها يوسف الحمادي، وشملت أربعة أوراق عمل قدمها الدكتور سالم السالم خبير أداء في برنامج قيادات مجلس الوزراء مستشار وخبير في المواهب البشرية، والأستاذ أيمن باروت الأمين العام بالبرلمان العربي للطفل، والدكتور عادل السجواني أخصائي طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي، حيث نوقش خلالها المخاطر الاجتماعية في عصر الرقمنة، وتوجهات الدولة في دعم الأسرة الإمارتية، ودور المؤسسات في تعزيز القيم الأسرية وتمكين الشخصية الإنسانية، وأثر الرقمنة وعلاقتها بكوفيد 19 على الجيل الحالي وضرورة الموائمة بين التطوع والأسرة خلال جائحة كوفيد 19 وعصر الرقمنة.
في حين جاءت الجلسة الحوارية الثانية تحت عنوان “البعد الثقافي” وأدارتها فاطمة الزعابي وتضمنت ورقة عمل قدمها العقيد عبدالله المليح رئيس قسم مركز بحوث شرطة الشارقة وركزت حول مفهوم المخاطر الثقافية وأبعادها، كما شهد الملتقى في يومه الأول افتتاح فعاليات معرض “بيت وسكن” والذي تتضمن عدداً من البرامج والفعاليات التوعوية والإرشادية بهدف نشر الوعي والثقافة الأسرية وخدمة الأسرة بجميع أفرادها، ومن أبرزها تنظيم ركن للاستشارات الأسرية المباشرة للجمهور، وركن تحليل رسوم الأطفال وذلك بهدف الفهم الدقيق لسوكيات الأطفال، إلى جانب عرض لعدد من المواد المرئية والملصقات التي سلط الضوء من خلالها على إنجازات إدارة مراكز التنمية الأسرية.
ويتضمن المؤتمر الذي تتوصل فعاليته حتى 30 أكتوبر الجاري عقد جلستين حواريتين تستهدف كافة أفراد المجتمع وتتمحور حول تأثير الانفتاح الفكري والانفتاح غير الواعي على قيم وسلوكيات الفرد في الأسرة والمجتمع، وأفضل الممارسات الاجتماعية في تربية وتنشئة الأطفال، وتغيرات البناء القيمي وتأثيراتها على الأسرة وآليات التصحيح القيمي، والتغيرات المتسارعة التي تحدث في مجتمع الإمارات، ودور الأسرة خلال 50 عام القادمة.