الحراك السياسي
تفاصيل لقاء الرئيس السيسي بوزير الخارجية الأمريكي
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم، أنتونى بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، وكذلك كلٍ من فيكتوريا نولاند وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية، والسفير جوناثان كوهين، سفير الولايات المتحدة بالقاهرة، وتوماس سوليفان نائب سكرتير رئيس الأركان الأمريكى، والسفيرة باربرا ليف من مجلس الأمن القومى الأمريكى.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أعرب عن ترحيبه بلقاء وزير الخارجية الأمريكى، ناقلاً تحياته إلى الرئيس “جو بايدن”، ومؤكداً على علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، ودورها المحورى فى دعم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والتطلع لتعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة.
من جانبه؛ نقل “بلينكن” إلى الرئيس تحيات الرئيس الأمريكى، مؤكداً اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وكذا تكثيف التنسيق والتشاور المشترك حول جميع قضايا الشرق الأوسط، وذلك فى ضوء الثقل السياسى الفعال الذى تتمتع بها مصر فى الشرق الأوسط ومحيطها الإقليمى، ومساهمتها بقيادة الرئيس فى السعى لتحقيق الاستقرار المنشود لكافة شعوب المنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمى أن اللقاء تطرق إلى مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام فى أعقاب التطورات الأخيرة فى الأراضى الفلسطينية، حيث ثمن وزير الخارجية الأمريكى الجهود المصرية الحثيثة فى هذا الإطار للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى والعمل على تثبيته، فى حين أشاد الرئيس بالدعم الأمريكى الكامل للجهود المصرية المذكورة، مشيراً إلى أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فورى لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بانخراط أمريكى فاعل لعودة الطرفین مجدداً إلى طاولة الحوار.
وشدد الرئيس على حرص مصر على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة فى هذا الإطار، وموقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وفق المرجعيات الدولية، حيث تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الثنائى بين البلدين فيما يخص تثبيت وقف إطلاق النار وكذلك إطلاق عملية إعادة الإعمار فى قطاع غزة تأسيساً على المبادرة المصرية فى هذا الإطار.
كما تم تناول ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الرئيس فى هذا السياق إرادة الدولة الثابتة حكومةً وشعباً على مواصلة جهودها الحثيثة لمواجهة تلك الآفة، وتقويض خطرها أمنياً وفكرياً، وتدعيم مبادئ المواطنة الراسخة من التآخى والتعايش وحرية الاعتقاد، مشدداً فى هذا الصدد على أهمية استمرار التنسيق والتعاون المشترك مع الولايات المتحدة لتدعيم تلك الجهود.
وقد أشاد وزير الخارجية الأمريكى من جانبه بنجاح الجهود المصرية الحاسمة فى هذا الإطار خلال الفترة الماضية وما تتحمله من أعباء فى مكافحة الإرهاب، معرباً عن دعم الإدارة الأمريكية لتلك الجهود، ومؤكداً أن مصر تعد شريكاً مركزياً فى التصدى لتحدى الإرهاب العابر للحدود.
وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد كذلك التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، خاصةً تطورات الأوضاع فى ليبيا والمرحلة الانتقالية التى تمر بها حالياً، وصولاً على الاستحقاق الانتخابى المنشود فى ديسمبر المقبل، حيث تم التوافق على أهمية دعم تلك المرحلة السياسية الفارقة فى تاريخ ليبيا، مع ضرورة خروج المرتزقة والميليشيات الأجنبية المسلحة من ليبيا، بما سيساهم فى تحقيق طموحات الشعب الليبى الشقيق والحفاظ على وحدة الاراضى الليبية وسلامة مؤسساتها الوطنية ويقوض تفشى الفوضى بها ويقطع الطريق أمام تحولها إلى مناطق نفوذ لقوى خارجية.
كما تطرق اللقاء كذلك إلى قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس تمسك مصر بحقوقها من خلال التوصل إلى اتفاق قانونى منصف وملزم يضمن الأمن المائى لمصر من خلال قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، ومن ثم أهمية الدور الأمريكى على وجه الخصوص للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة، حيث جدد الوزير “بلينكن” التزام الإدارة الأمريكية ببذل الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف.
كم تم تناول بعض موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أشاد وزير الخارجية الأمريكى بالجهود التنموية الضخمة التى تشهدها مصر حالياً، وقد أوضح الرئيس فى هذا السياق جهود الدولة من خلال سلسلة المشروعات التنموية الكبرى بهدف تحقيق التنمية الشاملة فى كل القطاعات والارتقاء بكافة جوانب الحياة المعيشية للمواطنيين وكذلك جميع الخدمات المقدمة من قبل الدولة.