مصر الكبرى

07:49 مساءً EET

رئيس جمهورية الإخوان العربية الإسلامية

حينما أعلن عن الفوز المشكوك فى صحته للكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية، تصور الكثيرون أننا سنكون أمام رئيس لمصر كلها، يحاول أن يمد يده للجميع، ويرسل رسائل لطمأنة أكثر من 48% ممن صوتوا فى الانتخابات، ولم يمنحوه أصواتهم،

لكن للأسف كلما جلس الرئيس فى القصر الجمهورى، كلما تأكد الناس أننا أمام رئيس لجمهورية الإخوان العربية الإسلامية وليس أمام رئيس جمهورية مصر العربية.رئيس جمهورية مصر العربية كان يفترض أن يبدأ مهام عمله بتشكيل حكومة جديدة، واستكمال مؤسسة الرئاسة، حتى يفى بالوعود والعهود التى قطعها على نفسه خلال الحملة الانتخابية، لكنه فاجأ الجميع بان أول قرار له هو إعادة مجلس اشلعب الذى حلته المحكمة الدستورية فى حكم تاريخى، وبذلك أدخل مصر كلها فى حمى مواجهة بين مؤسسة الرئاسة، وجماعة الإخوان من ناحية، وبين المؤسسات القضائية من ناحية أخرى، فبدا أن الهدف الرئيسي هو عودة المجلس المنحل بأغلبيته الدينية التى ينتمى لها الرئيس، بغض النظر عما إذا كان ذلك يمثل تهديدا لمؤسسات القضاء فى مصر. الغريب أيضا أنه حين رفعت 17 قضية على قرار الرئيس فى المحكمة الإدارية، و7 قضايا فى المحكمة الدستورية، فوجئنا بعشرات من محامى الإخوان يتداخلون فى القضايا للدفاع عن الرئيس، رغم أنه فى ألاف من القضايا التى رفعت ضد الرئيس السابق لم نشهد هذه الظاهرة، إذ جرت العادة أن تتولى هيئة قضايا الدولة، الدفاع عن الرئيس والوزراء والمسئوليين التنفيذيين أمام القضاء، ولم نسمع أو نرى محامين من الحزب الوطنى يتدخلون فى قضايا للدفاع عن الرئيس السابق، وهو ما أكد للناس أننا أمام رئيس لجماعة وليس رئيسا لمصر.ورغم أن الرئيس مرسي تنازل عن رئاسة حزب الحرية والعدالة قبل الانتخابات، وقام المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فى مشهد مسرحى بحله من البيعة، مما يعنى أن الرئيس لم يعد له علاقة بالجماعة وحزبها السياسي الدينى، لكن الغريب أن مكتب الإرشاد عقد اجتماعا أمس لبحث طريقة تعامل الرئيس مع الإعلان الدستورى المكمل، واقتراح التعامل مع القضايا المرفوعة على اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور.. ثم أعقب ذلك اجتماع للجنة القانونية لجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة لبحث الإجراءات القانونية التى يريد الرئيس اتخاذها.الخلاصة أن الرئيس الذى انتخبه نصف الشعب ليكون رئيسا لمصر اتضح من الواقع العملى أنه رئيس فقط لجماعة الإخوان المسلمين، وأن اهتمامه الأكبر بجماعته ومصالحها.. بغض النظر عن مصالح الوطن العليا.يا أيها الرئيس محمد مرسي لقد أثبت لنا أنك رئيس لجمهورية الإخوان العربية الإسلامية.. أما جمهورية مصر العربية التى ولدنا وعشنا فيها.. فسنعمل جاهدين للحفاظ عليها، حتى ولو لم يوافق ذلك هوى الرئيس الإخوانى، وجماعته.
 

التعليقات